أكد وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ترجم مستوى الإمكانات القيادية والعمل الوطني الدؤوب، مؤكداً أن الجميع يدرك أهمية هذا الاختيار وحجم مؤهلاته على كافة المستويات، وهو ما عكس النظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين وحرصه على تحقيق الصالح العام للوطن والمواطن. ونصح وزير العدل خلال لقائه أمس السبت في مقر الملحقية الثقافية بواشنطنبالولاياتالمتحدةالأمريكية بالطلبة المبتعثين بالتمسك بدينهم بقيمه الوسطية المعتدلة واحترام قوانين مقر إقامتهم وحسن التعامل مع غيرهم، والاهتمام بشؤون دراستهم والبعد عن أي تصرف أو اهتمام آخر من شأنه التأثير على الهدف التي ابتعثوا من أجله، أو الإساءة إليهم أو لدينهم ووطنهم، لافتاً إلى ابن الوطن الواعي يتسامى على كافة التصرفات والشعارات التي تخرج به عن منهجه المعتدل وفكره المستنير. ودعا وزير العدل الطلبة بأن يكونوا سفر خير وأن يعكسوا الصورة الإيجابية لدينهم ووطنهم وأنفسهم، وأن يترجموا بمسلكهم السوي قيم مجتمعهم السعودي في احترام الأنظمة والبعد عن التصرفات السلبية. ونبه وزير العدل على أهمية أن يستشعر المبتعثون نبل الغاية التي جاؤوا من أجلها وأن يكونوا على عزم وتصميم دائم بإنهائها على أكمل وجه، ليضيفوا إلى صرح الوطن لبنة قوية تزيد من بنائه وتؤكد كفاءة أبنائه. وأشار وزير العدل إلى أن أخطر إساءة يمكن أن يُمنى بها الوطن هو اختراق شبابه ومعقد آماله، مؤكداً أن الجميع على ثقة تامة بأن هذه الذخيرة الوطنية المتمثلة في شبابه المتسلح بسلاح العقيدة والعلم على مستوى عال من اليقظة والفطنة، التي يستطيع بها تفويت الفرصة على محاولات الميل بهم عن المسار الصحيح. وقال: "إن الثقة بكم كبيرة، وأن على كل منكم مسؤولية وطنية تنتظركم ويجب أن تكونوا فيها على مستوى الآمال والتطلعات، وأن عليكم بذل الجهد ومواصلة الاهتمام لتحقيق النجاح التام في مهمتكم، ليسهموا في تنمية وتطوير وطنهم الذي منحهم هذه الفرصة وتعاهدهم من البداية في محاضن التربية والتعليم التي نشؤوا عليها". وأكد الدكتور العيسى في حواره المفتوح على أن لكل بلد منهجه وفلسفته، وما يناسب البعض قد لا يُناسب البعض الآخر، وما يناسب حالاً قد لا يناسب مآلا والعكس صحيح، وأنه لا يوجد منهج أو فلسفة معينة يتفق عليها الجميع، وأن الاختلاف بين الناس سنة كونية لا جدل فيها، وأن الله تعالى لم يُكْره الناس في الدين، فضلاً عن غيره. وقال وزير العدل: "لا ينقص بعضنا سوى الوعي وتقدير أبعاد الأمور، وقراءتها من كل وجه، وأن القضايا العادلة كثيراً ما تخسر بفعل ضعف أدوات الدفاع عنها، أو بسبب ما تترجمه تصرفات المحسوبين عليها". واستعرض وزير العدل جهود وزارة العدل في مجال العمل الاجتماعي من خلال مكاتب الصلح واستحداث إدارة مختصة بالخدمة الاجتماعية يقوم عليها أكاديميون مختصون بالتوجيه والإرشاد الأسري، إضافة إلى تنظيم عدد من الملتقيات العلمية في هذا المجال، مبيناً أن الوزارة تسعى لإقامة ملتقى قادم عن القضايا الأسرية يناقش قضايا النفقة والحضانة والطلاق والعنف الأسري، وأن هذه المحاور تأتي في إطار المراحل العلمية لمشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء. وأوضح أن وزارة العدل تسعى لإيجاد وسائل شرعية بديلة لفض المنازعات قدر الإمكان بما يحفظ الود والوئام، مشيراً إلى أن القضاء يعالج آثار المشكلة ولا يعالجها من جذورها، في حين أن بدائل التقاضي المتعلقة مثالاً بالمصالحة والتوفق تعالج الأمرين، فضلاً عن أهمية التحكيم ودوره الفاعل في إنهاء المنازعات عن طريق الإرادة الحرة في اختيار المحكمين، وبما يحفظ سرية العلاقة بين أطراف القضية فضلاً عن سرعة البت فيها من خلال هذا البديل الشرعي. وبين وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى أن الوزارة تأمل في أن تستفيد من كفاءة طلبتها المبتعثين في المجال الحقوقي والاجتماعي والتجاري والإداري. وقال: "إن الوزارة أقدمت على خطوات حثيثة من أهمها القفزات النوعية في المجال التقني والتوعوي وإعادة هندسة الإجراءات واقتراح المشاريع العدلية، وأفصح عن الانتهاء من إعداد الكثير من البرامج والخطط، وأن بعضاً منها في انتظار اعتماد التوقيع الإلكتروني من الجهة المختصة". وأجاب وزير العدل على استفسارات الطلبة والطالبات المتعلقة بالعديد من القضايا الشرعية والعدلية والاجتماعية. حضر اللقاء سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ عادل الجبير، والملحق الثقافي لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور محمد العيسى.