عبَّر عدد من أهالي محافظة عفيف عن استيائهم من الحالة المزرية التي وصل لها مستشفاهم الوحيد الذي يقدم خدماته لأكثر من 100 ألف نسمة، بالإضافة لآلاف المسافرين من الحجاج والمعتمرين والمصطافين، حيث إن المحافظة تقع على خمسة طرق تخترق المملكة شرقاً وشمالاً وغرباً وجنوباً، ويستقبل مستشفاها عشرات الحالات. واشتكى ل"سبق" بعض الأهالي مدعّمين شكواهم بصور التقطوها بهواتفهم من داخل المستشفى، وتظهر بعض الملاحظات السلبية التي تتطلب وقفة جادة من إدارة المستشفى، والدعم والمتابعة المستمرة من وزارة الصحة.
وقال زبن العتيبي: إن عاملات النظافة في المستشفى تركن عملهن الأساسي، وتحوّلن لبائعات مستلزمات نسائية على المنوّمات، كما حولن سقف المستشفى لمستودع لبضائعهن، ويؤكّد ذلك بصورة التقطها بجواله وزوّد "سبق" بها.
وأكد سعد القسامي كلام العتيبي قائلاً: "هذا الأمر أصبح يعرفه كل من مرت إحدى قريباته بأقسام التنويم في المستشفى، وذلك على حساب العمل المكلفات به بالمستشفى، بل تكون الأولوية في الخدمة من قبل تلك العاملات لمن يشتري منهن أيضاً".
وقال مواطن آخر أُدخلت زوجته التنويم بالمستشفى في وقت سابق، وتحتفظ "سبق" باسمه: إنه اشترى مكيفاً للغرفة التي ترقد فيها زوجته؛ بسبب سوء التكييف في المستشفى، مضيفاً أنه ليس الوحيد الذي لجأ لذلك، بل إن كثيراً من ذوي المرضى والمنومين يلجؤون لشراء المراوح والمكيفات على حسابهم الخاص لمرضاهم، بعد أن أصبحت غرف التنويم في المستشفى بلا تكييف.
أما ما يرعب النساء الحوامل في عفيف فهو عيادة أمراض النساء وقسم التوليد بالمستشفى، فالحديث فيها أصبح ذا شجون بين أوساط نساء عفيف؛ فمن الأخطاء الطبية المتكررة، إلى سوء تعامل الممرضات مع المنومات داخل غرفة الولادة، إلى كثرة الزحام في العيادة؛ مما جعل بعض الأهالي يتجهون بزوجاتهم للمستوصفات الخاصة بعد أن فقدوا الثقة في ذلك القسم.
وأصبح شبح الوفاة أثناء الولادة ضمن احتمالات النساء أثناء ولادتهن بمستشفى عفيف، خاصة بعد وفاة إحدى الحوامل بخطأ طبي في بداية شهر رمضان الماضي، وهي ليست الحالة الأولى، بحسب كلام الأهالي، التي يتوفاها الله أو تنجو بلطف من الله بعد أن أوشكت على الهلاك؛ بسبب خطأ طبي في المستشفى.
وذكر طامي أبو ثنتين وعبدالله العتيبي ونايف القرشي وخالد ناشي أنهم كعشرات الأهالي أصبحوا لا يثقون في قسم التوليد بالمستشفى بعد تكرّر الأخطاء المميتة أثناء العمليات في هذا القسم، مضيفين أنهم كغيرهم من أهالي عفيف يراجعون بزوجاتهم لدى أطباء في المستوصفات الخاصة، كما جرت الولادة في مستشفيات محافظات ومناطق مجاورة.
وأكدت طبيبة أمراض نساء وتوليد بأحد المستوصفات الأهلية بعفيف، والتي طلبت عدم الكشف عن اسمها، أن كثيراً من مراجعي العيادة يطلبون تقارير طبية من واقع ملف المتابعة، ويؤكدون أنهم يعتزمون الولادة في الرياض أو القصيم أو الدوادمي بعيداً عن مستشفى عفيف، خاصة في حال الحاجة لعملية قيصرية.
وطالب الجميع وزارة الصحة بإحداث مستشفى للولادة بالمحافظة يكون مستقلاً ومدعماً بكوادر مؤهّلة وأجهزة حديثة؛ تماشياً مع سياسة الحكومة الرشيدة تجاه أبناء الوطن.
وعلمت "سبق" من مصادر مطلعة بمستشفى عفيف أن المستشفى يعاني من نقص في بعض الكوادر الطبية في أقسام العظام والنساء والولادة وأمراض القلب والكلى واختصاصيي أوعية دموية وأمراض قلب، بالإضافة لنقص في بعض التجهيزات والعدد الطبية، خاصة المتعلقة منها بعمليات وجراحة العظام، مما حدا بالمستشفى لتحويل الحالات التي ترد إليه خلال الفترة الماضية لمستشفيات مجاورة.
وكانت المحافظة قد حظيت قبل عامين باعتماد إحلال مستشفى للمحافظة ورفع الطاقة الاستيعابية من 100 سرير إلى 200 سرير على أن يكون ذلك في ميزانية العام الجاري، وهو الأمر الذي لم يُنفذ حتى الآن.