حث الشيخ الدكتور سعد البريك، الشباب الباحثين عن عمل، على بذل الجهد والمثابرة بطلب الرزق والعمل، وألا يرموا بهمومهم وآمالهم على المخلوق دون الخالق، وطالبهم بالتوكل على الله في جل أمورهم لأنه من أسباب علاج الهموم. جاء ذلك في محاضرة ألقاها البريك مساء أمس في الجامع الكبير في محافظة القنفذة بعنوان "كيف تتخلص من همومك" نظمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ودعوة الجاليات بالمحافظة.
وقال البريك في محاضرته: إن أغلب الشباب في بعض مجالات العمل لا يتقيد بالانضباطية في ساعات الدوام، وكذلك في الإنتاج، كما تجد الكثير يرمي بهمومه على الدولة وبأنها مقصرة ولم تعطه فرص للعمل، بينما هو قابع في بيته لم يبحث عن أي فرص للعمل".
وطالب الباحث عن عمل أن يجد ويجتهد ولا يرمي بأعبائه على المخلوق أو الدولة، مشيراً إلى أن الإرادة من ذات الإنسان وليست مصروفاً، ويجب أن يكون لدى الشاب الإرادة في العمل، وأن ينظر إلى أن الكثير من العمالة تأتي إلى بلدنا فيما يسعى الكثير للمجيء إلى هنا من أجل العمل؛ لأنه متوفر. ودعا الشباب إلى البحث عن عمل في جميع المجالات بالأسواق والتجارة والحرف.
وأكد الشيخ البريك أن من أعرض عن ذكر الله ولم يجعل الله هو الملجأ في جميع أحواله، فإن الهموم ستدركه لا محالة، وأن تلاوة القرآن والمحافظة على الصلاة لا يمكن إغفالها. وأضاف: لا يمكن علاج الهموم إلا بالذكر، حسب ما ورد في كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن ينظر الإنسانإلى نعمة الله عليه وما وهبه من نعم يجب أن يشكره، فكلما نظر الإنسانإلى مصائب غيره فعليه الحمد والشكر، وهذا من أسباب الخلاص من الهموم.
وحذر من المباهاة والشهرة غير المرغوبة، مشيراً إلى أن البحث عن الشهرة سرعان ما تزول طالما هي في الدنيا ولغرض دنيوي، أما إذا كانت الشهرة جاءت من دون السعي لها وفي مرضاة الله فإنها تدوم، ودلل على ذلك بالإمام ابن تيمية الذي توفي ولا يزال العلماء يذكرونه دائماً، في كل حلقة من حلق الذكر وغيرها، أما المشاهير في غير ذلك فبمجرد وفاته لا يذكر مطلقاً إلا نادراً في المجال الذي كان مشهوراً به.
جدير بالذكر أن الجامع الكبير شهد جمعاً كبيراً من الجنسين وزحاماً في مواقف السيارات لحضور محاضرة الشيخ البريك.