أكد مختصون أن ارتفاع أجور الأيدي العاملة وأسعار الأعلاف والمدخلات والتضخم العالمي وإغلاق باب الاستيراد للمواشي أسباب مباشرة لارتفاع الأسعار التي تشهدها الأسواق، وأشار المهندس إبراهيم بن محمد أبو عباة مدير عام «الوطنية الزراعية» إلى أن موسم الأضاحي سيشهد ارتفاعا في الأسعار، مشيرا إلى أن متوسط السعر 1600 للنجدي والنعيمي، مع توقعات كبيرة بتوجه أعداد من المضحين إلى شراء السواكني الذي تتراوح أسعاره من 700 ريال إلى 1000 ريال، في مقابل أن أقل سعر للنجدي والنعيمي يبدأ من 1250 ريالا وزن 40 كيلو جراما، والأعلى 2050 ريالا للنجدي والنعيمي وزن 80 كيلو جراما وهي من الأوزان النادرة، مشترطا أن يكون النعيمي من الإنتاج والتربية والتغذية المحلية، فيما سيفرق سعر النجدي الأصيل الخالي من العيوب كالطلوع ب 50 ريالا. وعن ارتفاع أسعار الأغنام هذا العام مقارنة بالعام الماضي، أرجع المهندس أبو عباة الأسباب إلى ارتفاع أجور الأيدي العاملة توافقا مع ارتفاع المرتبات عالميا، وكذلك التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للريال السعودي، وارتفاع أسعار الأعلاف والمدخلات، مشيرا إلى أن بذور البرسيم كانت تباع قبل أربع سنوات ب ثمانية آلاف ريال، فيما اليوم تباع ب 35 ألف ريال، وكذلك الشعير كان بسعر 320 للطن واليوم ب 720 للطن. ووفقا لتقرير أعده الزميل عبد الله الفهيد ونشرته "الإقتصادية"، وجه مدير عام «الوطنية الزراعية» نصيحة لمن سيشتري أضحية أن يؤجل الشراء على يوم العيد أو بعده يحث ستشهد الأسعار انخفاضا بنحو 30 في المائة والسبب يعود إلى أن الأغنام ما بعد العيد ستكون عبئا على المربي لأن هناك مدة شهر لن يكون هناك طلب على اللحوم الحمراء وبالتالي عليه التخلص منها، لافتا إلى أن هذا الكلام لن يؤثر على شركته في ظل أن مبيعاتهم طوال العام ولا تقتصر على موسم الأضحى، حيث إننا نبيع في الأيام العادية بقيمة 1150 ريالا، فيما تم زيادة 100 ريال فقط على الرأس. وعن ما إذا كان فتح الاستيراد سيرفع العرض مقابل الطلب ويسهم في خفض الأسعار، أكد المهندس أبو عباة أن فتح الاستيراد ليس مشكلة فتراخيص الاستيراد يتم إصدارها في يوم واحد من قبل وزارة الزراعة التي هي متعاونة بشكل مميز في ذلك، ولكنها تمنع الاستيراد من دول في حال وجود سبب صحي متفش عند بعض الدول. من جانبه، أوضح ثامر بن صالح الحصان رئيس مهنة باعة الأغنام في سوق العزيزية في الرياض أن من أسباب غلاء الأسعار يعود إلى قلة العرض بسبب إغلاق باب الاستيراد من سورية، إضافة إلى أنه كان من المتوقع أن تأتي أغنام من الأردن بكميات كبيرة لتصل في اليوم الواحد ما بين 15 و20 شاحنة تحمل أغنام إلا أن ما حدث هو أنه لم يصل خلال الأسبوع الماضي سوى عشر شاحنات، لافتا إلى أن السوق تشهد عرضا أكبر للسواكني بنسبة 90 في المائة، فيما النعيمي البلدي قد يصل إلى 10 في المائة فقط. وعن إحجام الناس عن الشراء في ظل الغلاء الكبير، أكد الحصان أن الناس مجبورة أن تشتري بهذه الأسعار، رغم وجود بدائل مثل السواكني والبربري وغيرها بأسعار مناسبة، مبديا عدم تفاؤله أن تشهد الأسعار انخفاضا في ظل قلة المعروض من الأغنام في الأسواق المحلية. إلى ذلك، شهدت جولة على أسواق الماشية في الرياض ونقاط البيع المؤقتة حضورا قليلا من المواطنين للشراء، حيث أكد باعة في نقطة بيع الشمال الواقعة على طريق الأمير سلمان في حي الملقا أن الكثير يحضر فقط للاطلاع على الأسعار، لافتا إلى أنه خلال يومين باع خروفا واحدا فقط، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار سبب الإحجام، فيما بين أن البيع الحقيقي سيكون يوم الوقفة أي قبل العيد بيوم واحد.