انقلبت منصة حفر نفطية عائمة، يعمل بها طاقم من 67 شخصاً، ثم غرقت قبالة جزيرة سخالين في أقصى شرق روسيا، اليوم الأحد، أثناء قطرها في عاصفة عاتية؛ ما أسفر عن فَقْد أكثر من 50 شخصاً، يُخشى أن يكونوا قد لقوا حتفهم في بحر أوخوتسك المتجمد. وقال مسؤولو الطوارئ إن طاقم كاسحة جليد وزورق قَطْر تمكَّن من إنقاذ 14 عاملاً من المنصة العائمة "كولسكايا" التابعة لشركة تنقيب بحرية روسية. كما انتشل رجال الإنقاذ أربع جثث من المياه. وقالت وكالة النقل البحري الروسية على موقعها على الإنترنت: "انقلبت المنصة كولسكايا على جانبها، وغرقت في غضون 20 دقيقة. عمق المياه في هذا الموقع 1042 متراً". وأقلت طائرة هليكوبتر أربعة من الناجين يعانون انخفاضاً في درجة الحرارة، وجرى نقلهم إلى المستشفى بعد وقوع الكارثة في الساعة 12:45 مساء (1:45 بتوقيت جرينتش). ولا يزال بقية أفراد الطاقم في عداد المفقودين على بُعد 200 كيلومتر قبالة سواحل جزيرة سخالين. وتشير مواقع الملاحة والإنقاذ على الإنترنت إلى أن درجة حرارة المياه تبلغ درجة واحدة مئوية؛ ما يتيح للناجين نحو 30 دقيقة قبل التجمُّد حتى الموت. وقد جرى إرسال ثلاثة زوارق إنقاذ، فضلاً عن طائرات هليكوبتر؛ لمسح المنطقة بحثاً عن ناجين. وقال متحدث باسم الشركة: "لا يوجد خطر على البيئة. المنصة كانت تحمل الحد الأدنى من الوقود؛ لأن زورقين كانا يقطرانها". ويمثل الحادث ضربة لجهود روسيا الرامية إلى تطوير أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في المناطق البحرية؛ لتعويض انخفاض الإنتاج في الأراضي الروسية على المدى البعيد. يُذكر أن روسيا أكبر منتج للطاقة في العالم. وقال الكرملين: "أمر الرئيس ديمتري ميدفيديف بتقديم جميع المساعدات الضرورية لضحايا حادث منصة الحفر، وأمر بإجراء تحقيق في ملابسات الحادث". وقالت لجنة التحقيق الاتحادية في روسيا إنها ستجري تحقيقاً في الحادث، وستقوم باستجواب العمال الذين تم إنقاذهم، وكذلك استجواب المسؤولين عن قَطْر المنصة. وقال محققون على موقعهم على الإنترنت إنهم يتوقعون "أن يكون انتهاك قواعد السلامة خلال عملية قَطْر المنصة، فضلاً عن قطرها دون الأخذ في الاعتبار ظروف الطقس، سبب الكارثة".