تقطع أعمدة الرأي مسافة طويلة بين الحب وتوطين مهنة عمال النظافة، لتنبش في كل شيء، فتؤكد كاتبة أن فتياتنا إن لم يجدن الحب في البيت من والديهن، فسيبحثن عنه في الخارج، مشيرة إلى أن الحب في داخلنا، لكن ما ينقصنا هو التعبير عنه، لاحتضان بناتنا. فيما يرى كاتب أن التصويت الذي طرحه الإعلامي المعروف أحمد الشقيري حول عمل المواطن عامل نظافة، كان "مستفزاً"، ليس بسبب نظرة المجتمع ولكن لأن عائدها المادي محلياً تنعدم الفائدة المرجوة منه. كاتبة: فتياتنا في حاجة إلى أحضان الحب تؤكد الكاتبة الصحفية سمر المقرن في صحيفة "الجزيرة" أن فتياتنا إن لم يجدن الحب في البيت من والديهن، فسيبحثن عنه في الخارج، مشيرة إلى أن الحب صفة طبيعية موجودة في داخلنا، لكن ما ينقصنا هو التعبير عن هذا الحب من قبل الوالدين، والذي لا بد منه لاحتضان بناتنا، ففي مقالها "فتياتنا في أحضان الحب" تقول الكاتبة: "تبدو لفظة الحب شبه مستنكرة في مجتمعنا، وغير محبذ تداولها لأنها قد تشير إلى فساد أخلاقي أو انحلال، كما يعتقد البعض تبعاً للفكر المجتمعي السائد، لذا حتى عندما يرتبط الشاب بفتاة بعقد زواج رسمي فإنهما وأهاليهما لا يمكن أن يعلنوا أن هذا الزواج أتى نتيجة علاقة حب شريفة، لأن هناك نظرة ستوصمهم طوال حياتهم بالانحدار"، وتمضي الكاتبة: "بعيداً عن هذا، وعن هذه الحكايات غير المرغوب تداولها، فإن الموضوع الذي أريد أن أذكركم به وكذلك أذكر نفسي به كأم، هو علاقة الحب المتبادلة بين الوالدين والأبناء، وتحديداً بين الأم والأب وابنتهم، وما ذكرته في مقدمة مقالي هذا هو عبارة عن مدخل إلى ثقافة الحب التي لا تنقصنا إنسانياً لأنها مغروسة فطرياً في مشاعر كل البشر، إلا أن ما ينقصنا -حقيقة- هو التعبير والبوح بهذا الحب. للفتاة تحديداً ولا أستثني الشاب من حاجته إلى هذه المشاعر، إلا أن طبيعة المجتمع التي خلقت صورة ذهنية لمشاعر الشاب تختلف عن مشاعر الفتاة تجعل الحاجة إلى التركيز أكثر على الجزء المظلوم أكثر في هذا المجتمع وأقصد الجزء الأنثوي". وتؤكد الكاتبة أن الحب بداخلنا وتقول: "لو فتشنا قليلاً داخل مشاعرنا لوجدنا فيها الكثير من التأجج الذي نحاول إخماده بحجة أن منح الحب هو تدليل يؤدي إلى فساد الأخلاق، وأقر بأن التدليل الزائد يؤدي إلى كثير من الفساد لكن هناك فرقاً بين التدليل والبوح بمشاعر الحب التي تحتاجها الفتاة، وإن كانت الفتاة بشكل عام تحتاج إلى أضعاف مشاعر حب والديها، فإن الفتاة السعودية تحتاج أضعاف الأضعاف عن أي فتاة من أي مجتمع آخر، فهي تعيش داخل منظومة تسلطية إن كان هذا في المدرسة أو الجامعة وأحياناً أخرى في العمل، والكارثة حينما تعود إلى البيت لتدخل إلى كهف مغطى بالتصحر العاطفي". ثم تعلن الكاتبة رفضها للأفكار السلبية التي تمنع الوالدين خاصة الأب من إظهار مشاعره لابنته وتقول: "لا أشكك في مشاعر الوالدين إلا أن إظهار هذه المشاعر قد يعتبره البعض مؤدياً إلى التقليل من شأن الوالدين، وخصوصاً الأب الذي يبتعد عن فتاته منذ أن تبدأ عليها علامات الأنوثة لأن التركيبة الفكرية المجتمعية خلقت بداخله هذه الصورة التي من الصعب على كثير من الآباء تجاوزها، كذلك ضخ بعض الأفكار السلبية جعلت الآباء في ابتعاد أكثر، كمن يقول على الفتاة أن لا تلبس القصير أو العاري أمام والدها، وفي هذا إجحاف بحق أعظم مشاعر أبوية إنسانية وتأطيرها داخل الفكر الشاذ الذي لا ينظر إلى مشاعر الإنسان أبعد من النظرة الجنسية المقززة!". وترى الكاتبة أن "الألفاظ اللطيفة والتي فيها تعبير عن المشاعر تكاد تكون مفقودة داخل كهوف التصحر العاطفي، فهل من المتداول بعد عودة الفتاة أو أخيها من المدرسة أن تُفصح الأم باشتياقها لهم، مع أن مشاعر الاشتياق موجودة إلا أن المشاعر الجافة التي تربينا عليها وورثناها جيلاً بعد جيل تمنعنا في أحيان كثيرة من أن نعلن مشاعرنا، ونعوض هذا من خلال الاهتمام بنواحٍ أخرى". وتنهي الكاتبة ناصحة ومحذرة في آن "أحبك، اشتقت لك، وغيرها من الكلمات التي من المفترض ألا تفتقدها بيوتنا، كفيلة بأن تخلق في داخلنا وفي نفوس فتياتنا حياة مختلفة، وهي بلا شك حصن لهم من البحث عن هذه الاحتياجات خارج المنزل، وإن بحثوا فقد خرجوا من داخلنا بلا عودة. فأحضان الحب سد منيع في حضورنا وغيابنا".
"طاشكندي": أجر عامل النظافة في كندا يتجاوز 26 ألف ريال شهرياً يرى الكاتب الصحفي خالد عباس طاشكندي في صحيفة "المدينة" أن التصويت الذي طرحه الإعلامي المعروف أحمد الشقيري حول "عمل المواطن عامل نظافة"، لم يكن موفقاً، ليس بسبب نظرة المجتمع ولكن لأن عائدها المادي محلياً تنعدم الفائدة المرجوة منه في سد رمق العيش، وهو ما يجعل المطالبة بتوطين هذه المهنة تحت هذه الظروف "استفزازياً"، مشيراً إلى ضرورة التركيز على تحسين وضع هذه المهنة أولاً ومن ثم نطالب بتوطينها والافتخار والاعتزاز بها، ففي مقاله "هل توافقون أن تعملوا زبّالين؟!".. يقول الكاتب: "هذا التساؤل الموجه للمواطن السعودي والذي صاغته صحيفة (الحياة) السعودية في 10 أكتوبر الماضي ك «وصف» للتصويت الذي طرحه الإعلامي المعروف أحمد الشقيري مطلع الشهر الحالي عبر موقع «تويتر» الإلكتروني: «صوّت برأيك حول عمل المواطن عامل نظافة»، خلق موجة عاتية من ردود فعل مضادة ومتذمرة، دفعت الشقيري نحو إيقاف التصويت وتبرير الطرح الذي بدا جليّاً أنه لم يكن متقبلاً.. لم أتفاجأ من ردود الفعل بقدر ما تعجبت من فكرة التصويت الذي طرحه الإعلامي الشقيري، خاصة وأنه في أحد حلقات برنامجه الرمضاني «خواطر» أجرى مقابلة مع عدد من عمال النظافة المحليين، وذكروا له بأنهم يتقاضون راتباً شهريّاً قدره 250 ريال سعودي.. وشواهد أخرى عديدة تدل على تواضع هذه المهنة وتردي وضعها مادياً واجتماعياً.."، ويعلق الكاتب قائلاً: "في نظري، لم يكن الطرح موفقاً، وليس بسبب نظرة المجتمع لمهنة عامل النظافة بأنها وظيفة دونية ومتواضعة، فهذه النظرة من السهل تغييرها لدينا إذا تحسنت آليتها ووضعها المادي لتتقارب مع أوضاعها المتقدمة في مجتمعات أخرى مثل أوروبا وأمريكا الشمالية واليابان، ولكن لأن عائدها المادي «محلياً» تنعدم الفائدة المرجوة منه في سد رمق العيش، وهو ما يجعل المطالبة بتوطين هذه المهنة تحت هذه الظروف استفزازياً". ثم يرصد الكاتب وضع هذه المهنة حول العالم ويقول: "وعلى مستوى العالم، مهنة النظافة ليست ضمن قائمة الأسوأ، حيث إن آخر تقرير نشرته مجلة (فوربس) الأمريكية في 7 يناير 2011 عن أسوأ عشرة مهن على مستوى العالم لم يكن من ضمنها مهنة عامل النظافة، حيث شملت القائمة مهن أخرى صنفت على أنها أكثر سوءاً مثل مهنة الحمَّال وعامل اللحام والطلاء.. وفي دول مثل بريطانيا والسويد يشترط على عامل النظافة أن يكون مواطناً، وهو ما يدل على أهمية توطين هذه الوظيفة لدى دول العالم الأول.. ويعتبر دخل مهنة النظافة مميزاً في دولة مثل اليابان والتي قيل إنه يصل إلى 100 ألف دولار سنوياً بحسب المقابلات التي أجراها الإعلامي أحمد الشقيري في برنامجه التلفزيوني «خواطر»، أما على مستوى أمريكا الشمالية فإن متوسط أجر عامل النظافة في كندا يصل إلى 40 دولاراً في الساعة بمعدل يتجاوز ال 26 ألف ريال شهرياً، وفي الولاياتالمتحدة يصل متوسط الدخل السنوي إلى 40 ألف دولار (بمعدل 12.500 ريال سعودي شهرياً)، أما في بريطانيا فيصل فيها أجر عامل النظافة إلى ما يعادل 15 ألف ريال شهرياً. وعلى صعيد العالم العربي، فإن أجر عامل النظافة التونسي يتراوح ما بين 200 دولار إلى 980 دولاراً شهرياً، وفي الأردن التي وصلت نسبة الفقر فيها إلى 13.3 % فإن راتب عامل النظافة يصل إلى 850 ريالاً سعودي شهرياً، وبأكثر من ثلاثة أضعاف ما يتقاضاه عامل النظافة في المملكة". ويضيف الكاتب: "النظرة الاجتماعية الدونية لمهنة عامل النظافة في مجتمعنا غير لائقة وليست في محلها؛ لأن النظافة سلوك ديني ودليل حضاري، وقد تعلمنا نحن المسلمين منذ صغرنا أن النظافة من الإيمان"، ثم يشير الكاتب إلى "طرح أحد الشباب السعودي الواعد في موقع ال «فيسبوك» اقتراحاً مميزاً بمضاعفة أجر عامل النظافة ليصل إلى 500 ريال سعودي، وتلقى مقترحه عشرات التعليقات المؤيدة تتلخص في المطالبة بأجر يتكافأ مع أبسط متطلبات الحياة، وعلقت إحدى المشاركات بضرورة دفع بدل «شحاذة»، خاصة وأن تسول عامل النظافة أصبح ظاهرة ونتيجة واقعية لضعف الدخل. حقيقة". ويعلق الكاتب بقوله: "أعجبت بطرح هذا الشاب لأنه يخاطب الواقع ويتعامل معه بحلول منطقية وجدية، ولأن مربط الفرس يكمن في تحسين وضع هذه المهنة أولاً ومن ثم نطالب بتوطينها والافتخار والاعتزاز بها".