أثارت رؤية هلال شهر ذي القعدة، الذي ظهر بشكل واضح في السماء مساء اليوم الخميس، تساؤلات واستغراب عدد من المواطنين بما أن اليوم هو الأول من شهر ذي القعدة، وكما هو متعارف عليه لا يُشاهَد الهلال في ثاني ليلة من الشهر بهذا الوضوح. المواطن سعد الشهراني أبدى دهشته من وضوح الهلال ومكوثه في السماء أكثر من 45 دقيقة بعد مغيب الشمس، مطالباً الفلكيين والرائين بإيضاح الأمر. من جهته فنَّد الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق التساؤلات قائلاً ل"سبق" إنه إذا لم يُرَ الهلال في الليلة الثانية فهذا دليلٌ على عدم صحة دخول الشهر، ورؤيته واضحاً وجلياً في الليلة الثانية لا تدل على التأخر في دخول الشهر، ويحدث هذا كثيراً؛ حيث يُرى الهلال عالياً وواضحاً بعد غروب الشمس، في حين أنه لم يُرَ لدى عامة الناس في مساء اليوم السابق؛ ما يثير لدى البعض شكاً بأنه هلال الليلة الثانية أو الليلة الثالثة، وهذا ينسحب على التبدر؛ حيث إنه يتبدر القمر في ليلة الثالثة عشر، وتفسير ذلك هو أن القمر يدور حول الكرة الأرضية في مدار بيضاوي، وليس دائرياً، بمعنى أن المسافة بينه وبين الأرض في تغير مستمر؛ فأحياناً يكون قريباً من الأرض، ويكون شكله كبيراً، وأحياناً يكون بعيداً من الأرض، ويكون شكله صغيراً، ويُضاف إلى ذلك أن عملية الاقتران لها يد طولى في حجم القمر؛ حيث إن الاقتران يتم قبل غروب شمس اليوم السابق بمدة طويلة، ولكنه غير كافٍ لرؤية الهلال؛ لأنه أقل من الحد الأدنى الذي هو (14) ساعة، فإذا كان عمره ليلة الشك 10 ساعات مثلاً يكون عمره في الليلة التالية 34 ساعة، وعندها فلا غرابة أن يكون الهلال أكثر علواً ووضوحاً من الأهلة المعتادة، مع أنه هلال الليلة الأولى؛ فقد ذكر مسلم في صحيحه "بباب بيان أنه لا اعتبار بكِبَر الهلال وصغره، وأن الله تعالى أمده للرؤية فإن غم فليُكْمَل ثلاثون: حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة أبو هشام، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا حصين، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: خرجنا للعمرة، فلما نزلنا بطن نخلة رأينا الهلال، فقال بعضهم: هو لثلاث. وقال بعضهم: لليلتين. فلقينا ابن عباس فقلنا له: إنا رأينا الهلال، وقال بعضهم: هو لليلتين، وقال بعضهم: لثلاث. قال: أي ليلة رأيتموه؟ قلنا: ليلة كذا وكذا. فقال: هو لليلة التي رأيتموه؛ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مده إلى الرؤية". وهذا صحيح. وقال الزعاق إن العبرة في دخول الأشهر الشرعية هي الرؤية الصحيحة المنفكة عما يكذبها بُعَيْد مغيب شمس يوم التاسع والعشرين، ولا عبرة بكِبَر حجمه وتبدره في دخول الشهر.