وجَّه أهالي محافظة حفر الباطن نداء للمسؤولين؛ لتحقيق حُلْمهم في افتتاح جامعة؛ من أجل أن يجد أبناؤهم وبناتهم فرصاً في التعليم الجامعي، خاصة أن أعدادهم تتزايد عاماً بعد آخر حتى وصلت إلى 5 آلاف طالب وطالبة، فيما لم تتجاوز نسبة قبولهم في جامعة الدمام 30% من خريجي الثانوية العامة. وقال الأهالي ل"سبق" إنهم يراجعون جامعة الدمام منذ ظهور النتائج الجامعية؛ على أمل الالتقاء بأي مسؤول؛ لاستيضاح الأمر ومعالجة هذه المشكلة التي باتت تؤرقهم، ولاسيما أن الجامعة اكتفت، وكذلك جامعة الملك فيصل، بمكتب بحفر الباطن يديره عدد قليل من الموظفين دون أدنى صلاحية لهم. وتقول الطالبة نوف الشمري: "أنا إحدى العشر الأوليات على مستوى المحافظة، ونسبتي الموزونة تزيد على 71%، ولم يشفع تفوقي في دخول الكلية؛ وذلك لعدم استطاعتي تنشيط طلب القبول وفتح موقع الجامعة، خاصة أنني أرسلت فاكساً لعمادة القبول؛ لبُعد المسافة، وتوقعتُ أن تفوقي يشفع لي، ولكن للأسف قوبل طلبي بالرفض". وأضافت "ذهب أخي لعمادة القبول بالمنطقة الشرقية، وظل ينتقل من مبنى لآخر على أمل الموافقة على قبولي واستلام أوراقي، ولكن للأسف رجع بخُفَّيْ حُنَين". وناشدت الطالبة نوف المسؤولين معالجة الوضع قائلة: "نحن نعيش ظروفاً نفسية لحرماننا من أبسط حقوقنا، ألا وهو العلم". أما نورة الماضي فقد اجتهدت للحصول على تقدير 100%؛ لخوفها أن يكون مصيرها كمصير أخواتها الكبيرات اللاتي لم يحالفهن الحظ في القبول بجامعة الدمام، وأُجبرن على البقاء في المنزل؛ لظروفهن المادية، وعدم استطاعتهن الانتساب برسوم بجامعة الفيصل في الأعوام الماضية. وتقول نورة: فوجئت بأن معظم المقبولات من بنات الشرقية، ممن لم يُقبلن في الجامعات؛ فزاحمن بنات حفر الباطن! أما أماني ونادية ومعالي وابتهال فيتساءلن عن تصريحات المسؤولين بوزارة التعليم العالي حول المقاعد الشاغرة؛ فكلية حفر الباطن الوحيدة أغلقت أبوابها أمام أكثر من 2000 خريجة هذا العام، ومسلسل المعاناة مستمر منذ سنوات. وناشدن خادم الحرمين فتح جامعة بحفر الباطن؛ لتستوعب أعداد الخريجات ونَيْل شرف العلم، وقُلْن: "تعبنا من تبعية جامعة الدمام، وقبلها جامعة الملك فيصل، طوال السنوات الماضية؛ فالأعداد محدودة، والتخصصات عفا عليها الدهر وشرب، والمباني سيئة وقديمة". وأكد المواطن النوري اللغيصم أنهم مقبلون على أزمة حقيقية، تتمثل في تراكم أعداد كبيرة من الخريجات، ومشكلة القبول في كلية التربية الوحيدة للبنات مشكلة مزمنة، وتحوّلت إلى كارثة اجتماعية ككارثة البطالة، وأفرزت كثيراً من المشاكل الأسرية والاجتماعية في ظل الأعداد المتزايدة عاماً بعد عام ومحدودية المقاعد.