قدم الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة اليوم الاثنين تعازيه ومواساته إلى أسرة المعلمة سوزان الخالدي، التي توفيت متأثرة بإصابتها خلال حريق مدارس براعم الوطن بمحافظة جدة. وسأل محافظ جدة الله تعالى أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أسرتها وذويها الصبر والسلوان. وكان سكان حي الفيصلية بشمال جدة شيعوا بعد فجر اليوم الاثنين جثمان المعلمة سوزان الخالدي التي قضت متأثرة بجروح وكسور نتيجة محاولتها الهرب من الحريق، الذي لحق بمدارس براعم الوطن، وخلف وفاة 3 معلمات وإصابة 58 بينهم طالبات ومعلمات ومنقذ. وأكد شهود عيان أن عدداً كبيراً رافق الجثمان بعد الصلاة عليها في مقبرة الفيصلية بجدة، حيث شوهد أخوها التوأم لها وهو في حالة حزن وبكاء مستمر. وكانت الخالدي ساهمت في إنقاذ أكثر من 9 طالبات من طالبات روضة رياض الأطفال، ثم قفزت بعد أن اطمأنت على نجاة بنات فصلها. وقال أحد أقارب الفقيدة سوزان ل"سبق" اليوم، إن سوزان (32 عاماً) تعمل معلمة في رياض الأطفال بالمدرسة، وأن راتبها لا يصل إلى 4000 ريال، وأنها غير متزوجة لكنها فضلت البقاء إلى جوار أمها والاهتمام بها، ورفضت الزواج من أجل رعاية والدتها، حيث إن أباها مات منذ عشر سنوات. وأكد قريبها أنها تأتي من حي الفيصلية يومياً، قبل توافد الطالبات على المدرسة، مشيراً إلى أنها كانت من المعلمات المميزات. وكان مبنى مدرسة "براعم الوطن" الأهلية للبنات بحي الصفا في مدينة جدة قد تعرض لحريقٍ قبل أيام نتج عن إشعال طالبات للنيران في بعض المخلفات بالبدروم، مما تسبب في وفاة 3 معلمات وإصابة 46 طالبة . وقفزت بعض الطالبات من النوافذ في الدور الثاني والثالث، وخرجن إلى الشارع، فيما أخلى طيران الدفاع المدني المعلمات والطالبات اللاتي لجأن إلى سطح المدرسة، حيث عملت أربع طائرات من الدفاع المدني والهلال الأحمر على نقل المصابات إلى المستشفيات. وتجلت في حادثة الحريق قصص من التضحيات، منها قصة المعلمة "ريم النهاري" (25 سنة) التي قضت في حريق المدرسة بعدما أنقذت طالبات فصل كامل من مرحلة الروضة قبل أن تلقي بنفسها إلى الدور الأرضي بغية النجاة، إلا أن القدر كان أقرب إليها من الأرض.