اضطر مواطن إلى التجوال بجثمان شقيقته المتوفاة والمسجاة في مؤخرة سيارته، بعد أن رفض مستشفى حكومي بمحافظة الطائف استقبال الجثمان والكشف عليه لاستكمال الإجراءات الرسمية حيال دفنها، فيما اكتفى المدير المناوب والعاملون بالمستشفى بعبارة "نحن نطبق التعليمات" ، طالباً من المواطن التوجه بها لمستشفى آخر رافضين في الوقت نفسه نقل الجثمان عن طريق إسعافاتهم المتوقفة وقتها. وتوعد المواطن بتصعيد الشكوى واصفاً ما حدث له ب "التجرد من الإنسانية" باعتبار أنهم كانوا يشاهدونه وهو ينزل شقيقته المتوفاة من سيارته ومن ثم يعيدها إليها دون أن يساعدوه.
وروى المواطن "تركي بن عطية الحارثي" معاناته التي سجلها عبر شكوى تلقتها "سبق" قائلاً: "توفيت شقيقتي "37 عاماً" في بيت زوجها بحي الحلقة الغربيةبالطائف، وفاة طبيعية، وبناء على ذلك نقلتها في سيارتي الخاصة من نوع جيمس، وكان أحد مسعفي الهلال الأحمر قد حضر وأجرى الكشف الأولي عليها وأكد وفاتها".
وأوضح الحارثي أنه عند الساعة الثانية والنصف من ظهر يوم السبت وضع شقيقته المتوفاة في المقعد الخلفي بسيارته، وتوجه بها لمستشفى بالطائف "وعند وصولي سألت أحد العاملين عما أفعله فطلب مني إنزالها وإدخالها قسم الطوارئ حتى يتم الكشف عليها من قبل الأطباء، ويؤكدون وفاتها وأسباب ذلك، لحين استخراج التقرير واستكمال الإجراءات وصولاً للدفن".
يقول: "تفاجأت بهم يطلبون مني أن أنقلها لمستشفى الملك فيصل بالطائف، ويرفضون استقبال شقيقتي المتوفاة، ورفضوا كذلك الكشف الطبي عليها، حيث ظلت لأكثر من ساعة وهي مسجاة بالطوارئ, وسط محاولات لقبولها إلا أنهم أصروا على رفضها، ما دفعني لطلب إسعاف من قبلهم لنقلها، ورفضوا في ظل توفر الإسعافات التي كانت واقفة أيضاً وقالوا: لا نستقبل مثل هذه الحالات، ولا بد أن تنقلها لمستشفى الملك فيصل بنفسك، فهذه هي التعليمات".
ويؤكد أنه دخل بعد ذلك على المدير المناوب بالمستشفى في مكتبه وتفاجأ بكثرة العاملين الذين كانوا عنده، مشبهاً ذلك كأنه داخل استراحة، حيث يشربون الشاي ورائحة الدخان تفوح، إلى أن استجاب له المدير وانتبه لوجوده عندما طلب منه أن يتم نقل شقيقته المتوفاة بإسعاف إلى مستشفى الملك فيصل، بعد أن اقتنع برفض استقبالها والكشف عليها, فيما أشار إلى أنه التقى مدير الطوارئ وقتها وهو طبيب وافد "مصري" وأخبره بمطلبه وأنه سيتقدم بشكوى وسيصعد الأمر إعلامياً، فاكتفى بقوله "أنا ما ليش دعوى".
يقول: "استعنت بالله وعدت لشقيقتي المتوفاة وحملتها بنفسي وأعدتها لسيارتي دون أي شفقة من قبل العاملين والموجودين في قسم الطوارئ، حيث كنت بالنسبة لهم "فرجة" وسط تجردهم من الإنسانية، وكأن ذلك الأمر لا يعنيهم مطلقاً، وتوليت بنفسي نقل شقيقتي مرة أخرى لمستشفى الملك فيصل بالطائف، وهناك تم استقبالها وإنهاء إجراءاتها".
ويتساءل المواطن الحارثي عن الحقوق التي تضيع بسبب إهمال يرتكبه بعض الموكلين بأعمال في إدارات حكومية أو مستشفيات، وهل التعليمات تمنع تقديم ولو أبسط حق لمواطنة بعد وفاتها؟ وقال الحارثي: "أوجه إلى وزير الصحة: هل يوجد مستشفى بالعالم لا يستقبل متوفى، وهل يوجد مستشفى بالعالم يمنع نقل المتوفى بالإسعاف، سواء كان قد توفي بالمستشفى أو خارجه ثم نقل إليه؟
وتمنى الحارثي أن تؤخذ شكواه بعين الاعتبار، وأن يتم التحقيق فيها، مؤكداً أنه وبعد وصوله للمستشفى طلبوا منه إنزال المتوفاة وإدخالها للطوارئ، وبعد إنزالها طلبوا منه إخراجها ونقلها لمستشفى الملك فيصل بسيارته الخاصة.
وأعرب عن أمله أن ينظر المسؤولون وأصحاب العلاقة في شكواه، ومحاسبة من أخطأ.