اعتبرت الصحف البريطانية أن تصويت السويسريين لصالح حظر بناء المآذن في بلادهم، يعد عار على سويسرا، وإستجابة لأحزاب اليمين المتطرفة التي تنشر الكراهية، وأن سويسرا تخاطر بعلاقتها بالعالم الإسلامي، وعلى صعيد رسمي دعت عضوه مجلس الشيوخ الفرنسي نتالى جوليه مواطني دول الخليج إلى سحب أموالهم وودائعهم وإستثماراتهم من بنوك سويسرا. واعتبرت صحيفة "الجارديان" في افتتاحيتها أمس أن تصويت السويسريين أمس لصالح حظر بناء المآذن في بلادهم، يعد عارا على سويسرا، كما أنها في نفس الوقت تثير مخاوف أوروبا من احتمال تكرار الأمر نفسه فيها. وتقول الصحيفة في البداية: يدعى السويسريون أن قيمهم الأساسية هي الحياد والتنوع والتسامح، وقد أصبحوا أغنياء من خلال التجارة وصرافة الأموال القادمة من جميع أنحاء العالم، كما أن سويسرا يوجد فيها أيضا مكاتب للعديد من المنظمات دولية العديدة، من بينها عدد كبير من منظمات الأممالمتحدة، إلا أن السويسريين نحوا هذا المظهر من "العالمية" جانباً، وصوتوا بأغلبية كبيرة لصالح حظر بناء مآذن "المساجد" وهذه النتيجة يجب أن تُشعر سويسرا بالعار وتصيب أوروبا بالقلق، حيث تم استدراج الناخبين للتعبير عن رأيهم بشأن الدين والعرق. ورأت الجارديان أن سويسرا ستعانى من نتائج التصويت بعد أن تشوهت صورتها. ودعت الجارديان في النهاية الجميع إلى الانتباه لحقيقة أن الساسة الذين يزرعون بذور الكراهية قد يتسببون فيى إحداث ضرر رهيب. وقالت صحيفة التايمز، إن التصويت الذي أجرى على حظر بناء المآذن في سويسرا يتناسب مع النمط السائد من الإحتجاجات الشعبية الواسعة في غرب أوروبا، حيث تشن أحزاب اليمين حملة نشطة ضد ما يفترضونه من انتشار نفوذ السكان المسلمين، ومن ضمن هؤلاء السياسي الهولندي جيرت فيلدرز وحزب الشعب الهولندي يعتبر أن هجرة المسلمين إلى أوروبا تمثل تهديدا للهوية المسيحية، الذي يعتبر أن هجرة المسلمين إلى أوروبا تهدد الهوية المسيحية . وتقول الصحيفة إن مزاعم حزب الشعب الهولندي وفيلدرز ما هي إلا هراء، فالمسلمون يشكلون أقلية صغيرة في أوروبا الغربية، كما أن متوسط معدل الخصوبة لديهم آخذ في الانخفاض، والموقف العلماني يسعى إلى فصل الدين عن الدولة وليس إلى طرده من المجتمع المدني. وتتفق صحيفة الديلى تليجراف، مع التايمز إذ ترى أن جنيف خاطرت بغضب المسلمين بعدما صوتت الأغلبية الساحقة بها بالحظر ، مشيرة إلى أن نتيجة الاستفتاء لم تكن متوقعة بشكل كبير، إذ أنها سببت مصدر إحراج كبير للحكومة المحايدة فى سويسرا، فلقد تم التحذير قبل التصويت من أن الحظر من شأنه أن يخدم مصالح الأوساط المتطرفة ويلحق الضرر بالعلاقات الاقتصادية مع الدول الإسلامية. وعلى صعيد رسمي دعت عضوه مجلس الشيوخ الفرنسي نتالى جوليه اليوم مواطني دول الخليج إلى سحب أموالهم وودائعهم وإستثماراتهم من بنوك سويسرا، إحتجاجا على حظر بناء مآذن للمساجد هناك. ونددت جولى، وهى نائبة رئيس مجموعة الصداقة بين فرنسا ودول الخليج، في بيان لها بهذا التصويت الذي يتسم بمعاداة الأجانب والذي يعد بمثابة فضيحة في قلب أوروبا. شرح الصورة : مئذنة المركز الثقافي التركي في سويسرا