طالب دبلوماسي سعودي - تحتفظ "سبق" باسمه - بالتحقيق مع كابتن وموظف بإحدى طائرات الخطوط العربية السعودية، المتجهة من الرياض إلى واشنطن، بتهمة الإساءة إليه وتهديده بتقديم شكوى ضده للشرطة الأمريكية بعد هبوط الطائرة في مطار واشنطن؛ ما تسبَّب في وضعه وعائلته، التي كانت ترافقه على متن الرحلة، في موقف صعب جداً. واتهم "الدبلوماسي" الخطوط بالإهمال واللامبالاة بحالته المَرَضية التي تتطلب الراحة أثناء رحلة السفر الطويلة، وقال: "صدَّقت إعلاناتهم عن درجة الفرست كلاس، ودفعت الفَرْق الكبير في السعر؛ من أجل راحتي وظروف مرضي؛ حيث أعاني ألماً شديداً في الظَّهْر، وإذا بهذه الدعايات لا أساس لها". مضيفاً "عندما طالبتُ بحقي في مقعد سليم بدلاً من المعطل الذي خصصوه لي استدعوا لي الكابتن، وبدلاً من حل مشكلتي هددني بالشرطة الأمريكية وجعلهم يستقبلونني بمجرد نزولي من الطائرة!". القصة كما يرويها الدبلوماسي ل"سبق" حدثت له أثناء سفره يوم الخميس 8 سبتمبر على الرحلة التي أقلعت من مطار الملك خالد الدولي بالرياض إلى واشنطن الساعة 7:25 صباحاً، رقم "إس بي 78". ويقول: أشكو من آلام شديدة في الظَّهْر، وأعالَج منها؛ لذلك قمتُ بحجز مقاعد لي ولأسرتي "6 مقاعد صف واحد" على متن الرحلة التي تستغرق 13 ساعة، وبعد أن أقلعت الطائرة واستقرت في الأجواء حاولتُ استخدام إمكانات المقعد بالنزول الكهربائي حتى أُريح ظهري، فإذا به "عطلان"، ولا يعمل؛ فاضطررتُ لاستدعاء أحد المضيفين على الرحلة، وقلتُ له الكرسي "عطلان" فما الحل؟ فقال لي "ليس لدي حل". ويستكمل الدبلوماسي القصة قائلاً: طلبت مقعداً بديلاً، وأخبرت المضيف بحالتي المَرَضية، ومعي كل التقارير التي تُثبت أنني مصاب بالظهر وممنوع من الجلوس فترة طويلة، ولا بد لي من الراحة؛ فلم أجد ردًّا. وأضاف: أشرت إلى المقاعد المخصصة للمضيفين، وطلبت أحد المقاعد، خاصة أنني حاجز "فرست كلاس"؛ حتى أريح ظهري؛ فمن المفروض أن يوفروا لي هذه الخدمة، أو أن يكون هناك طاقم فني لصيانة الكراسي قبل إقلاع الطائرة، وطلبتُ كابتن الطائرة، وأخبرته بالمشكلة، وقلتُ له "معي كل التقارير من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، و(الخطوط) كل يوم تعلن عن درجة (الفيرست كلاس) و(السياحي) وهناك فروق في السعر فلماذا أدفع هذا الفرق ولا أجد الخدمات؟". وقال الدبلوماسي مستغرباً: إن كابتن الطائرة بدلاً من أن يقوم بحل مشكلتي وتوفير مقعد صالح لي إذا به يهددني بإبلاغ السلطات الأمريكية ضدي؛ لأنني طالبتُ بشيء من حقي؟! وبدأ في رفع صوته بالتهديد، ومع إصراري على حقي قال لي "سنوفر لك كرسياً مستلقياً". وقال الدبلوماسي: ذكَّرت كابتن الطائرة بأن مهمتهم راحة المسافرين - خاصة المريض - على الطائرة، وبعدها جلست مع العائلة، وعند هبوط الطائرة كانت المفاجأة في انتظاري أنا وزوجتي وأبنائي، وهي رجل أمن وضابط أمريكي، ويقف معهما المضيف، وخلفهم كابتن رحلة "الخطوط" في انتظارنا، وأشار الكابتن للضابط الأمريكي إليّ، رغم أن معي أطفال وأنا في وضع صحي صعب من طول الرحلة؛ فسألني الأمريكي عن المشكلة؛ فقصصتُ عليه القصة كاملة، وأني مريض ومعي تقرير طبي، ويجب أن يقوموا بإصلاح الكرسي الكهربائي الخاص بي، وهناك مقاعد يمكن أن تحل المشكلة لكنهم رفضوا؛ فاستغرب الأمر، وبيّنت له أنني تحدثت مع الكابتن، لكنهم لم يحلوا المشكلة، وهددوا بطلب الشرطة، وللأسف تحدّث معي الضابط الأمريكي بعنف، وذكرتُ له أنني مريض ودبلوماسي واشتريتُ مقاعد "الأفق" ببطاقتي لراحتي، لكنهم لم يلتفتوا لكل هذا، وكأننا مجرد "حقائب ليس لها احترام"، وبدلاً أن يحل مشكلة الركاب ويحافظ على صحتهم يشتكيهم، وهذه كارثة لا يمكن أن تحدث من أي دولة تجاه أبنائها! وأكد الدبلوماسي أنه يطالب بحقه وأسرته والتحقيق مع كابتن رحلة "الخطوط" والمضيف على إساءتهما له وإبلاغ الشرطة الأمريكية ضده وتهديده؛ لأنه طالب بحقه. وقد اعترف مساعد مدير الخطوط الجوية السعودية للعلاقات العامة عبدالله الأجهر بأن الكرسي المخصَّص للمواطن على الرحلة المذكورة كان فعلاً عطلاناً, وأن المسافر قام بالجلوس على الكرسي المخصَّص لكابتن الطائرة، ورفض الذهاب إلى كرسي آخر، وأصرَّ على البقاء في كرسي الكابتن, ورفض الاستجابة لكلام الكابتن والمضيف؛ فما كان من الكابتن إلا أن طلب من طاقم الطائرة أن يتركوا المسافر على مقعد الكابتن، وأبلغ سلطات المطار في واشنطن.