دشَّن مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي يوم الخميس الماضي يوم التخطيط السعودي الأول، الذي تبنت فكرته المدربة السعودية مرام كردي (24 عاماً) ليتحقق حلم كان بنظر البعض مستحيلاً، بعد أربعة أعوام من الجد، إذ تعتبر المبادرة الأولى من نوعها التي جاءت بعد دراسة ميدانية عميقة استمرت أربع سنوات كاملة. وأوضحت كردي خلال الحفل أن مشروعها يهدف إلى غرس ثقافة التخطيط لدى مختلف شرائح المجتمع، وتحفيز أفراده ومؤسساته نحو هذا الاتجاه؛ لأن النجاح بنظرها لا يأتي مصادفة أبداً، مُشيرة إلى أن المستقبل يحتاج الكثير؛ كون العالم من حولنا يتغير ويتشكل ولا يبقى على حال، مبينة أن مفهوم التخطيط يجب أن يتبلور من جديد حتى يتقبله الجميع بشكل إيجابي. وتوصلت دراسة ميدانية أجرتها كردي شملت 12 ألف شخص من النساء والرجال إلى أن الجيل الحالي يفتقر لأهم أسس التخطيط، حيث 96 في المئة من المجتمع الشبابي لا يخططون لشيء، في حين يجهل أكثر من 86 في المئة من المعلمين ثقافة التخطيط، بعد أن جمع فريقها التطوعي «مرام تيم» 12 ألف استبيان، بعد دراسات ميدانية دقيقة شملت طلاباً وموظفين وأكاديميين وغيرهم. وقالت كردي إن الدراسة المسحية خلصت إلى أن عدد الذين يجهلون أبجديات وأساسيات ثقافة التخطيط من الموظفين بشكل عام يصل إلى 92.92 في المئة، يقابله 87.95 في المئة من الموظفات، لافتة إلى أن 94.98 في المئة من المقبلين على الزواج يجهلون تماماً ماهية التخطيط، وأن 99 في المئة من ربات المنازل يعانين من المعضلة ذاتها، وأن ما نسبته 89.23 في المئة من المتقاعدين لا يخططون أو يعلمون عن هذه الثقافة أي شيء. وقالت: «استناداً لكمية التخبط في هذه الثقافة، أطلقتُ مبادرة يوم التخطيط السعودي العالمي، بعد دراسة ميدانية مستفيضة استمرت أربع سنوات»، مضيفة أن المشروع يهدف إلى غرس ثقافة التخطيط في مختلف شرائح المجتمع وتحفيز أفراده ومؤسساته نحو هذا الاتجاه. بدوره، أوضح مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام بمنطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي أن ما شاهده في المعرض المصاحب "التخطيط بين الفن والحلم والعمل" الفوتوغرافي، جعله يرى فناً راقياً دل على وعي الشباب بماهية التخطيط، وهي أعمال ترقى إلى الجوائز العالمية، موضحاً أن الشباب يمثل من 65 في المئة إلى 70 في المئة من المجتمع السعودي، ويحتاج إلى دعم رغم أنه استطاع أن يوصل فكرته لكل مهتم. وشارك في الحفل شخصيات أبدعت في التخطيط وهم: رئيس قسم النساء والولادة في المركز الطبي الدولي بجدة الدكتور فواز أديب إدريس، والداعية الإسلامي والمشرف على حملة اتبعني التي تُعنى بحياة الرسول عليه الصلاة والسلام محمد عبدالرحمن السقاف، والكاتب الجدلي بين أحرفه والذي شُبه برجل المطبوعات العفوية ودارس علم القيادة ثامر شاكر. ويوم التخطيط السعودي الأول أقيم في قاعة الشيخ إسماعيل أبو داود، بدعم من الغرفة التجارية وحضور نحو ألفي مشارك، في فكرة موجهة لجميع فئات المجتمع وشرائحه، بما في ذلك الأفراد والمؤسسات والشركات، وتقدم مفاهيم الطريق نحو المستقبل من خلال خطط واضحة يستطيع الجميع من خلالها تحقيق الأهداف التي يريدون الوصول إليها. يذكر أن المدربة مرام كردي أعلنت أنها اختارت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليكون نجم التخطيط ليوم التخطيط السعودي الأول، معتبرة إياه المحفز لها وأن فكره وإنسانيته دفعاها إلى التعمق في سيرته الإنسانية قبل الملكية لتعرف أنه رجل لن يتكرر والداعم لكل امرأة.