كشفت دراستان علميتان أجرتهما الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة أن المعاكسات والتفكك الأسري من أبرز 10 مشكلات أسرية ذات الطابع الانحرافي تواجه مجتمع المنطقة، والتي تشمل بالترتيب مشاهدة الإباحيات، تليها تعاطي المخدرات ثم العنف الأسري والتحرش والخيانة الزوجية، ثم الابتزاز وجنوح الأحداث وهروب الفتيات. وخلصت الدراستان اللتان استمرتا سنة وثمانية أشهر، وشملتا أكثر من ثلاثة آلاف فردٍ في المنطقة بين خبراء ومستهدفين من شرائح المجتمع الأخرى، إلى أهمية إنشاء مرصد للمشكلات الأسرية الانحرافية بمنطقة المدينةالمنورة، كما اقترحتا لكل مشكلة إستراتيجية علاج وبرامج علاجية موزعة على الجهات المسؤولة عن تنفيذها، محمّلتان الإعلام مسؤولية كبرى في التصدي لتلك المشكلات، مؤكدتان ظهوره في أسباب المشكلات الأسرية جميعها. وأوضح مدير الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الدكتور محمد بن علي العقلا أن الدراستين العلميّتين أجراهما فريقان علميّان بالجامعة، حيث ركزت الدراسة الأولى على المشكلات الأسرية الانحرافية بمنطقة المدينةالمنورة، وشارك فيها باحثون من داخل الجامعة وخارجها؛ لتحديد أسباب تلك المشكلات وآثارها، واقتراح سبل علاجها، فيما اهتمت الدراسة الثانية بظاهرة العنف الاجتماعي لدى الشباب بمنطقة المدينةالمنورة، واستطلعت آراء عددٍ كبير من الخبراء والاستشاريين وممارسي العنف من الشباب؛ بغية تحديد أسبابه وآثاره ووضع إستراتيجية لعلاجه. وقال الدكتور العقلا في لقاء صحفي بمكتبه اليوم: إن الدراستين تشكلان عملاً علمياً محكماً، تناول الجانب النظري للمشكلة والجانب الميداني والتطبيقي، وحرصت الجامعة من خلاله على إشراك كافة الجهات ذات العلاقة في طرح وجهة نظرها ووضع الخطة الإستراتيجية لمعالجة هذه المشكلات، كما تعمل الجامعة مع تلك الجهات لتفعيل توصيات الدراستين. من جانبه قال رئيس قسم التربية ورئيس الفريق العلمي لدراسة المشكلات الأسرية الانحرافية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور علي بن إبراهيم الزهراني خلال اللقاء الصحفي إن الدراستين تناولتا أبرز المشكلات ذات الطابع الانحرافي، كتعاطي المخدرات والمسكرات وهروب الفتيات والعنف الأسري، وخلصتا إلى عددٍ من التوصيات، مشيراً إلى أن التفكك الأسري يعد أساس المشكلات الأسرية كلها، كما أن التدخين والعنف الأسري كانا من بين أكثر تلك المشكلات شيوعاً. فيما بين رئيس الفريق العلمي لدراسة ظاهرة العنف الاجتماعي لدى شباب منطقة المدينةالمنورة الدكتور سعيد بن فالح المغامسي أن الدراستين شارك فيهما عددٌ من الخبراء من داخل الجامعة وخارجها، وشملتا عينة زادت على 3 آلاف مستهدف من خمس فئات هي: المعلمون والطلاب وأولياء الأمور ورجال الأمن ورجال القضاء. وأوضح الدكتور المغامسي أن الدراستين سلكتا 3 منهجيات، تتمثل باستبانة أجاب عليها شباب مارسوا العنف وسجلوا دوافعهم وآثاره عليهم وعلى أسرهم، وعلاجه من وجهة نظرهم، وبعد ذلك تحليل نتائج الاستبانات ثم عرض آراء الخبراء في الأسباب والآثار والعلاج، وأن الفئة العمرية المستهدفة انحصرت بين سني 15 و24 سنة. وقال إن الدراستين وضعتا خطة إستراتيجية حوت 13 برنامجاً مع خطوات تنفيذها والجهات المسؤولة عن التنفيذ ومؤشرات الأداء، وكان من مقترحاتها إنشاء مجلس تنسيق على مستوى المنطقة يتابع ظاهرة العنف لدى الشباب ويشرف على علاجها. وأكد أن الدراستين توصلتا إلى أن أبرز أشكال العنف لدى الشباب تمثلت في الإيذاء اللفظي للآخرين، وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة والمدرسية والاعتداء بالأيدي أو المضاربة والتفحيط، مشيراً إلى أن الأسباب تعود إلى أسباب ذاتية وأسرية وتعليمية ومجتمعية. وعلى هامش اللقاء أجاب الدكتور العقلا عن أسئلة الصحفيين حول المحاضرة التي تستضيفها الجامعة مساء يوم غد الثلاثاء للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بعنوان "منهج الاعتدال السعودي" معرباً عن ثقته في أن تُسهم المحاضرة في نشر مبدأ الوسطية والاعتدال، وإبراز المنهج السعودي المعتدل، وبخاصة لطلاب الجامعة الإسلامية الذين يمثلون أكثر من مائة وسبع وستين جنسية.