كشف معالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة الدكتور محمد بن علي العقلا عن انتهاء الجامعة الاسلامية من دراستين علميّتين أجراهما فريقان علميّان بالجامعة حول المشكلات الأسرية الانحرافية والعنف لدى الشباب بمنطقة المدينةالمنورة. وركزت الدراسة الأولى على المشكلات الأسرية الانحرافية بمنطقة المدينةالمنورة وشارك فيها باحثون من داخل الجامعة وخارجها لتحديد أسباب تلك المشكلات وآثارها واقتراح سبل علاجها فيما اهتمت الدراسة الثانية بظاهرة العنف الاجتماعي لدى الشباب بمنطقة المدينةالمنورة واستطلعت آراء عددٍ كبير من الخبراء والاستشاريين وممارسي العنف من الشباب بغية تحديد أسبابه وآثاره ووضع استراتيجية لعلاجه. وقال الدكتور العقلا في لقاء صحفي بمكتبه اليوم : إن الدراستان تشكلان عملاً علميًّا محكماً تناول الجانب النظري للمشكلة والجانب الميداني والتطبيقي وحرصت الجامعة من خلاله على إشراك كافة الجهات ذات العلاقة في طرح وجهة نظرها ووضع الخطة الاستراتيجية لمعالجة هذه المشكلات كما تعمل الجامعة مع تلك الجهات لتفعيل توصيات الدراستين. من جانبه قال رئيس قسم التربية ورئيس الفريق العلمي لدراسة المشكلات الأسرية الانحرافية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور علي بن إبراهيم الزهراني خلال اللقاء الصحفي إن الدراسة تناولت أبرز المشكلات ذات الطابع الانحرافي كتعاطي المخدرات والمسكرات وهروب الفتيات والعنف الأسري وخلصت إلى عددٍ من التوصيات ، مشيراً إلى أن التفكك الأسري بحسب الدراسة يعد أساس المشكلات الأسرية كلها ، كما أن التدخين والعنف الأسري كانا من بين أكثر تلك المشكلات شيوعاً. وأضاف الدكتور الزهراني أن الدراسة استمرت سنة وثمانية أشهر وشملت أكثر من ثلاثة آلاف فردٍ في المنطقة بين خبراء ومستهدفين من شرائح المجتمع الأخرى ، مؤكداً أن أبرز المشكلات الأسرية ذات الطابع الانحرافي حسب نتائج الدراسة كان المعاكسات ثم التفكك الأسري ثم مشاهدة الإباحيات يليه تعاطي المخدرات ثم العنف الأسري والتحرش والخيانة الزوجية ثم الابتزاز وجنوح الأحداث وهروب الفتيات. وخلص الدكتور علي الزهراني إلى أن الدراسة انتهت بتوصيات أبرزها إنشاء مرصد للمشكلات الأسرية الانحرافية بمنطقة المدينةالمنورة، كما اقترحت لكل مشكلة استراتيجية علاج وبرامج علاجية موزعة على الجهات المسؤولة عن تنفيذها محمّلاً الإعلام مسؤولية كبرى في التصدي لتلك المشكلات ، مؤكداً ظهوره في أسباب المشكلات الأسرية جمعيها. فيما بين رئيس الفريق العلمي لدراسة ظاهرة العنف الاجتماعي لدى شباب منطقة المدينةالمنورة الدكتور سعيد بن فالح المغامسي أن الدراسة شارك فيها عددٌ من الخبراء من داخل الجامعة وخارجها وشملت عينة زادت على 3 آلاف مستهدف من خمس فئات هي المعلمون والطلاب وأولياء الأمور ورجال الأمن ورجال القضاء. وأوضح الدكتور المغامسي أن الدراسة سلكت ثلاث منهجيات شملت استبانة أجاب عليها شباب مارسوا العنف وسجلوا دوافعهم وآثاره عليهم وعلى أسرهم وعلاجه من وجهة نظرهم تلاه تحليل نتائج الاستبانات ثم عرض آراء الخبراء في الأسباب والآثار والعلاج وأن الفئة العمرية المستهدفة انحصرت بين سني 15 و 24 سنة. وقال إن الدراسة وضعت خطة استراتيجية حوت 13 برنامجاً مع خطوات تنفيذها والجهات المسؤولة عن التنفيذ ومؤشرات الأداء وكان من مقترحاتها إنشاء مجلس تنسيق على مستوى المنطقة يتابع ظاهرة العنف لدى الشباب ويشرف على علاجها. وأكد أن الدراسة توصلت إلى أن أبرز أشكال العنف لدى الشباب تمثلت في الإيذاء اللفظي للآخرين وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة والمدرسية والاعتداء بالأيدي أو المضاربة والتفحيط مشيراً إلى أن الأسباب جاءت تعود إلى أسباب ذاتية وأسرية وتعليمية ومجتمعية. وعلى هامش اللقاء أجاب الدكتور العقلا عن أسئلة الصحفيين حول المحاضرة التي تستضيفها الجامعة مساء يوم غد الثلاثاء لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بعنوان "منهج الاعتدال السعودي" معرباً عن ثقته في أن تُسهم المحاضرة في نشر مبدأ الوسطية والاعتدال وإبراز المنهج السعودي المعتدل خاصة لطلاب الجامعة الإسلامية الذين يمثلون أكثر من مائة وسبع وستين جنسية.