أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، خلال مؤتمر صحافي عقده في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، أن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإعمار مكة، الذي يشمل تطوير الأحياء العشوائية، ومخطط إدارة التنمية الحضرية، ومعالجة أوضاع ازدحام الحركة المرورية والمشاة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، سيكون مشروعاً وطنياً وإنسانياً وعمرانياً وأمنياً, وسيقضي على مشكلة ازدحام العاصمة المقدسة . وأوضح أن شركات كبرى ستساهم في هذا المشروع العملاق، مؤكداً أن عدد الشركات التي ستدخل في هذا المشروع لم تكتمل حتى الآن، ومشيراً إلى أنه سيتم دعوة جميع الأجهزة الحكومية عقب عيد الفطر المبارك للتعريف بالمشروع .
وأبان أمير مكة أن القطاع الخاص سيسهم بشكل فعال في تمويل المشروع، بجانب ما تقدمه الدولة، قائلاً: أتمنى أن تنتهي الطرق الدائرية الأربعة التي تأتي ضمن المشروع قبل مضي خمس سنوات من الآن". وأضاف أن هذا المشروع هو تتويج للخطة العشرية التنموية للمنطقة, كاشفاً أن هناك دراسة سيقوم بها المشروع تهدف إلى تعدد أدوار الطواف بالحرم المكي الشريف، وستعرض على أنظار خادم الحرمين الشريفين بعد مضي ستة أشهر من الآن .
وأكد الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الذي عقده مساء أمس السبت، في مقر شركة الشامية بمحافظة جدة، أن هذا المشروع الضخم الذي وافق الملك على تنفيذه، سيضع العاصمة المقدسة في مكانها الطبيعي كرمز للدين الإسلامي العظيم بحضارته العبقرية، ونواة تدور حولها أجساد وقلوب أكثر من مليار مسلم في شتى أصقاع الأرض، وترنو إليها أعينهم وتهفو نفوسهم.
وبيّن أن الهيئة بدأت العمل على دراسات المشروع بعد أن وجّهها خادم الحرمين الشريفين بدراسة الحركة المرورية وحركة المشاة، وإيجاد حلول عصرية لتسهيل تنقل المسلمين من وإلى الحرم.
وأشار إلى أن المشروع يضع حلولاً وطرقاً لمعالجة الأحياء العشوائية في مكةالمكرمة، تتمثل في: التطوير الشامل للأحياء العشوائية بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وإيجاد سكن بديل يستوعب المنقولين من الأحياء العشوائية، ومعالجة الأوضاع الاجتماعية لسكان الأحياء العشوائية من خلال الدراسة والتقصي لأوضاعهم الحياتية والاجتماعي.
ولفت أمير مكة إلى أن المخطط يأخذ في الاعتبار جوانب مهمة جداً، أبرزها: اعتبار المنطقة المركزية في مكةالمكرمة هي المنطقة المحصورة داخل نطاق الطريق الدائري الثالث، إذ من المقترح أن تخضع تلك المنطقة إلى جانب منطقة العزيزية لاشتراطات عمرانية خاصة من حيث الارتفاعات والكثافة السكانية، وتوزيع الاستخدامات، والتأكيد على فكرة إنشاء تجمعات عمرانية كاملة المرافق والخدمات على مداخل مكةالمكرمة، لتخفيف الضغط على الكتلة العمرانية فيها، مع ربط تلك الضواحي بوسائط نقل جماعي متعددة وذات كفاءة عالية تحقق القرب الزمني لتلك التجمعات.
وأضاف: "يأخذ المخطط في اعتباره، كذلك، تقديم مجموعة من المقترحات في مجال الطرق والنقل، تتمثل في استكمال الطرق الدائرية والإشعاعية والرئيسة التي تخدم منظومة النقل بمكةالمكرمة، واقتراح مسارات لخطوط السكك الحديدية الحضرية والإقليمية، في ظل الحاجة الماسة لتوجيه مشاريع التنمية والتطوير في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وفق مخطط مدروس".
وبيّن أن مشروع خادم الحرمين الشريفين لإعمار مكة، ينطلق إلى وضع حلول جذرية وعملية لازدحام الحركة المرورية والمشاة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمنطقة المركزية، وشارك في إعداد دراساتها 12 جهة.
وقال: "لسرعة تطوير شبكات الطرق والنقل، تم الاتفاق مع الجهات ذات العلاقة خلال الاجتماعات المنعقدة على وضع أولويات الشبكة وتنفيذها على النحو الآتي: استكمال الطرق الدائرية 1، 2، 3، 4، وإيجاد محاور إشعاعية جديدة في الاتجاهات الجغرافية الأربعة تصل منطقة الحرم بالمداخل الإقليمية والطرق الدائرية لسرعة تفريغ المسجد الحرام".
ولفت إلى أن من أولويات حلول شبكات الطرق أيضاً، تنفيذ مسارات السكك الحديدية الحضرية على مسار الطريق الدائري الثالث، وربطها بمسار قطار المشاعر المقدسة وقطار الحرمين، وإنشاء مواقف متعددة الوسائط تعتمد على منهجية نظام إدارة الحركة: "اترك سيارتك/ استقل النقل العام"، ويجري توزيعها عند تقاطع محاور الطرق الإقليمية مع الطرق الدائرية بسعة محددة لكل موقف، بناء على الحركة المرورية القادمة، ويربط هذه المواقف مسارات للنقل العام بالسكك الحديدية والحافلات من خلال مسارات إشعاعية تصل المنطقة المركزية بالمواقف ومسار دائري لتوزيع الحركة بين المسارات. الجدير بالذكر أن هذا المشروع يأتي منسجماً مع المشروع الذي وضع خادم الحرمين حجر أساسه، والخاص بتوسعة الحرم، ليشمل هذا المشروع توسعة وتحسين وتطوير شامل للعاصمة المقدسة ووسائل النقل بأحدث الطرق العصرية .