يُشيِّع ذوو المعلمة سوزان الخالدي (32 سنة)، آخر المتوفيات في حريق مدارس "براعيم الوطن" بجدة، جثمانها اليوم الاثنين بعد صلاة الفَجْر. وكان مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة، الدكتور سامي بادوود، أعلن وفاة المعلمة الخالدي اليوم بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، بعدما تعرضت لإصابات شديدة في العمود الفقري وفي الرأس نتيجة محاولتها الهرب من الحريق الذي لحق بالمدرسة مؤخراً. وأوضح أن وزير الصحة كان قد وجَّه بإيفاد أطباء عناية مركزة لمناظرة حالتها، وبحث إمكانية نقلها إلى مستشفى متقدم، لكن الأطباء أكدوا عدم إمكانية ذلك. وأضاف بادوود: يتبقى ثماني حالات إصابة نتيجة الحريق، منهم ست معلمات، ومسعف تعرض لإصابات نتيجة محاولته إنقاذ الحالات، والطالبة الخامسة التي كانت متورطة مع أربع طالبات أخريات في الحريق. وكانت الخالدي ساهمت في إنقاذ أكثر من 9 طالبات من طالبات روضة رياض الأطفال، ثم قفزت بعد أن اطمأنت على نجاة بنات فصلها. وقال أحد أقارب الفقيدة سوزان ل"سبق" اليوم، إن سوزان (32 عاماً) تعمل معلمة في رياض الأطفال بالمدرسة، وأن راتبها لا يصل إلى 4000 ريال، وأنها غير متزوجة لكنها فضلت البقاء إلى جوار أمها والاهتمام بها، ورفضت الزواج من أجل رعاية والدتها، حيث إن أباها مات منذ عشر سنوات. وأكد قريبها أنها تأتي من حي الفيصلية يومياً، قبل توافد الطالبات على المدرسة، مشيراً إلى أنها كانت من المعلمات المميزات. إلى ذلك طالب مراقبون بتكريم هذه الشابة على بطولتها الرائعة، حيث آثرت نجاة طالبات فصلها واختارت المجازفة بحياتها. وكان مبنى مدرسة "براعم الوطن" الأهلية للبنات بحي الصفا في مدينة جدة قد تعرض لحريقٍ قبل أيام نتج عن إشعال طالبات للنيران في بعض المخلفات بالبدروم، مما تسبب في وفاة 3 معلمات وإصابة 46 طالبة . وقفزت بعض الطالبات من النوافذ في الدور الثاني والثالث، وخرجن إلى الشارع، فيما أخلى طيران الدفاع المدني المعلمات والطالبات اللاتي لجأن إلى سطح المدرسة، حيث عملت أربع طائرات من الدفاع المدني والهلال الأحمر على نقل المصابات إلى المستشفيات. وتجلت في حادثة الحريق قصص من التضحيات، منها قصة المعلمة "ريم النهاري" (25 سنة) التي قضت في حريق المدرسة بعدما أنقذت طالبات فصل كامل من مرحلة الروضة قبل أن تلقي بنفسها إلى الدور الأرضي بغية النجاة، إلا أن القدر كان أقرب إليها من الأرض.