الموت نهاية منطقية لكل كائن حي، فالخالق - سبحانه وتعالى - يقول في كتابه الكريم (كل مَن عليها فان)، (وما تدري نفس بأي أرض تموت). وفجيعة الموت تختصر كل شيء في هذه الدنيا الفانية الحياة.. والحب.. والوفاء.. والمشاعر.. فعندما يقسو علينا الموت وينتزع من بين حنايانا قريباً أو عزيزاً أو حبيباً تتشكل تلقائياً التعابير، فترسم ملامح بالغة الحزن على الوجوه.. بل إنها قد تتمازج فتفتت الروح والجسد لتستقر في القلب مباشرة قاسية مؤلمة.. وموت الأخ فيه من الحزن الشيء الكثير، وربما يكون أقوى وأوضح وأكثر حسماً على قسمات الوجه والجسد والذهن؛ ليفيض قسراً خارج العين على شكل دمعةٍ سخية رغم محاولة منعها وإيقافها. في هذه اللقطة النادرة الحزينة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، رجل المواقف والأحداث الجسيمة، يبدو التأثر واضحاً على محياه وهو يرى ويلامس ويرافق كفن جثمان أخيه الفقيد الغالي الأمير سلطان المسجى أمامه، فعضَّ شفته السفلى قبل أن تفرَّ من العين دمعةٌ ثم دمعتان تتلوهما دمعاتٌ صامتة حارقة. وهذه الصورة المُعبِّرة التي وضعنا لها في "سبق" عنوان المحبة الصادقة بين الإخوة.. تُعيد أمامنا اكتشاف كل هذا الحب المبثوث بين الأمير الراحل الكبير سلطان (أبو خالد) وأخيه الأمير سلمان.. وهي علاقة طفولة، وصبا، وشباب، ورجولة، وصحة، ومرض وموت.. لتقول في النهاية: سلمان أنت رمز الوفاء.