طالب عدد من المتخصصين في الإدارة الصحية بعودة الطبيب إلى عيادته وهو المكان الطبيعي وترك الفرصة للمتخصصين في الإدارة الصحية، بعد أن ظل الأطباء عقودا من الزمن يسيطرون على المناصب العليا في القطاعات الصحية المختلفة في المملكة، مؤكدين أن الدولة صرفت على الطبيب ملايين الريالات لإعداده حتى يعالج في عيادته ويساعد في رفع نسبة الأطباء السعوديين في كافة المرافق الصحية التي لا زالت منخفضة حتى الآن. جاء ذلك خلال الملتقى الثاني الذي نظمته الجمعية السعودية للإدارة الصحية أمس الأول تحت عنوان «المستقبل المهني للإدارة الصحية». ووصف المتخصصون في الإدارة الصحية أن سيطرت الأطباء على المناصب في جميع القطاعات الصحية منعهم من مزاولة أعمالهم حتى على المستوى الأقل إداريًا، بسبب أن الأطباء منحوا متخصصين في تخصصات طبية أخرى مناصب إدارية بعيدة عن تخصصهم، مشيرين إلى أن الأطباء دائما في صراع على الكرسي الأول وعند وجودهم في الكرسي الأول يفكرون دائمًا في الأعلى كمنصب صحي. واستغرب المتخصصون في الإدارة الصحية عزوف جميع الجامعات في استحداث كلية للإدارة الصحية، مطالبين الجامعات بفتح كليات للإدارة الصحية. وقال إخصائي الإدارة الصحية المتقاعد من وزارة الصحة عبدالله الفوزان أن الخلل بدأ من وزارة الصحة، وكان وكيل وزارة المالية سابقًا عقبة كبيرة في استحداث الوظائف للإدارة الصحية. ومن جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة الصحية البروفيسور خالد بن سعيد أن الأطباء يهيمنون على المناصب الإدارية، مؤكدًا أنهم خسروا أنفسهم وخسرهم المجتمع «المرضى» في الوقت نفسه. وأكد أن التخصص يحتاج إلى دعم من هيئة التخصصات الصحية ومن ديوان الخدمة المدنية. ووعد ابن سعيد بأن الجمعية ستقوم بإعادة تقويم الوضع الحالي لتشريعات التخصص الموجودة في وزارة الخدمة المدنية والجهات ذات العلاقة. من جانب آخر وصف إخصائي الإدارة الصحية مستشار هيئة التخصصات الصحية صالح الخنيني بأن التخصص يتيم ومهمش، وأنه يفتقد الرعاية منذ ثلاثين عامًا. في حين رد وكيل وزارة الخدمة المدنية عبدالله بن ملفي «أحد المدعوين للمتلقى» أن الوزارة بنك للوظائف فقط، والتشريعات الوظيفية نستقبلها من الجهات ذات العلاقة. واقترح الأمين العام المساعد لهيئة التخصصات الصحية سابقًا «أحد المدعوين للملتقى» البروفيسور سامي العبدالوهاب بإنشاء برنامج زمالة لتخصص الإدارة الصحية، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج سيدعم في التطبيق الميداني، ويساعد في رقي المهارة الإدارية المرتبطة في التطبيقات ميدانيًا. وقال وكيل جامعة الأمير نورة الدكتور مساعد السلمان أنه لم يتم تقدير التخصص ولا أنصح بدخول هذا التخصص لوجود جهل واضح فيه من قبل الجهات ذات العلاقة، وخاصة وزارة الخدمة المدنية.