أعلن وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة تعديل اسم إدارة علاقات المرضى، لتصبح "إدارة علاقات وحقوق المرضى" لتحقق المفهوم الصحيح لهذه الإدارة، ولتتماشى مع المفهوم العالمي الحديث. وأوضح وزير الصحة خلال افتتاحه، اليوم الاثنين، المؤتمر الأول لعلاقات المرضى بمشاركة وزارة العدل وهيئة حقوق الإنسان والقطاعات الصحية الحكومية والخاصة، أن المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة يأتي تأكيداً لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من اهتمام بالمواطن السعودي الكريم، وكل مقيم على ثرى هذا الوطن الغالي، والمحافظة على حقوقهم والتواصل معهم وتذليل كل المصاعب التي تواجههم. وأضاف الربيعة: "انطلاقاً من هذه المبادئ والقيم أنشأت وزارة الصحة إدارة علاقات المرضى لتكون حلقة الوصل بين مقدم الخدمة والمستفيد منها، ولكي تعنى بتذليل كافة المصاعب والمعوقات التي تواجه المرضى وتتقبل مقترحاتهم وتحافظ على حقوقهم.. وغير ذلك من المهام، وحرصاً على تأكيد أهمية ودور هذه الإدارة تم ربطها بالإدارة العليا بالوزارة والمناطق". وأوضح الربيعة أن وزارة الصحة تولي خدمة المريض وكسب رضاه وسلامته اهتمامها الأول "وتنفذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يؤكد دائماً على ضرورة الاهتمام بالمواطن، والسعي لخدمته ورعايته والاستماع إليه وبذل كل شيء لصحته"، واستشهد الربيعة بكلمات خادم الحرمين في هذا الشأن: "لا شيء يغلى على صحة المواطن". و: " كل شيء فيه صحة الشعب السعودي أنا معه طول الخط". ولفت إلى أن عدد العالمين في البرنامج بلغ أكثر من ألف موظف وموظفة في جميع مستويات الخدمة، يعملون على تهيئة الظروف الملائمة المحيطة بالمرضى لترسيخ الألفة بينهم وبين من يقومون على خدمتهم، والعمل على إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن حاجاتهم وملاحظاتهم، ومساعدتهم على التكيف مع الأنظمة والتعليمات في المؤسسات الصحية. من جانبه تناول وكيل وزارة العدل المساعد للإسناد القضائي الشيخ محمد الفعيم في كلمه ألقاها نيابة عن معالي وزير العدل الجوانب الشرعية في حق المريض مستعرضا اهتمام الشريعة وعنايتها بالمريض وحقوقه . كما أشاد الفعيم بتوجيهات معالي وزير الصحة المنبثقة من التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - بضرورة الاهتمام بالمرضى وهمومهم وحل جميع مشكلاتهم. بإنشاء الإدارة العامة لعلاقات المرضى لتكون حلقة الوصل بين المريض ومقدم الخدمة لتحقيق أعلى مستويات الرضا للمرضى وذويهم في وزارة الصحة والمنشآت الصحية التابعة لها، ووضع استراتيجيات بشكل منهجي وعلمي لدراسة الشكاوى والملاحظات والاقتراحات المقدمة من المرضى وذويهم ووضع آليات محددة لقياس رضا المرضى وذويهم عن الخدمات المقدمة لهم ومن ثم تحليلها والاستفادة من النتائج لوضع توصيات لتطوير الأداء في المنشآت الصحية. وقال الفعيم أن حقوق المرضى تتضمن معرفة الحقوق والمسؤوليات للمرضى وذويهم ، والحصول على الرعاية ، والخصوصية والسرية ، والحماية والسلامة ، والاحترام والتقدير ، والمشاركة في خطة الرعاية الصحية ، ووجود سياسات وإجراءات للشكاوي والمقترحات ... حيث أن هذه الحقوق نجد أنها تتفق مع المبادئ الشرعية . ولفت الفعيم في كلمته إلى دور اللجان الطبية الشرعية في تطبيق حقوق المرضى وأنها احد النماذج على تفعيل تطبيق هذه الحقوق عبر النظر في شكاوى المرضى التي تتضمن شكاوى الأخطاء الطبية عبر لجان طبية شرعية تعمل وفق الأنظمة القضائية في المملكة . من جانبه قال المشرف العام على برنامج علاقات المرضى بوزارة الصحة الدكتور عبد العزيز بن عبد المحسن الدخيل أنه لا تزال كلمات سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأبقاه ذخراً للوطن والإسلام والإنسانية جمعاء (بضرورة الاهتمام بصحة المواطن) و(أن لا شيء يغلى على صحة المواطن) حاضرةً في أذهاننا منذ لحظة التفكير في إنشاء البرنامج وفي خطوات تأسيسه وصولاً إلى تطبيقه اليوم في كافة مؤسسات وزارة الصحة العلاجية كانت كلماته حفظه الله تمثل الدافع لنا للسهر على راحة المريض وسلامته والتأكد من أنه ينال أعلى مستويات الرعاية الصحية في مؤسساتنا العلاجية والتي لم تأل حكومتنا الرشيدة جهداً في تطويرها ومدها بأفضل الكفاءات والمعينات التي تمكنها من أداء دورها نحو المرضى بما يتفق مع المعايير العالمية . وأضاف أن معالي وزير الصحة وتمشياً مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الرامية نحو إكمال مسيرة التطور والنهضة الشاملة وفي إطار الارتقاء بالخدمات الصحية قام بإصدار العديد من القرارات الإدارية هدفت هذه القرارات لتطوير العمل الإداري وإرساء منهج العمل المؤسسي والجماعي وتحسين إنتاجية الإدارات والأقسام وتعزيز علاقاتها بالمرضى والاهتمام بملاحظتهم وشكاويهم كما أكدت على الاهتمام بتطبيق معايير الجودة الشاملة وترقية العمل الطبي لإحداث نقلة نوعية تتناسب مع تطلعات أولي الأمر وتواكب التطورات العالمية المتسارعة في المجال الصحي ويأتي برنامج علاقات المرضى ضمن برامج عديدة أخرى ترجمة لهذه القرارات الإدارية الحكيمة . وأفاد أنه قد حرصنا في تخطيطنا لبرنامج علاقات المرضى على أن لا ننغلق على أنفسنا وأن نستلهم تجارب الآخرين داخلياً وإقليمياً وعالمياً نبني على ايجابياتهم ونتفادى سلبياتهم ونضيف لبرنامجنا ما نرى أنه مناسب لظروفنا وثقافتنا وقد كان معالي وزير الصحة حاضراً معنا بفكره ورأيه وتوجيهه ودعمه حتى تم بحمد الله صياغة رؤية البرنامج ورسالته وأهدافه وهياكله الإدارية على مستوى الوزارة والمناطق والمؤسسات الصحية وتم إعداد السياسات والإجراءات والأدلة والنماذج اللازمة لتسيير العمل ومن ثم تدريب العاملين بمختلف مستوياتهم وتمليكهم المعارف والمهارات الضرورية لأداء مهامهم على الوجه الذي يحقق أهداف البرنامج . ولفت أنه بلغ عدد العالمين في البرنامج (أكثر من ألف موظف وموظفة) في جميع مستويات الخدمة يعملون على تهيئة الظروف الملائمة المحيطة بالمرضى لترسيخ الألفة بينهم وبين من يقومون على خدمتهم والعمل على إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن حاجاتهم وملاحظاتهم ومساعدتهم على التكيف مع الأنظمة والتعليمات في المؤسسات الصحية إضافة إلى دورهم الهام في تلمس أسباب المشاكل والتصدير لها قبل وقوعها أو التدخل لحل المشاكل عند حدوثها وتلبية حاجات المرضى وتبصيرهم بحقوقهم كمرضى والدفاع عن هذه الحقوق . وأضاف إن طموحنا لتحقيق شعار (المريض أولا) في جميع مؤسسات وزارة الصحة العلاجية لا تحده حدود وهو طموح نسعى جاهدين وبدعم مقدر من معالي وزير الصحة لجعله واقعاً معاشا وفي هذا الإطار فإننا نقوم حاليا بالتخطيط مع ذوي الخبرة والصلاحية في إدارة تقنية المعلومات بالوزارة لعدة مشاريع للربط الالكتروني نستطيع من خلالها ربط جميع العمليات والإحالات الخاصة بإدارة البرنامج مع جميع الإدارات الأخرى الكترونيا كما نسعى جادين لتطوير العمل عن طريق الربط الالكتروني في مجال حصر وتصنيف وتحليل ومتابعة شكاوي المرضى والمراجعين الكترونيا ولنا مبادرات أخرى في مجال تحسين وتطوير أنظمة المواعيد بسهولة عن طريق الشبكة العنكبوتية مما يساعد كثيرا على تنظيم وتسهل هذه العملية على المرضى وعلى المؤسسات العلاجية التي يرتادونها . وأبان هدفنا من عقدنا لهذا المؤتمر بصفة عامة أن يكون بمثابة وقفة نستعرض فيها ما تم عمله في إطار تحقيق أهداف البرنامج ونستمع فيها إلى تجارب الآخرين ورؤاهم في كيفية تطوير عمل برنامج علاقات المرضى ولنؤكد على أننا لا زلنا منفتحين على تجارب الآخرين ومرحبين بكل ما من شأنه ترقية العمل الذي نقوم به واضعين نصب أعيننا شعار (المريض أولا) وقد وفقنا الله في استقطاب نخبة منتقاة من العلماء والمختصين في مجال علاقات المرضى من الداخل ومن دول الإقليم ومن خارجه يشاركون في أعمال هذا المؤتمر من خلال تقديم أوراق علمية بلغت في مجموعها (37) ورقة علمية تشتمل على تسع ورش عمل آملين من الله الكريم إن تشكل رؤاهم وأفكارهم وتجاربهم رافداً جديداً يسهم في تطوير أدائنا وينعكس إيجابا على راحة المرضى والتخفيف عنهم .