بعد ركود دام ثلاثة أشهر بسبب الإجازة.. انتعش سوق القرطاسيات المدرسية، ومحال الخياطة النسائية والملابس الرياضية، تزامناً مع انطلاقة العام الدراسي الجديد 1432/ 1433ه غداً. وفي جولة استطلاعية قامت بها "سبق" على محال في منطقة عسير؛ لرصد انطباعات الأهالي عن الأسعار، قال المواطن علي مسعود الشهراني: إن أسعار المستلزمات المدرسية من دفاتر وأقلام ومساطر وشنط مدرسية، زادت عن العام الماضي بنسبة ترواحت بين 10 إلى 15 %، فيما شهدت أسعار مراييل البنات الجاهزة زيادة بواقع عشرة ريالات. وطالب الشهراني بتفعيل جمعية حماية المستهلك والنزول إلى الميدان، لوقف جشع التجار، سواءً في زيادتهم للأسعار أو جلبهم بضائع سيئة ورديئة. وزاد: ما ذنب الأسر ذات الدخل المحدود أو التي لا عائل لها. المواطن محمد جابر عسيري، وهو من سكان محايل عسير، قال: إن لديه ثلاثة أبناء في المرحلة الابتدائية وابنتين إحداهما في المرحلة الابتدائية وأخرى في المرحلة المتوسطة، ويضطر لإنفاق ما يقارب ثلاثة آلاف ريال لمواجهة غلاء الأسعار في المكتبات والوفاء بمتطلبات أبنائه وبناته، بدءاً من الأحذية المدرسية والحقائب والدفاتر والملابس الرياضية وتفصيل المراييل لدى مشاغل الخياطة؛ مما يجعله يلجأ غالباً إلى الاستدانة، كونه ليس من أرباب العمل، ويعتمد بعد الله على إعانة الضمان الاجتماعي. وفي المجاردة وبارق، تهافتت الأسر على شراء المستلزمات المدرسية من المكتبات الصغيرة وبعض المحال التجارية التي عدلت من نشاطها؛ للفوز بنصيب من كعكة سوق الاحتياجات المدرسية، وقال المواطن أحمد محمد البارقي: إنه فوجئ بمحل تجاري للمواد الغذائية يبيع حقائب مدرسية، فضلاً عن ماركات رديئة في ظل غياب الرقابة. وأشار إلى أن محال الملابس الرياضية زادت أسعار البدلات الرياضية بنسب تترواح من 15 – 20 ريالاً للبدلة الواحدة. ورصدت "سبق" في محافظات عسير إقبالاً كبيراً على مشاغل حياكة الملابس النسائية، وتراوح سعر تفصيل المريول المدرسي من 60- 120 ريالاً حسب الموديلات المختارة، بينما توقّفت العديد من المشاغل عن استقبال الطلبات الجديدة، نتيجة الضغط الذي يسبق بدء الدراسة. بدوره، رأى المشرف التربوي علي حسن الشهري أن الأفضل من أولياء الأمور تأجيل شراء أغلب المتطلبات المدرسية لحين بدء الدراسة؛ للتأكد من أنها مطلوبة من جهة، والمساهمة للتخفيف من زحام الأسواق من جهة أخرى. وقال: لا بد أن نغير من عادة الشراء المحموم للأدوات المدرسية قبل موسم الدراسة بالأيام القليلة بإستراتيجية جميلة، وهي شراء الأساسيات فقط مع انتهاء الموسم الدراسي، وبقاؤها لحين بدء الدراسة، والأغلب أنها لا تتغير، بعدها تعود الأسعار لطبيعتها؛ لكون الأسبوع الأول من الدراسة هو نقطة التحول التي يسعى من خلالها التجار لإحكام القبضة على الأسر بمختلف مستوياتها والرفع المبالغ فيه للأسعار والإجبار على ذلك. من جهة أخرى، تبذل جمعيات البر الخيرية في جميع المناطق ومحافظاتها جهوداً كبيرة؛ لمساعدة العديد من الأسر الفقيرة والأيتام من خلال تنفيذ مشروع الحقيبة المدرسية للطلبة المحتاجين من كلا الجنسين؛ للتخفيف من وطأة الأعباء المالية التي تعاني منها بعض الأسر، ولذلك تقوم الجمعيات مع بدء العام الدراسي بالتبرع بالكثير من المتطلبات التي تهم الأبناء والبنات على حد سواء.