وجَّه وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة بقبول المريضة السعودية فاطمة يحيى بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض ونقلها خلال 48 ساعة. ويأتي قرار الوزير الربيعة تجاوباً مع ما نشرته "سبق" حول تعرضها لانفجار في الرحم إثر خطأ طبي بأحد مستوصفات خميس مشيط، ومطالبة زوجها بنقلها إلى الرياض. وقال الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد النقير: إن مدير عام صحة عسير الدكتور عبدالله الوادعي تابع حالة المريضة واطمأن على كل الإجراءات الطبية التي عملت لها بمستشفى "أحد رفيدة". وكان الوادعي وجه في وقت سابق بسرعة التحقيق في جوانب الموضوع كافة. وأضاف النقير أن المريضة وصلت لطوارئ مستشفى "أحد رفيدة" فجر الجمعة عن طريق إسعاف أحد المستوصفات الخاصة في حالة فقدان للوعي وولادة حرجة، وتم التعامل مع الحالة كما ينبغي, حيث وجد نزيف حاد ووفاة للجنين قبل الولادة، كما وجد تهتك في الرحم طولي وعمل لها عملية ترقيع من قبل أخصائي الجراحة. وأكد أن المريضة في حال مستقرة الآن.
من جهته أكد (شقيق المريضة) ل"سبق" أن لجنة من المديرية العامة للشؤون الصحية تابعت القضية وكشفت على المريضة، وتتابع حالتها عن كثب، مؤكداً المتابعة اليومية من مدير عام الشؤون الصحية الذي وجه بتحويلها إلى مستشفى عسير أو مستشفى أبها العام للاطمئنان على صحتها لحين نقلها إلى مستشفى متقدم، مؤكداً حرص واهتمام صحة عسير بهذه القضية، ومثمناً جهود مستشفى أحد رفيدة في متابعة حالة أخته وتوفير الدعم الصحي لها بالشكل المطلوب.
وسرد ل"سبق" ماجد منصور آل محفر، زوج المواطنة، تفاصيل الواقعة، قائلاً: تابعتْ زوجتي خلال الأشهر القليلة الماضية حملها لدى طبيبة مصرية في أحد المستوصفات الخاصة في خميس مشيط (تحتفظ "سبق" باسمه). وأقنعت الطبيبة زوجتي بالولادة لديها، وستحظى بالخصوصية التامة والخدمة المتميزة. وأضاف: شعرت زوجتي الخميس الماضي بآلام الطلق، وتوجهتُ بها على عجل إلى المستوصف المعني عند الساعة 10:05 مساء. وأبلغتنا الطبيبة هناك بعد الكشف المبدئي بانفتاح الرحم 5 سم، وطلبت منها المشي في ردهات المستوصف لتسهيل عملية الولادة.
وأضاف: توجهت مصطحباً ابنتي الصغيرة إلى المنزل، للعودة فيما بعد. وفي وقت لاحق، هاتفت المستوصف غير مرة، ولم يجب أحد. وعند الساعة 3:25 فجراً، أجاب موظف الاستقبال، وأخبرني بعدم وجود موظفين. وعند سؤالي عن زوجتي، أفادني أن ولادتها استعصت، وجرى إحالتها إلى مستشفى أحد رفيدة العام. وتابع زوج المواطنة المتضررة، قائلاً: توجهت إلى مستشفى أحد رفيدة العام، وفي الطريق وردني اتصال هاتفي من ممرضة تعمل في المستشفى عند الساعة 3:30 فجراً، وأبلغتني أنه جرى نقل زوجتي إلى مستشفاهم من قبل المستوصف المعني، وأن حالتها الصحية خطيرة جداً. وفي المستشفى، أفادوني أن حالتها حرجة جداً بسبب انفجار الرحم، وأن المولود قد توفي قبل ولادته، وطلبوا مني التوقيع على إجراء عملية جراحية مستعجلة لإنقاذ حياتها، وهو ما قمت به.
وباشر الأطباء المتخصصون في المستشفى العملية الجراحية التي استغرق إجراؤها 4 ساعات من الساعة 4:00 فجراً حتى 8:00 صباحاً. وما زالت زوجتي ترقد في المستشفى تحت الملاحظة. وبيّن آل محفر أن زوجته أفادته بأنها حُقنت في المستوصف المعني بإبرتين لا تعلم نوعهما، مرجحة أن تكونا خاصتين بالطلق الصناعي، وعند إحساسها بألم الولادة، ضغطت الممرضة المساعدة على منطقة الكلى بقوة لعدة مرات، بينما كانت الطبيبة المعنية تضغط على أعلى البطن، وأمرتها لاحقاً بالجلوس والاستلقاء عدة مرات، مشيرة إلى أنها أحست بألم شديد نزل على أثره رأس المولود مع نزيف، فيما بدأت تنتابها حالات إغماء، الأمر الذي جعل الطبيبة تطلب من الممرضات نقلها إلى مستشفى أحد رفيدة العام.
وأكدت المواطنة المتضررة لزوجها أن رجلاً نقلها إلى سيارة الإسعاف، حيث حملها على يديه وهي في حالة جلوس. ووصف آل محفر ما تعرضت له زوجته بأنه من أبشع صور العبث بكرامة البشر، وأن فيه انعداماً للوازع الديني ومبادئ الإنسانية، وإزهاقاً لأرواح الأبرياء، وعدم احترام المهن، وتجاوزاً للأنظمة والقوانين، متوعداً برفع شكوى إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير.
وطالب بالتحقيق مع إدارة المستوصف، لكشف ملابسات القضية وأبعادها، ومحاسبة المتسببين في انفجار رحم زوجته، وما ترتب على ذلك من مضاعفات عضوية وجسدية، وأبعاد نفسية ومعنوية. كما طالب بتحويل زوجته إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي لإكمال العلاج اللازم، وتعويضه عن الضرر الذي لحق به وبزوجته وأبنائه.