عبدالسلام العنزي – سلطان المالكي –سبق – الخرج - الرياض: أمضى المواطن السعودي علي الشيحان 50 يوماً في العناية المركَّزة قبل أن يتوفاه الله ويمضي 35 يوماً في ثلاجة الموتى، دون أن يعلم أهله، وذلك بسبب خطأ في الاسم ، وحين علمت الأسرة رفضت استلام الجثمان إلى حين التحقيق ومعرفة المتسبب في هذا الخطأ الذي أدى إلى بقائه طوال هذه المدة دون أن يعلموا عنه شيئاً. وكانت عائلة الشيحان قد فقدته، وتم البحث عنه في المستشفيات ومراكز الشرطة والمرور، لكنها لم تجده؛ فقامت بإبلاغ الجهات الأمنية باختفائه، وبعد نحو ثلاثة أشهر فوجئت باتصال من شعبة المرور بالرياض، يفيد بوجود ابنها متوفَّى بأحد المستشفيات منذ أكثر من شهر، من جراء حادث مروري حصل منذ نحو ثلاثة أشهر. وفي تصريحات إلى "سبق" أوضح عم المتوفَّى أن الأسرة تقدمت ببلاغ فَقْد ابنها الشاب علي عبدالرحمن الشيحان برقم (1544 / ب / 103 / 1 / 2) بتاريخ 16/ 8/ 1432ه في شرطة مركز الدلم بمحافظة الخرج بعد أسبوع من تغيبه. وأضاف: "بعد أن كنا ننتظر اتصالاً يُدخل علينا الفرح والسرور بعودة ابننا علي نُفاجأ باتصال يرد على هاتف المنزل يُبلغنا بوفاته من جراء حادث مروري وقع في تاريخ 9-8-1432ه، طالبين منا الحضور للمركز لاستكمال الأوراق واستلام الجثمان من المستشفى".
وتابع:"عند ذهابنا للمستشفى بالرياض فوجئنا بعدم وجود سجلات تحمل اسم ابننا بالرغم من أن شعبة المرور أكدت وجوده في المستشفى". وأضاف: "في اليوم التالي ذهبنا للمستشفى، واستعلمنا عن الأسم فوجدنا سجلات مقيدة باسم متوفَّى منذ شهر وبضعة أيام؛ فطلبنا الاطلاع على الجثمان؛ للتعرف عليه، وبالفعل تجاوبت معنا إدارة المستشفى، وباطلاعنا على الجثمان وجدنا أنه لابننا وليس كما هو مقيد في سجلات المستشفى ".
وقال عم الشاب إن العائلة تعرفت على جثمان ابنها في المستشفى، لكنها رفضت استلامه ، مطالبة الجهات المختصة بالبحث عن المتسبب في هذا الإهمال الذي تسبب في بقاء ابنهم 50 يوماً في العناية المركزة إلى أن توفاه الله - عز وجل - ومن ثم بقاء جثمانه بثلاجة الموتى 35 يوماً وهم لا يعلمون عنه أي شيء, واستغرب أن شعبة المرور قامت بالاتصال على هاتف منزل ذوي المتوفَّى ، وتم إبلاغهم بالأمر بعد كل هذه المدة. "سبق" تواصلت مع الدكتور سعيد راشد الزهراني، مدير مستشفى الإيمان بالرياض، والذي ذكر أن الشاب سُلّم في تاريخ 9-8-1432ه عن طريق الهلال الأحمر، وكان مصاباً بإصابات بليغة من جراء حادث مروري. وتابع: "تمت مخاطبتنا من قِبل شعبة الحوادث المرورية في المستشفى الذي باشر الحادث في وقته بخطاب رقم ( م ن - 37 - 32) بتاريخ 9-8-1432ه، يفيد بإدخال المصاب (علي عبد الرحمن النبجان) المستشفى، وعمل اللازم له، وعلى ضوء هذا الخطاب تم إدخاله المستشفى". وأوضح أن شعبة المرور والجهات الأمنية هي التي تتولى الأمور الأمنية كتوفير الإثباتات الشخصية للمصاب، ونحن بناء على الخطاب الرسمي الموجَّه لنا تم تدوين اسمه كما ذُكر في الخطاب. وتابع: تم عمل اللازم للشاب الذي أُدخل العناية المركزة منذ تاريخ الحادث 9-8-1432 حتى 29-9-1432ه، ثم انتقل إلى رحمة الله؛ فتم على الفور مخاطبة شعبة الحوادث المرورية بخطاب، وأُرفق معه صورة من تبليغ وفاة الشاب، نطالب من خلاله شعبة المرور بالتواصل مع ذويه؛ كون المتوفَّى أُدخل المستشفى عن طريق خطاب سابق منهم، ولا يتوافر لدى المستشفى أي طريقة للتواصل مع ذويه سوى البيانات الموجودة في الخطاب السابق، التي لا تتضمن إلا الاسم فقط. وأوضح: في تاريخ 14-10-1432ه، أي بعد 15 يوماً من الخطاب الأول، تمت معاودة إرسال خطاب آخر إلى شعبة المرور، نفيدهم فيه بأنه "حتى تاريخه لا يزال المتوفَّى موجوداً لدينا في الثلاجة، ولم يراجعنا أيٌّ من أقاربه؛ فنأمل منكم اتخاذ اللازم". وقال الزهراني: حتى هذه اللحظة لا يزال المتوفَّى موجوداً في ثلاجة الموتى في المستشفى، ونحن في إدارة المستشفى إلى الآن لا نملك أي مستند أو إثبات يدل على هوية المتوفَّى الحقيقية. من جانبه , قال مصدر خاص في قسم حوادث مرور الرياض, إن القسم كتب الاسم الثنائي للمريض "علي عبدالرحمن" بجانب رقم الهوية الخاصة به, موجودة بسجلات المستشفى بنفس البيانات وموجودة في ملف تحقيق الحادث. وأضاف : تم متابعة حالة المريض منذ دخوله إلى المستشفى, وقامت إدارة المرور بالتواصل مع عائلته على الهاتف الثابت إلا أنه مُغلق, وحسب النظام فإن إدارة المرور مُكلفة بمتابعة الحالة الخاصة بالمريض وفقاً للمدة الزمنية المُدونة في النظام, مشيراً إلى أن إدارة المرور تأخذ بالقبول أقوال المواطن - المدعي - وستتابع صحتها وصحة جميع الإجراءات المتبعة في هذا الحادث بالتفصيل لمعرفة إن كان هناك أي خلل أو قصور في الإجراءات وإن ثبت أي قصور ستتخذ الإجراءات بحق المقصر .