كشفت المعارضة السورية أن سعودياً ثانياً ربما قتل برصاص قوات الأمن السورية شمال غرب سوريا، خلال قمع تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد. وفيما لم تتضح بعد ملابسات الحادثة، أعلنت المصادر أن القتيل الذي يدعى منير محمد دولار، وربما يكون من أصل تركي، لم يكن مشاركاً في المظاهرة المناهضة لنظام بشار الأسد، حيث كان يقود سيارته في بلدة كفريحمول في محافظة إدلب المجاورة لتركيا عندما أصيب نحو الساعة 11 "بتوقيت جرينتش" برصاص عناصر قوات الأمن السورية، التي كانت تطلق النار على متظاهرين.
وكانت شبيحة النظام السوري اغتالت في نوفمبر الماضي شاباً سعودياً مبتعثاً، يدعى حسين بن بندر بن خلف العنزي، في حمص السورية، بعدما كان في طريقه إلى المطار عائداً لمقر دراسته في بريطانيا، بعدما أمضى عيد الأضحى مع أقاربه في سوريا، حيث استوقفه أفراد واطلعوا منه على هويته، وما أن عرفوا منه أنه سعودي حتى بادروا بإعدامه رمياً بالرصاص.
وأوضح مصدرٌ مسؤولٌ في سفارة خادم الحرمين الشريفين بدمشق أن المملكة تنظر بقلقٍ شديدٍ لهذا الاعتداء الآثم، وأن السفارة قامت بالاتصال بالجهات السورية المختصّة؛ لمعرفة الظروف والمُلابسات المحيطة بهذه الجريمة، ومطالبتها بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، وستتابع ذلك معها.
وأهابت السفارة بالمواطنين السعوديين المقيمين في سوريا، الابتعاد عن مناطق التوتر حفاظاً على سلامتهم، وتدعوهم إلى الاتصال المستمر بها لتتمكّن من التواصل معهم أو ذويهم لأي طارئ، لا قدّر الله.
وكان بندر العنزي، والد الشاب حسين العنزي، الذي قُتل في حمص على يد الشبيحة في سوريا، قال ل" سبق" إن ابنه الذي يدرس الهندسة في السنة الأخيرة ببريطانيا كان في طريقه للمطار للعودة إلى دراسته، بعد أن قضى إجازة عيد الأضحى عند أخواله بسوريا، وفي الطريق استوقفه عدد من الرجال المسلحين التابعين ل"شبيحة" بشار الأسد، وطلبوا هويته فأخرج لهم جوازه السعودي، فقاموا باعتقاله ثم قتله مباشرة بالرصاص!.
وفي اتصال أجرته "سبق" معه قال العنزي، الذي يقيم في مدينة الخفجي شمال المنطقة الشرقية، إنه أُبلغ بالفاجعة من بعض أصدقاء ابنه، وإن أقاربهم في سوريا قد قاموا بدفن جثمانه هناك.
وقال العنزي إنه لم يتلقَّ أي اتصال من السفارة السعودية بسوريا ولا من أي جهة حكومية أخرى، ولا يعلم إن كانت السفارة قد تلقَّت الخبر من عدمه، فضلاً عن تدخلها في الموضوع، وطالب بالتحقيق في مقتل ابنه، معبِّراً عن تأثره وحزن أسرته لفَقْده.