سمر المقرن - الجزيرة السعودية أتعجب من السلطة القوية الممنوحة لمضيفات ومضيفي طائرات الخطوط السعودية، حتى أنه بإمكانهم منع راكب من الصعود إلى الطائرة كما قرأنا تلك القصة التي منع فيها مضيف الطائرة راكباً؛ لأنه يرتدي بنطلوناً شبابياً من الموضات الأخيرة، وفي حكاية أخرى، كما نشرت الصحف، أن مضيفة من جنسية عربية تمكنت من إنزال كل ركاب الطائرة لتمنع سيدة سعودية من السفر على رحلة متجهة إلى القصيم، بل إنها (استفزعت) بالكابتن ليرغما السيدة على الاعتذار. في الحقيقة أنا لا أعلم حيثيات الموضوع، ولا تفاصيله، وبحسب تجربتي الشخصية فأنا أعتبر مضيفات ومضيفي الخطوط السعودية من أفضل طواقم الطائرات تعاملاً مع الراكب لكن عندما قرأت قصة هذه السيدة، تذكرت حكاية حدثت لإحدى قريباتي التي صعدت الطائرة؛ فوجدت مجموعة من الفتيات في احتلال سافر لمقعدها ومقاعد أسرتها؛ فتوقعت أن المضيف سيقوم بحل المشكلة، وحينما توجهت إليه أشار بيده إلى مقاعد أخرى؛ فرفضت هذا الخيار غير المنطقي، خصوصاً أن المقاعد البديلة متفرقة، ومن حقها الجلوس مع أسرتها في مقاعد متقاربة، فما كان منه إلا أن شتمها بصوت منخفض بعبارة جارحة مستفزة؛ فردت عليه بصوت عالِ، وكان ذكياً ذلك المضيف؛ لأنه شتمها دون أن يسمعه أحد، وجعلها ترد بصوت عال ليسمعها الآخرون! استدللت بتلك الحكاية التي حدثت قبل نحو عام أو أكثر لأحاول الربط بينها وبين حكاية تلك السيدة، والخيط الذي أمامي هو قيام بعض الركاب بالتآزر معها ورفضهم الصعود إلى الطائرة؛ مما يعني أن هناك من هو شاهد على أن تلك المرأة مظلومة. إن المشاكل التي نسمع عنها بين الحين والآخر على طائرات الخطوط السعودية، تعطينا مؤشراً صارخاً على أن هناك خللاً واضحاً يحتاج إلى علاج، وأن هناك موظفات وموظفين بحاجة إلى إعادة تأهيل ودورات مكثفة تمنحهم أبجديات التعامل مع الجماهير، خصوصاً في ظل ما يتعرض له الراكب من ضغوط نفسية على الطائرة، خصوصاً إذا حاول أن يفتح طاولة الطعام فيجدها مكسورة، الغريب أن هناك طاولات طعام مكسورة على الطائرات الجديدة، وهذا ما رأيته بعيني أثناء سفري، وكان في المقعد المقابل لمقعدي رجل من جنسية أجنبية، وحينما قام بفتح طاولة الطعام وجدها مكسورة، كم شعرت بالخجل، وتمنيت أن راكباً سعودياً في هذا الموقف وليس أجنبياً، شعرت حقيقة بالحسرة، حتى أني سألت مضيف الطائرة لأتأكد: أليست هذه الطائرة جديدة؟ فأومأ بالإيجاب! المسافر على الخطوط السعودية يتعرض لكثير من الضغوط النفسية، بداية من الانتظار الطويل في المطار بسبب أن كاونترات المطارات (لجميع الرحلات)، ولا يوجد كاونتر مخصص لكل رحلة، مروراً بما يواجه من مشاكل أخرى، كما حدث معي شخصياً قبل نحو شهر وأنا مسافرة برفقة والدتي إلى (المغرب) وتذاكرنا محجوزة ومؤكدة على درجة (رجال الأعمال)، فإذا بالموظف يوجهني للذهاب إلى مسؤول الصالة دون أن يبلغني السبب، وعندما توجهت إليه تركني وسط جمع غفير من الرجال، حتى مللت الانتظار، ودون أن أعرف السبب؛ مما جعلني أطلب منه التذاكر والجوازات والعودة إلى نفس الموظف الذي أبلغته أن حجزي مؤكد، ومن حقي الحصول على بطاقات صعود الطائرة؛ فأبلغني بأن المشكلة هي أن الطائرة تغيرت، وأن الطائرة الجديدة لا توجد فيها إلا مقاعد درجة أولى، وسياحية! أعتقد أن بقية الحكاية معلومة لدى الجميع، انتهت مساحة مقالي، وللحديث بقية.