هذه دراسة أعدها منتدى الرياض الاقتصادي الذي عقد بالرياض هذا الاسبوع، لا أنكر أنني ذهلت من هذه الأرقام لعينة الدراسة التي تمت من خلالها الخروج باحصاءات مثيرة عن خريجي التعليم الفني والتدريب المهني، نحن نعلم أن بلادنا تعاني من شح هائل وكبير في المهن سواء صناعية أو زراعية أو حرفية وغيرها، وأن سبب هذا " ضعف المخرجات من معاهد التدريب " وهنا نطرح سؤالا مهما، أين يكمن الخلل ؟ في المدرب ؟ أم في المناهج التي لا تواكب حاجة سوق العمل ؟ والأغرب أن تقول الدارسة أن من يتخرج يحتاج إلى إعادة تأهيل ؟؟ إذا ماذا كان يعمل ويدرس ويتدرب خلال فترة تدريبة بهذه المعاهد ؟؟ وتوضح الدراسة أن التسرب بمعاهد التعليم الفني والتدريب المهني وصلت لنسبة 53٪، وهذا رقم كبير يوضح أن هناك خللا، وقد وضعت الأسباب وكان أهمها " الراتب " فهو يشكل نسبة 71٪ ويعتبر العامل الرئيسي في بقاء المتدرب أو العامل. واضح من الدراسة التي قدمت خلال المنتدى أن هناك خللا كبيرا، وأن سد الفجوة وحاجة السوق من المهن والحرف المساعدة لن يحدث أو يتحقق النمو في ظل هذه الأوضاع، وطبقا للدراسة والتي تطالب بإعادة هيكلة قطاع التدريب كليا وإنشاء هيئة خاصة وطنية مستقلة متخصصة بالتقويم والاعتماد والجودة للتعليم الفني والتدريب التقني، لكي تقوم بمعالجة الضعف في آليات المتابعة والتقويم، أوصت بأن يتم الحاق الكليات التقنية والمعاهد العليا بالجامعات. كل هذا يعني أن التعليم الفني والتدريب المهني فشل في كل خططه في السنوات الماضية، لأننا لا نشاهد الإحلال للعمالة في المهن والحرف، وأن القطاع يحتاج هيكلة كاملة سواء في التعليم والتدريب ويضاف لها أيضا المميزات والرواتب للعاملين به، فهو غير جاذب كمصدر دخل كاف وحقيقي لهم، والأهم هنا سنوات الدراسة التي تذهب بلا جدوى، وخسارة الدولة الأموال والشباب والشابات لسنوات من أعمارهم وفي النهاية لا يجدون التعليم الكافي والمؤهل وأيضا بلا عائد مادي مجز. ماذا كان يحدث سابقا إذا ؟ نحتاج إيضاح كامل من مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني، كم خرجت وأين ذهب هؤلاء وبالارقام . فالأخفاق هنا هدر اقتصادي كير، ويفوت فرصة كبيرة على الدولة في تنشيط الاقتصاد وتدوير رؤوس الاموال من خلال الشباب السعودي من الجنسين، وأيضا يقلص ويخفض البطالة ويفتح فرص العمل لهم بتحد وعلم كاف وحقيقي، التأخير في هذا القطاع مضر اقتصاديا، بل يستنزف الاقتصاد بارتفاع العمالة الاجنبية يتبعه هدر اقتصادي بتسرب الأموال للخارج في ظل شباب يبحث عن فرصة عمل بل ووصل ليصبح عاطلا رغم أنه تعلم وتدرب، من المسؤول عن كل هذا الهدر ؟!.