قال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: إن عدد المكاتب التعاونية في عموم المملكة العربية السعودية يزيد على 300 مكتب، تؤدي دوراً تخصصياً، وهي مكاتب أهلية خيرية ليس المقصود منها الربحية، ولا تُنظم أعمال موظفيها جهة حكومية، ولذلك فهي قطاع أهلي مساند وليست جهات ومؤسسات حكومية، ولكن الجهة الحكومية تشرف على الأعمال الخيرية بحسب اختصاصات تلك المؤسسات أو المكاتب أو الجمعيات، وهذا يعطينا حصيلة أن هذا الدين النجاح فيه يكون بالتكامل والتعاون، فالتعاون هو التكامل في الاختصاصات، يعني أن الانفراد بعمل ويطلب مع هذا الانفراد النجاح غالباً لا يكون وإنما النجاح الحق أن يكون هناك تعاون لتحقيق الهدف والمراد، ومن هنا جاء منظور وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للجهات الخيرية التي تشرف عليها مثل المكاتب التعاونية، والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وغير ذلك. وجدد التأكيد على أن هذه المكاتب التعاونية تمثل العمود الفقري لعمل الوزارة في الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات "فالدعوة والإرشاد في عمل هذه المكاتب يناط به تنظيم الدورات العلمية وتنظيم الملتقيات الترفيهية والدعوة العامة والخاصة لأهل الإسلام وللقطاعات للشباب وللصغار والنساء، وهنا يأتي الدور الكبير الذي نراه قائماً في هذه المكاتب"، مؤكداً أن التكامل بين الجهة الحكومية وبين الجهات الأهلية ضرورة اليوم في أي قطاع بل لا يمكن أن يكون هناك نجاح باستقلال الحكومة بأعمالها، ولا باستقلال الجهات الأهلية بأعمالها، الرؤية الناضجة أن تتاح لكل الفعاليات التجمعية المجتمعية، أو الجهات التخصصية أن تعطى فرصتها لتقديم الخدمة والتنمية البشرية، أو الاقتصادية أو غير ذلك لهذا المجتمع، فالتكامل ضرورة لا مناص عنها، ولا يمكن للدعاة، أو للشباب، أو لمن يريد الوصول إلى أهداف خيرة محددة تنفع المجتمع في أي مجال إلا بأن يكونوا مع الدولة في رباط واحد يستفيدون هم من الإمكانات والتنظيمات ويكون لهم مرجعية واضحة، وتُهيأ لهم السبل. وشدد على أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بحكم إشرافها على هذه المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات تعترف لهذه المكاتب، وتسجل لهذه المكاتب الاحتراف الدعوي في توعية الجاليات؛ لان توعية الجاليات ليست بالأمر السهل فطريقة تعاملهم، والحوار، وكيفية التعاطي معهم فيما يوصلهم إلى البحث عن الحقيقة والبحث عما يدخلهم في هذا الدين هذه عملية ضخمة وكبيرة وفي جولاتي في العالم لا يوجد جهات متخصصة لها نتائج في دخول عدد كبير في الإسلام مثل ما يوجد في المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في المملكة العربية السعودية من جهة التنوع، فجميع اللغات للعاملين في المملكة مغطاة في هذه المكاتب، تجد مكتباً عنده تميز في دعوة جالية من الجاليات بلغاتها إما باللغة الفلبينية، أو باللغة الأردية، أو باللغة السنهالية، ومكتب آخر متميز في لغات أخرى، وهناك كتب كثيرة باللغات أصدرتها هذه المكاتب ترجمة من طلبة العلم وعلماء ودعاة تجعل إصدارات هذه المكاتب الدعوية حقيقة بأن تكون على شبكة الإنترنت، وذلك ليتم الاستفادة منها في الدعوة في كل مكان هذا من الجهة الدعوية، ومن الجهة الأخرى أيضا تسجل الوزارة لهذه المكاتب بإشرافها عليها حرص هذه المكاتب على حسن التدبير المالي، وإدارة المال وفق التنظيمات التي بلغوا بها. وزاد آل الشيخ قائلاً: فالمكاتب مرت بها فترة ليس عندها محاسب داخلي يراجع حساباتها، فأصدرت الوزارة عدة تنظيمات لفعالية مجالس الإدارة وكذلك لفعالية المحاسب الداخلي في الرقابة الداخلية على المصروفات وعلى الإيرادات وتوافقها مع التنظيمات، ولوائح المكاتب التعاونية الداخلية، كما أن هناك محاسباً خارجياً يدقق محاسبات المكاتب الوزارة تكلفه، ويطلب من المكاتب أنها تكلف مراجعاً خارجياً يراجع المحاسب الخارجي من جهة الوزارة، وبالتالي صار عندنا ارتقاء بمستوى الرقابة الإدارية والمالية على أداء هذه المكاتب وصولاً بالإدارة لتحقيق الهدف وهو الدعوة إلى الله، مكرراً معاليه أنه لا يمكن لنا أن ننجح في الدعوة بإدارة ضعيفة، أو بادرة قاصرة، أو بادرة غير واعية، أو بعدم تكامل إداري بين العاملين في أي قطاع، مطالباً معاليه بتطبيق "بطاقة الأداء المتوازن" التي نفذها المكتب، وتعميمها على المكاتب التعاونية؛ ليكون هناك تقييم داخلي وخارجي، وتكون معه الوزارة مسهمة إسهاماً جيداً في تطوير عمل هذه المكاتب. وهنأ من أسلموا بدخولهم الإسلام، وكذا من أسلم عبر هذا المكتب وغيره، وسأل الله تعالى لهم الثبات، وأن يرزق الجميع حسن البدء. جاء ذلك في كلمة الوزير لدى رعايته الحفل الذي أقامه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالعزيزية بمحافظة جدة بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسه، وذلك بمقر الغرفة التجارية أمس. وأكد مدير وعضو مجلس إدارة المكتب الشيخ صلاح بن محمد الشيخ على الدعم الذي تحصل عليه المكاتب التعاونية في مختلف مناطق المملكة واستعرض بعض الإنجازات التي حققها المكتب على مدار السنوات الماضية، مؤكداً أن ما تحقق من نجاحات ما كان ليتم لولا توفيق الله عز وجل ثم تعاون من منسوبي المكتب ومجلس إدارته نحو تحقيق أهدافه في خدمة الدعوة إلى الله ونشر دينه. بعد ذلك شهد الجميع عرضاً مرئياً وثائقياً عن المناشط والجهود الدعوية للمكتب، بعد ذلك قدم مدير المكتب الدكتور مسعود القحطاني عرضاً لمسيرة المكتب خلال عشرين عاماً من العطاء الدعوي، ثم قدم المهندس سعد القرشي عرضاً آخر لإدارة إستراتيجية المكتب ببطاقة الأداء المتوازن، عقبه شهد الحضور مسيرة المسلمين الجدد، وألقى مدير فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ عبدالعزيز الناصر كلمةاكد فيها على دور توعية الجاليات في إيصال رسالتها الدعوية والتوعوية لنصرة دين الله وإعلاء كلمته. ثم تم الإعلان عن إشهار ثلاثة من أبناء الجالية الفلبينية المقيمة في محافظة جدة إسلامهم، حيث لقنهم أحد أعضاء المكتب الشهادتين. يذكر أن المكتب الذي يحتضن 45 مركزاً نسائياً أنجز مؤخراً من مسيرته الدعوية (1042) درساً ومحاضرة، وأعد (25) حلقة تلفازية (نفح الطيب) تم عرضها في أكثر من (20) قناة فضائية، ونفذ (253) جولة دعوية، وعمل (6700) بنر دعوي، وأكثر من (10000) مصلى متنقل، وقام ب (632) زيارة دعوية لمقرات حكومية، وبلغ عدد المسلمين الذين أشهروا إسلامهم لديه (270) مسلماً، كما استفاد من ملتقى البحر الصيفي (61000) مستفيد، كذلك أقام المكتب (46) دورة علمية ومهارية، وأعد (984288) مادة دعوية، واستفاد (90000) مستفيد من المسابقة الرمضانية التي ينفذها المكتب، كما استفاد (12000) مستفيد من البرامج الشبابية التي ينفذها المكتب، وبلغ عدد الاستشارات الهاتفية النسائية الواردة للمكتب (5140) استشارة.