نقل اللواء جزاء العمري، مُدير شرطة منطقة مكةالمكرمة، نيابةً عن مُدير الأمن العام، الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني, تعازي ومواساة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، مُساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لأسرة الجندي أول "حمد بن مسفر بن غريب الشلوي"، والذي لقي مصرعه أثناء مُهمة أمنية لمُتابعة أحد المطلوبين فجر الأربعاء الماضي. وكانت الدورية التي يستقلها الجندي الشلوي (22 سنة) هو وأحد زملائه، الجندي أول "فهد بن بديح السبيعي"، قد تعرضت لمضايقة أحد المطلوبين على الطريق؛ ما أدى لانقلابها، ووفاتهما سوياً. والتقى اللواء العمري والد الجندي الشلوي بداخل منزلهم الكائن في قرية الخيالة شرق الطائف، ونقل له التعازي، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته. وأكد والد الجندي الشلوي أن الحُزن على فقدان ابنه تلاشى لأمرين، أولهما كونه توفي وهو يؤدي عملاً أمنياً خادماً لدينه ومليكه ووطنه, وثانيهما الإحساس الكبير الصادر من قلب الأمير محمد بن نايف، والذي خفف من مُصابهم كثيراً. والجندي أول الشلوي كان قد تخرج من مدينة التدريب بالأمن العام بالرياض برتبة جندي في تخصص "علوم شرطية", وهو أكبر أشقائه التسعة الذكور والبنات، ويعولهم إضافة إلى والديه وزوجته وابنتيه، حيث إنه الابن الأكبر، وكان والده قد أجرى عملية جراحية في ظهره ولا يستطيع العمل. وأمضى الجندي الشلوي في العمل سنتين منذُ تعيينه بشرطة محافظة تربة, ويسكن مع أسرته كاملة التي يعولها في منزل شعبي قديم بقرية الخيالة، والتي كان ينطلق منها لدوامه بتربة بشكل يومي لمسافة تصل إلى 80 كم. وترك الجندي الشلوي خلفه ديناً عبارة عن أقساط ثلاث سيارات كان قد تحملها، مُقابل تسديد ديون والده الكثيرة، والحصول على مبلغ مالي يُسهم في انتقاله لمحافظة جدة من أجل مراجعة المستشفيات هُناك بأحد أشقائه الذي يُعاني من مرض في القلب. وكان الشلوي خلوقاً ومُلتزماً في أداء عمله كما وصفه زملاؤه الذين كان يعتريهم الحزن, ويحرص دائماً على مساعدة الناس على الرغم من صعوبة ظروفه المالية، حيث تزوج مُبكراً وتحمل أعباءً أثقلته, وكان محبوباً لدى زملائه وقيادته. وكشف زملاؤه عن أنه كان ينوي أداء فريضة الحج، لكن تعذر ذلك بسبب مرابطته في عمله, فيما كانوا قد أوردوا قصة مؤثرة سبقت ساعة وفاته قائلين: "ليلة الحادثة كان حمد في مُهمة أمنية، وبعد أن انتهى منها عاد لمركز الشرطة بعد أن كُنا قد فرغنا من صلاة العشاء, حينها طُلب منه أن يتجهز للتوجه للمُهمة الثانية، ولكنه أكد لهم أنه لن يتحرك إلا بعد أن يؤدي الصلاة، حيث توجه وتوضأ ثم أدى صلاة العشاء, ثم بدأ يُمازح زملاءه مُبتسماً والفرح يعلو محياه، وانضم إلى بقية الفرقة الأمنية وصولاً للنُقطة الأمنية المفروضة، والتي انطلق منها مع بقية زملائه لمُتابعة المطلوب الأمني قبل أن يلقى مصرعه في الحادث". وقال ل"سبق" والد الجُندي حمد العم "مسفر بن غريب الشلوي": "نطمح في أن يُعامل ابننا مع زميله المتوفى في الحادث ضمن المُهمة الأمنية مُعاملة شهداء الواجب؛ كونهما كانا يؤديان الواجب الموكل لهما, باعتبار أنه لا يملك منزلاً سوى ذلك القديم الذي يحتجز بداخله أكثر من 12 نفساً، كان ابنه يعولهم وهو على قيد الحياة". يُذكر أن شرطة محافظة تربة وعموم الجهات الأمنية لا زالت تواصل عملية البحث عن السيارة المطلوبة، والتي تم تحديدها وهي من نوع "جيمس أسود" مُظللة بكاملها, في ظل المهمات المُكثفة وصولاً لها وللمطلوب الذي كان يستقلها، والذي كان سبباً في وفاة اثنين من الجنود وإصابة ثلاثة آخرين أثناء متابعتهم له بعد رفضه التوقف بنقطة أمنية.