يطالب كاتب معالي وزير الزراعة السعودي الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم، بالاعتذار للمواطن صاحب مقطع الفيديو، في نجران، الذي كان يتساءل عن أدوية "التحصين" ضدّ "القلاعية", وردّ عليه الوزير بالقول: "يا عم رح اشتر". ويشير الكاتب إلى كبر سن المواطن، الذي كان محقاً في تساؤله، فيما يرصد كاتب آخر أن حجم البطالة بين خريجي التعليم الفني والتدريب المهني يبلغ 43 %، متسائلا عن المسؤول عن ذلك؟ كاتب سعودي: يطالب وزير الزراعة بالاعتذار للمواطن صاحب مقطع الفيديو يطالب الكاتب الصحفي يحيى الأمير في صحيفة "الوطن" معالي وزير الزراعة السعودي الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم، بالاعتذار للمواطن صاحب مقطع الفيديو، في نجران، الذي كان يتساءل عن أدوية "التحصين" والتي من أهمها ضدّ "القلاعية", بالقول: "تبي الحكومة تعطيك كل شيء بلاش.. يا عمي رح اشتر". ويشير الكاتب إلى كبر سن المواطن، كما ينقل عن أحد الخبراء أن الحمّى القلاعية تعتبر وباءً تتولى وزارات الزراعة في كل دول العالم مكافحته، وليست شأناً خاصاً. ففي مقاله "تخليص الوالد من قسوة الوزير" يتساءل الكاتب "ترى ما الشعور الذي ملأ قلب ذلك المواطن الكبير في السن، بوقاره وبلحيته البيضاء وهو يستقبل من وزير الزراعة ذلك الجواب وبتلك اللغة التي لا تليق بين رجلين عابرين في الشارع لا يعرف أحدهما الآخر، فما بالك بلغة من وزير موجهة لمواطن؟ ما الانطباع والشعور الذي ملأ قلب ذلك (الوالد) الوقور، وهو يراقب خطوات وزير الزراعة تبتعد عنه، مخلفة في أذنه كلمة واحدة، تنهره كما يفعل المعلمون القساة مع تلاميذهم، وتتحدث معه بمنطق المعطي والواهب الذي يرى أن وظيفته تتلخص في نوع العطية وكميتها.. ملامح ذلك الرجل الوقور، هي ذاتها ملامح آبائنا وأجدادنا في كل مناطق المملكة، ملامح أولئك الرجال الكبار الذين تناثرت قطرات عرقهم في أراضيهم، وبعضهم لديه أبناء في سن مقاربة لسن الوزير الذي قسا عليه، لكن أحداً من آبائنا أولئك لم يكن يطمح أن يجد نفسه في مثل هذه الموقف الذي يفيض انتقاصاً"، ثم يأخذ الكاتب القدوة من خادم الحرمين الشريفين حين يتساءل "السؤال لكم أيها السعوديون في طول الوطن وعرضه: هل يتوقع أحد منكم أن خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، أو سمو ولي عهده الأمين، أو سمو وزير الدفاع مثلا، يمكن أن يحدثوا أي مواطن في أي منطقة في المملكة بمثل تلك اللغة أو بذات الحدة والغلظة؟ بكل تأكيد الجواب هو: لا. مما يعني أن ثمة فهماً سلبياً لدى بعض الوزراء في استيعابهم لكونهم يمثلون القيادة". ويعلق الكاتب بقوله "كان بإمكان معالي الوزير، ودون أن يخسر شيئاً أن يرد على ذلك المواطن الوقور بمنتهى الهدوء، حتى لو لم يتوافر ما كان يطلبه ذلك المواطن، وقد يجد كثيرٌ من المسؤولين أنفسهم أمام مطالب شعبية عامة قد تكون غير منطقية أحيانا، لكن التعامل معها لا يتم بتلك الصورة إطلاقاً، فمهما كان طلب المواطن لا يمكن استيعاب أن الرد عليه يكون بتلك الطريقة ". ثم يؤكد الكاتب أن المواطن كان محقاً في طلبه ويقول "اتصلت بأحد الخبراء الزراعيين الذي أكّد لي أن الحمّى القلاعية تعتبر وباءً تتولى وزارات الزراعة في كل دول العالم مكافحته، وليست شأناً خاصاً بكل صاحب مزرعة على حدة. يؤكد ذلك الجواب الذي يرد به الوزير على المواطن، بأن ما هو موجود من أدوية لا يكفي، وبما أنه هو يقوم بشراء العلاج لمزرعته، فعلى الناس أيضاً أن تشتري كذلك، إذا كان هذا القياس الغريب هو معيار التنظيم والقرارات في وزارة الزراعة وأن ما ينطبق على الوزير في التعامل مع مزرعته يُفترض أن يمثل نظامنا الزراعي فتلك أزمة حقيقية. وحتى لو لم تكن القضية من اختصاص الدولة بالدرجة الأولى، فلن يكون الجواب على الإطلاق إهانة مواطنٍ بتلك الطريقة". وينهي الكاتب متوجهاً إلى وزير الزراعة بقوله "من الشجاعة أن تعتذر وزارة الزراعة لذلك الوالد الوقور، وأن يعتذر الوزير كذلك، فلدينا منظومة سعودية، لا على مستوى التقاليد ولا على مستوى الأداء الذي اعتدناه من مسؤولين وضعت القيادة ثقتها بهم أن يكونوا بهذا المستوى من التعامل وضيق الصدر".
"الفوزان": 43 % بطالة خريجي التعليم الفني والتدريب المهني.. فمَن المسؤول؟ يستعرض الكاتب الصحفي راشد محمد الفوزان في صحيفة "الرياض" نتائج دراسة عن خريجي التعليم الفني والتدريب المهني، والتي كشفت عن حجم البطالة في هذا القطاع التي تبلغ 43 %، رغم أن بلادنا تعاني شحاً هائلاً وكبيراً في المهن سواء صناعية أو زراعية أو حرفية، مؤكداً ضعف مخرجات معاهد التدريب، ومتسائلا عن أسباب ذلك الضعف، ففي مقاله "43% بطالة خريجي التعليم الفني والتدريب المهني" يقول الكاتب "هذه دراسة أعدها منتدى الرياض الاقتصادي الذي عُقد بالرياض هذا الاسبوع، لا أنكر أنني ذهلت من هذه الأرقام لعيّنة الدراسة التي تمت من خلالها الخروج باحصاءاتٍ مثيرة عن خريجي التعليم الفني والتدريب المهني، نحن نعلم أن بلادنا تعاني شحاً هائلاً وكبيراً في المهن سواء صناعية أو زراعية أو حرفية وغيرها، وأن سبب هذا "ضعف المخرجات من معاهد التدريب" وهنا نطرح سؤالاً مهماً، أين يكمن الخلل؟ في المدرب؟ أم في المناهج التي لا تواكب حاجة سوق العمل؟ والأغرب أن تقول الدارسة إن من يتخرج يحتاج إلى إعادة تأهيل؟! إذاً ماذا كان يعمل ويدرس ويتدرب خلال فترة تدريبه بهذه المعاهد؟ وتوضح الدراسة أن التسرّب بمعاهد التعليم الفني والتدريب المهني وصل لنسبة 53 %، وهذا رقم كبير يوضح أن هناك خللاً، وقد وضعت الأسباب وكان أهمها "الراتب" فهو يشكل نسبة 71 % ويعتبر العامل الرئيس في بقاء المتدرب أو العامل". ويعلق الكاتب على الدراسة قائلاً "واضح من الدراسة التي قدمت خلال المنتدى أن هناك خللاً كبيراً، وأن سد الفجوة وحاجة السوق من المهن والحرف المساعدة لن تحدث أو تحقق النمو في ظل هذه الأوضاع، وطبقاً للدراسة والتي تطالب بإعادة هيكلة قطاع التدريب كليا وإنشاء هيئة خاصة وطنية مستقلة متخصصة بالتقويم والاعتماد والجودة للتعليم الفني والتدريب التقني، لكي تقوم بمعالجة الضعف في آليات المتابعة والتقويم، أوصت بأن يتم إلحاق الكليات التقنية والمعاهد العليا بالجامعات". ويمضي الكاتب قائلاً "كل هذا يعني أن التعليم الفني والتدريب المهني فشل في كل خططه في السنوات الماضية، لأننا لا نشاهد الإحلال للعمالة في المهن والحرف، وأن القطاع يحتاج إلى هيكلة كاملة سواء في التعليم والتدريب ويُضاف لها أيضا المميزات والرواتب للعاملين به، فهو غير جاذب كمصدر دخل كاف وحقيقي لهم، والأهم هنا سنوات الدراسة التي تذهب بلا جدوى، وخسارة الدولة الأموال والشباب والشابات لسنوات من أعمارهم وفي النهاية لا يجدون التعليم الكافي والمؤهل وأيضا بلا عائد مادي مجز"، ثم يتوجه الكاتب إلى مؤسسة التعليم الفني ويقول "ماذا كان يحدث سابقا إذا؟ نحتاج إلى إيضاح كامل من مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني، كم خرجت وأين ذهب هؤلاء وبالأرقام . فالإخفاق هنا هدر اقتصادي كير، ويفوت فرصة كبيرة على الدولة في تنشيط الاقتصاد وتدوير رؤوس الاموال من خلال الشباب السعودي من الجنسين، وأيضا يقلص ويخفض البطالة ويفتح فرص العمل لهم بتحد وعلم كاف وحقيقي". وينهي الكاتب بقوله "التأخير في هذا القطاع مضر اقتصاديا، بل يستنزف الاقتصاد بارتفاع العمالة الأجنبية يتبعه هدر اقتصادي بتسرّب الأموال للخارج في ظل شباب يبحث عن فرصة عمل، بل وصل ليصبح عاطلا رغم أنه تعلم وتدرب، مَن المسؤول عن كل هذا الهدر؟!".