حض وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المكاتب التعاونية بضرورة تفعيل دور المحاسبة القانونية الداخلية والخارجية وحسن إدارة المال، لافتا إلى أن الوزارة سجلت للمكاتب الدعوية التعاونية هذه الخطوات وفق التنظيمات التي بلغوا بها مؤخرا. وقال لدى رعايته حفل المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالعزيزية في جدة أمس بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسه: إن الوزارة أصدرت تنظيمات لفعالية مجالس الإدارات والمحاسب الداخلي في الرقابة الداخلية للمكاتب من ناحية المصروفات والإيرادات وتوافقها مع اللوائح وأن يكون هناك محاسب خارجي يدقق ميزانياتها ومصاريفها ووارداتها. وأضاف: من واجبات المكاتب تكليف محاسب قانوني خارجي من جهة الوزارة أيضا، لافتا إلى أن هذا الأمر أحدث ارتقاء في مستوى الرقابة الإدارية والمالية، ما أسهم في الوصول بالإدارة لتحقيق الهدف من إنشاء هذه المكاتب. وأبان أن تحقيق النجاح لا يمكن أن يكون بإدارة قاصرة وغير واعية وبدون تكامل، لافتا إلى أن الارتقاء بالمستوى الإداري يتيح تحقيق الأهداف والمخرج المتميز في حين يكون في ضعفه أثر في انخفاض المنتجات. ولفت إلى أن الوزارة تعترف للمكاتب وتسجل لها الاحترافية الدعوية في توعية الجاليات؛ لأن هذا العمل شاق، فالحوار وطريقة التعامل والتعاطي مع من يبحث عن الحقيقة وهي الإسلام يحتاج إلى جهود كبيرة وضخمة جدا. وقال وزير الشؤون الإسلامية: من واقع زياراتي للعديد من دول العالم أدركت أنه لا يوجد جهات متخصصة لها نتائج ملموسة وكبيرة في اعتناق عدد كبير الدين الإسلامي مثلما تنتجه المكاتب الدعوية في المملكة، مضيفا «هذا يعود إلى التنوع الذي تتميز به سواء في لغات التوعية التي تغطيها وترشد الجاليات من خلالها، إضافة إلى حسن إدارة المال وحرصها على ذلك». ودعا آل الشيخ إلى ضرورة تكامل الجهات الحكومية والأهلية، مشيرا إلى أن النجاح لايكون بالاستقلال، مضيفا «يجب أن تتاح للجهات المتخصصة المشاركة في كل الفعاليات المجتمعية وتعطى فرصتها لتقديم التنمية البشرية والاقتصادية لهذا المجتمع، كما أنه لا يمكن للدعاة أو الشباب أن من يريد الوصول لأهداف خيرية محددة إلا أن يكونوا مع الدولة في رباط واحد فيستفيدوا من التنظيمات والإمكانيات التي تقدم لهم». وقال: «إن نظرة البعض والتشكيك في مسألة تواصل الجهات الحكومية مع الأهلية قاصرة، لافتا إلى أن المنعزل عن التعاون لا يمكن أن ينتج إنتاجا يوازي من يحقق التكامل». وعطفا على العرض الذي قدمه مدير التطوير في المكتب التعاوني بالعزيزية في جدة المهندس سعد القرشي وما تم تفعيله من بطاقة الأداء المتوازن في تطوير أعمال المكتب، طالب الوزير بتفعيلها أكثر من القدر الموجود حاليا وتعميمها على المكاتب، لافتا إلى نية الوزارة في تطبيق هذه الفكرة على المكاتب التعاونية ليكون لديهم تقييم داخلي وخارجي في نفس الوقت، ولتسهم هذه الفكرة في إنجاح عمل المكاتب وتطويرها. وقدم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد شكره للغرفة التجارية بجدة وعلى رأسها الشيخ صالح عبد الله كامل لإقامة هذا الحفل البهيج المتميز في قاعة المحاضرات في الغرفة التجارية، سائلاً الله للجميع الهدى والسداد. وفي نهاية الحفل كرّم آل الشيخ الشخصيات والأفراد والمؤسسات الخيرية الداعمة للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالعزيزية، والمؤسسين والمتعاونين مع المكتب، كما كرم رئيس الغرفة التجارية في جدة الشيخ صالح عبدالله كامل وبسام الأخضر والشيخ طلال العقيل، ومدير عام فرع الوزارة بمكة المكرمة الشيخ عبدالعزيز الناصر. يشار إلى أن المكتب التعاوني الذي يحتضن 45 مركزاً نسائياً أنجز مؤخراً من مسيرته الدعوية 1042 درساً ومحاضرة ، وأعد 25 حلقة تلفازية (نفح الطيب) تم عرضها في أكثر من 20 قناة فضائية ، ونفذ 253 جولة دعوية، وأكثر من 10 آلاف مصلى متنقل ، وقام ب 632 زيارة دعوية لمقرات حكومية ، وبلغ عدد المسلمين الذي أشهروا إسلامهم لديه 270 مسلماً ، كما استفاد من ملتقى البحر الصيفي 61 ألف مستفيد، كذلك أقام المكتب 46 دورة علمية ومهارية، وأعد 984288 مادة دعوية، واستفاد 90 ألف مستفيد من المسابقة الرمضانية التي ينفذها المكتب، كما استفاد 12 ألف مستفيد من البرامج الشبابية التي ينفذها المكتب، وبلغ عدد الاستشارات الهاتفية النسائية الواردة للمكتب 5140 استشارة.من جانب آخر، دعا آل الشيخ بتحويل المعاهد القرآنية إلى كليات لتدريس علوم القرآن الكريم وتخريج معلمي القرآن، مشيرا إلى أن هذه الكليات ستخرج معلمين متخصصين في مجالهم بعكس الكليات الأخرى العامة التي لا يوجد فيها تدريس لهذه العلوم بشكل متخصص. وقال خلال إطلاقه ملتقى المعاهد القرآنية في جدة أمس: هذا النوع من المخرج لا مثيل له، ونرجو تحقيقه قريبا، مطالبا في الوقت ذاته بالنهوض بالمعلمين والاستمرار في الطريق الذي سار فيه الأوائل وعدم الزهد في تعلم القرآن وتعليمه وبذل الجهد والمال والوقت في ذلك وخدمته بحسن التنظيمات الإدارية، مضيفا «نطمح في نهضة حقيقية في معاهد القرآن وأن يكون خلال سنوات قادمة تغيير نوعي إداري».