تحدّث والد الجندي أول فهد بداح الفريعني السبيعي والذي استُشهد أمس الأول في أثناء ملاحقته لأحد المطلوبين على طريق "حضن" عن الفقيد، قائلا إنه من أحسن أبنائه خلقا وأدباً, مشيراً إلى أنه لم يمض على التحاقه بالخدمة العسكرية سوى سنتين فقط. وقال والده الشيخ بداح السبيعي (73 عاماً) ل "سبق" التي زارته في منزله، لتقديم واجب العزاء إن "آخر لقاءٍ جمعنا بفهد على مائدة إفطار يوم عاشوراء، وذلك بعد أن صام يومي التاسع والعاشر، قبل أن يُقبّل جبيني وجبين والدته، ويودّع إخوته، وكأنه يعلّم بأنه الوداع الأخير قبل بُلوغ الأجل". وأضاف: "ونزل خبر وفاة فهد علينا كالصاعقة, رغم إيماننا بقضاء الله وقدره, وذلك بعد أن هاتف أحد أبنائي قريباً لنا الساعة التاسعة صباحاً, وأخبره بما جرى لفهد, وأن نتوجّه إلى محافظة تربة؛ لتسلُّم جثمان الفقيد؛ لتمكين إخوته وأقاربه وأصدقائه من أداء الصلاة عليه في رنية. وتابع: للأمانة كانت وقفة زملائه معنا لا تُنسى وغير مستغربة، فعلى الرغم من قيامهم بتقديم واجب العزاء، إلا أنهم تَبِعوا جُثمان زميلهم، مما يدل على حبهم للفقيد, وهذا خير شاهدٍ على أخلاق شهيد الواجب فهد, فمُشاركتهم تشييع جثمانه لم تكن كافية للوقوف بجانب مِحنتنا, بل إنهم قدِموا للمنزل وواسوا الصغير والكبير, وتبِع ذلك وصول عددٍ من ضباط شرطة محافظة تربة وكذلك وفدٍ من شرطة رنية. من جهته، أوضح مِحْسِنْ الشقيق الأكبر للشهيد فهد، أن أخاه لم يكن عليه أي دُيونِ، سِوى شرائه سيارة من البنك الأهلي التجاري بنظام التأجير، قام بسداد نصف المبلغ، وكان مُواظباً على عملية السداد، طالباً من أي شخص يطالب أخيه بدين إفادة ذويه بذلك. وأشار شقيقه إلى أن الفقيد لم يكن مُتزوجاً، وكان عازماً على الزواج مُنتصف العام الماضي, قبل أن منعه ظرف وفاة أحد أشقائي في حادثٍ مُروري من ذلك، ويقرّر لاحقاً تأجيل فكرة الزواج لشهورٍ مُقبلة. وأضاف محسن أن فهد كان محبوباً من الجميع، إذ إن الابتسامة كانت لا تُفارق مُحياه, وكان حكيم الأسرة ومُرشدها لما كان يتمتّع به - رحمه الله - من علمٍ وإدراك , بل كان مُحِباً شغوفاً ببر والديه وكسب رضاهما, وهذا ما كان يُميّز الشهيد عن بقيتنا نحن أشقاءه. وبالعودة إلى والد فهد، قال: أتمنى من حكومتنا النظر في حال أخيه الأكبر نايف والبالغ من العُمر 24 عاماً, والذي يبحث منذ ست سنوات عن عمل رغم حمله شهادة الثانوية العامة، إضافة إلى حصوله على دبلوم شبكات اتصالات.