أعادت شجاعة منقذة أطفال حضانة مستشفى جازان العام الممرضة أميرة إسماعيل، أمس، للأذهان شجاعة حارسة الأمن "وداد كليب العطوي"، التي أنقذت سبع منومات بعد أن اندلع حريق في قسم التنويم بمستشفى محافظة البدع بمنطقة تبوك، العام الماضي؛ ليثبتا كفاءة المرأة السعودية. وإن اختلف حجم الكارثة؛ إلا أن القاسم المشترك في الحادثتين هو شجاعة المرأة السعودية -دون التقليل في حق الرجل بالتأكيد- التي أثبتت أنها على قدر عالٍ من الأمانة والإخلاص، وأن الشجاعة والإحساس بالمسؤولية لا يمكن أن يُحتكر في جنس دون آخر، وأن حقيقة عاطفة المرأة هي مَن تقودها دائماً للإقدام بأن تضحي بنفسها في سبيل من حولها.
ففي حادثة حريق مستشفى البدع -التي نشرتها "سبق" في حينها- تمكنت حارسة الأمن "وداد العطوي" -بعد توفيق الله- من إنقاذ سبع منومات، بعد أن اندلع حريق في قسم تنويم النساء، وطال دخانه أرجاء المستشفى، وأصيبت على إثرها بحالة اختناق، بعد أن نجحت في إخلاء المنومات، وقد تفاعل وزير الصحة السابق مع قصتها بعد ساعات من نشر "سبق" لها، ووجّه بتكريمها؛ حيث تَمّ تقديم مبلغ 50 ألف ريال ووظيفة رسمية لها؛ في نفس المستشفى وشهادة شكر؛ تقديراً لدورها البطولي.
وتأتي كارثة حريق مستشفى جازان العام؛ لتؤكد أن المرأة السعودية التي مثّلتها الممرضة أميرة إسماعيل، بعد أن جازفت بنفسها لإنقاذ 7 أطفال من الحضانة؛ رافضة هي وزميلاتها ترك المكان المرعب؛ برغم أنها تدرك خطورته؛ حيث لا يلام الفارّ منه بحثاً عن النجاة لضخامة الحادثة؛ إلا أن هذه المواقف أثبتت أهمية دور المرأة في خدمة المجتمع؛ لما تحمله من ضمير نابع من حس إنساني ووطني.