حمَّل أحد المواطنين مستشفيَيْن بمحافظة الطائف المسؤولية عن وفاة رضيعه (7 أشهر) بعدما تنقل بينهما لمدة خمسة أيام؛ عانى فيها الإهمال، بحثاً عن علاج من ارتفاع درجة الحرارة والحساسية، مشيراً إلى أن العلاج الموصوف ضاعف من تأزم حالته، إلى أن توفي أمس. وقال الأب المكلوم عبد الله بن زبن العصيمي ل"سبق": "دخلتُ بابني مُستشفى بالطائف بعد ارتفاع في درجة حرارته وظهور حساسية شديدة بمقعدة جلوسه، وتم تحديدها من قِبل الأطباء في الطوارئ، واكتفوا بالدواء المُعتاد (مُضاد حيوي وخافض للحرارة ودهان)، وعُدت لمنزلي بالحوية ". وتابع العصيمي: " بعد ساعات بسيطة تأزمت حالته كثيراً، واضطررت للعودة به مرة أخرى للمُستشفى، وخضع ابني للكشف، وللمرة الثانية أكدوا لي أنها حساسية عادية على الرغم من أنها بدأت تنتشر حتى في ظهره؛ ما يعني تطورها, وذكروا أنه لا يوجد لديهم طبيب أو جراح أطفال؛ ما دفعهم لإحالته لمُستشفى آخر؛ حتى يتسنى للطبيب المُتخصص مُتابعته لديهم. وبالفعل أُدخل المستشفى بمرافقة والدته، على أمل أن يحضر الطبيب ويُتابع حالته، ولكن مع الأسف لم يحضر إطلاقاً". وأشار العصيمي إلى أن زوجته كانت تطلب الطبيب من المُمرضات دون أن يُستجاب لها، وأكدت أن طفلها كان يرضع من قنينة زجاجية، وسقطت من يده على الأرض، وكُسِرت، وبقيت بزجاجها المُتكسر لأكثر من 24 ساعة دون أن يتم تنظيف المكان، كما أن "الإبر" كانت تسقط من الممرضات على الأرض، ولا يغيرنها أو يعقمنها، بل يرفعنها نفسها ويحقن بها طفلها؛ مشيراً إلى أنها حاولت أكثر من مرة تنبيه الممرضات لذلك، لكنهن لم يسمعن لها. وذكر أن أمه كانت تستغرب انخفاض درجة حرارته في المقياس، حيث كانت تصل إلى 34 درجة، بينما هي تشعر بحرارته القوية، حتى كُشف عن أن المقياس كان مُتعطلاً ولا يعمل! وزادت الحرارة عن حدّها فَجْر أمس الأحد دون أن يعطوه مُخفِّضاً لها؛ ليدخل في حالة تشنج شديدة، وتركوه حتى التاسعة صباحاً من اليوم نفسه دون أي اهتمام على حد قوله. وأضاف العصيمي بأنه حضر للمُستشفى,وطالب بطبيب للأطفال، وبالفعل حضر واستغرب بقاء ابنه هكذا، كما طالب بنقله للمُستشفى الأول وإدخاله غرفة الإنعاش؛ كونه مُتشنجاً، وبالفعل تم ذلك قبل الظهر. وأوضح أن ابنه توفِّي مساء أمس ، وذكر له المستشفى أن الوفاة نتيجة جرثومة حدثت خلال بقائه بالمُستشفى الثاني، ولم تُشخَّص مُبكراً. وأوضح والد "مالك" أن الإهمال لم يتوقف، بل كاد يطول أطفاله الثلاثة الآخرين، مبيناً أنه ورده اتصال من المستشفى الأول يُبلغونه بأنه لا بد أن يعود لهم ليتسلم ثلاث عبوات لمنع نقل العدوى لأطفاله، وبعد أن تسلمها، وقبل أن يفتحها اكتشف انتهاء مُدة صلاحيتها، حتى أن المادة بداخلها كانت مُتجمدة! مُشيراً إلى أنه عاد للمُستشفى، وأبرز لهم تلك العبوات، وقالوا له: لا عليك فهي لا تضر أبداً! وأكد العصيمي أنه وزوجته لن يسكتا عن حق ابنهما وأنه سيتقدم بشكوى عاجلة لمُدير الشؤون الصحية بالطائف حيال تلك الوقائع المريرة؛ حتى يُسهم في حفظ أرواح الآخرين. "سبق" تواصلت مع الناطق الإعلامي بصحة الطائف، الذي أكد أن خطاباً رسمياً أُرسل بشأن الحالة، ولم يصله الرد حتى اللحظة.