طالب عدد من المتخصصين في الإدارة الصحية بأن يعود الطبيب إلى عيادته، معتبرين أنه المكان الطبيعي له، مشددين على ضرورة ترك الفرصة للمتخصصين في الإدارة الصحية، مؤكدين أن الدولة صرفت على الطبيب ملايين الريالات لإعداده حتى يعالج في عيادته ويساعد في رفع نسبة الأطباء السعوديين في كافة المرافق الصحية التي ما زالت منخفضة حتى الآن، بحسب قولهم. جاء ذلك خلال الملتقى الثاني الذي نظمته الجمعية السعودية للإدارة الصحية، أمس الأربعاء، تحت عنوان "المستقبل المهني للإدارة الصحية". واستغرب المتخصصون في الإدارة الصحية عزوف جميع الجامعات في استحداث كلية للإدارة الصحية، مطالبين الجامعات بفتح كليات للإدارة الصحية. وأكد رئيس الملتقى الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن الحقيل على أهمية الملتقى الثاني الذي شاركت فيه نخبة متميزة من القيادات الصحية الوطنية، وقال: إن انعقاده جاء ضمن الدور المناط بالجمعية، حيث يهدف الملتقى إلى تبادل الخبرات والتجارب المميزة في مجال الإدارة الصحية ومحاولة ربطها بالواقع المهني الحالي، كذلك أهمية الدور الذي تساهم به الإدارة الصحية في القطاع الصحي، كذلك يهدف الملتقى إلى دراسة ووضع المعايير المهنية والعلمية الدقيقة للمتطلبات المهنية والقيادية لمتخصصي وممارسي الإدارة الصحية، ويهدف الملتقى أيضاً إلى وضع تصور واضح للتوجهات المستقبلية للإدارة الصحية، مؤكداً أهمية تعزيز المفاهيم والتطبيقات المهنية للإدارة الصحية، ثم افتتح النقاش من قبل المحاورين لاستعراض الوضع المهني الحالي والمستقبلي للإدارة الصحية ثم فتح الباب للمداخلات تم من خلالها مناقشة كل ما يساهم في تحفيز الإبداع الفكري في مجال الرعاية الصحية. وقال أخصائي الإدارة الصحية المتقاعد من وزارة الصحة عبدالله الفوزان: إن الخلل بدأ من وزارة الصحة، وكان وكيل وزارة المالية سابقاً عقبة كبيرة في استحداث الوظائف للإدارة الصحية. بدوره، أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة الصحية البروفيسور خالد بن سعيد أن الأطباء يهيمنون على المناصب الإدارية، مؤكداً أنهم خسروا أنفسهم وخسرهم المجتمع "المرضى" في الوقت نفسه. وأكد البروفيسور ابن سعيد أن التخصص يحتاج إلى دعم من هيئة التخصصات الصحية ومن ديوان الخدمة المدنية. ووعد البروفيسور ابن سعيد أن تعيد الجمعية تقويم الوضع الحالي لتشريعات التخصص الموجودة في وزارة الخدمة المدنية والجهات ذات العلاقة. كما وصف أخصائي الإدارة الصحية مستشار هيئة التخصصات الصحية صالح الخنيني التخصص باليتيم والمهمش، وأنه يفتقد الرعاية منذ 30 عاماً. في حين رد وكيل وزارة الخدمة المدنية عبدالله بن ملفي "أحد المدعوين للمتلقى" أن الوزارة بنك للوظائف فقط، لافتاً إلى أن التشريعات الوظيفية تستقبل من الجهات ذات العلاقة فقط. من جانبه، اقترح الأمين العام المساعد لهيئة التخصصات الصحية سابقاً "أحد المدعوين للملتقى" البروفيسور سامي العبدالوهاب إنشاء برنامج زمالة لتخصص الإدارة الصحية، مشيراً إلى أن هذا البرنامج سيدعم في التطبيق الميداني، ويساعد في رقي المهارة الإدارية المرتبطة في التطبيقات ميدانياً.