دشنت شركة "إنتل"، بالتعاون مع شركة "كرافت فودز"، آلات بيع "ذكية" داخل الولاياتالمتحدة، يُطلق عليها "آي سامبل"، تستطيع التعرف على عُمْر المستخدم وجنسه. وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية أنه من المتوقع أن تساعد هذه الآلة "كرافت فودز" على إعداد منتجات تناسب احتياجات المتسوقين، وتستثني الأطفال من حملات دعائية تستهدف البالغين. وتقول شركة "إنتل" إنها تسعى لاستخدام التقنية في آلات البيع القائمة لمساعدة الشركات على معرفة أنماط المشترين. وتستخدم الآلة أجهزة استشعار بصري مثبتة في أعلاها للتعرف على ملامح وجه المستخدم، وبعد ذلك ينقل معالج كمبيوتر حسابات تعتمد على مقاييس معينة مثل المسافة بين العين والأنف والأذن. وتستخدم هذه البيانات للتعرف على جنس المتسوق، وتصنيفه في إطار أربع شرائح عمرية. وبعد ذلك تستخدم البيانات لتحديد المنتجات التي يفضل تقديمها إلى المتسوقين. وقالت ميشيل تينسلي، المدير العام بشركة "إنتل" لبي بي سي: "هذا شيء سريع للغاية، ويحدث في جزء من الثانية. البرنامج مُعَدّ بحيث يقوم بذلك معتمداً على قدرة الآلة على معرفة مجموعة من الصور لوجوه بشرية". وأضافت: "يجري البرنامج الحسابات بسرعة كبيرة، وبعد ذلك يحدد ما إذا كان الوجه يتماشى مع سمات معينة". وتؤكد شركة "إنتل" أن الآلة لا تلتقط أي صور أو مقاطع مصورة؛ لذا لا توجد أشياء مصورة يستطيع أحد اختلاسها أو يمكن أن يسيء الموظفون استخدامها. ومن المقرر أن تستخدم شركة "كرافت" الآلات في إطار تجريبي لأول مرة مع نوع من الحلوى يقدم للبالغين فقط. وعندما تجد الآلة طفلاً ستطلب منه الابتعاد. واختارت الشركة مكانين مزدحمين في أول تجربة لها. يقول إد كاكزمارك، مدير الابتكار في "كرافت": "لدينا حتى الآن آلتان فقط داخل الولاياتالمتحدة. هذا مجرد اختبار، وسنستفيد من التجربة". ويضيف: "نهدف بالأساس إلى تقديم شيء قيّم لتجار التجزئة والعلامات التي نتعامل معها من خلال التعرف بشكل أفضل على نظرة المستهلكين لمنتجاتنا". ويؤكد كاكزمارك: "يمكننا القيام بالمزيد من الأشياء عبر برنامج آي سامبل. يمكننا تقديم المنتجات على حسب احتياجات المستهلكين، وبذلك نتواصل معهم بشكل أفضل". ومع أن آلة البيع هذه هي الأولى من نوعها، التي يكون لشركة "إنتل" دور فيها، فقد قدمت الشركة من قبل برنامجها لقياس انطباعات الجمهور لعملاء آخرين. واستخدمت شركة "هارلي دافيدسون" علامة إلكترونية خاصة داخل تورونتو لمعرفة توقيت وجود عدد أكبر من النساء بمتاجرها، ولجأت إلى ذلك بعدما شهدت مبيعات الدراجات النارية نمواً، وأرادت الشركة معرفة أفضل توقيت يشهد عدداً أكبر من البائعات بغرف العرض. واستخدمت شركة "جيليت" و"إتش تي سي" و"كازينو" و"سيتي بانك" و"يونايتد آيرلانز" صوراً عديدة من التقنية. وتقول شركة "إنتل" إنها لم تستخدم آلتها للتعرف على جنس المستخدم، ولكن عليها تعديل الشفرة المستخدَمَة للتعامل مع الأعراق المختلفة. وتقول الشركة إنها حصرت الاستخدام الأولي لبرنامج "مقياس انطباع الجمهور" داخل الولاياتالمتحدة وأوروبا؛ لأن مستوى دقته بالنسبة للآسيويين لم يكن بالدرجة الكافية. بعد ذلك قام مهندسو البرنامج بتجهيز جهاز كمبيوتر يحتوي على قاعدة بيانات لنحو 15.000 وجه آسيوي؛ ما ساعد على تحسن الأداء. وتقول إن نموذجاً ثانياً من البرنامج صدر في أكتوبر، يتسم بمعدل دقة بالنسبة للآسيويين، يصل إلى 90 في المائة. وتقول الشركة إنه لن يكون مناسباً استخدام البرنامج في آلات بيع تقدم منتجات خاصة بفئة عمرية محددة مثل الكحول أو السجائر؛ لأن شفرته ليست دقيقة بنسبة 100 في المائة بالنسبة لأي عرق، ولكن ما زال لدى الشركة طموحات كبيرة. وتقول تينسلي: "أعتقد أنه في الوقت الحالي لدينا نحو ستة ملايين آلة بيع مثبتة؛ لذا نعمل مع شركاء البيع القائمين داخل القطاع لمعرفة كيف يمكننا تطوير ذلك". وتقول: "نتحدث مع علامات تجارية، ويقولون إنه إذا قمنا بإعلان منتج ولم يشتره العميل فقد حصلنا على شيء آخر مثل ديموغرافية عن انتشار هذا المنتج؛ وعليه فإن ذلك مفيد جداً".