تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية عملية اغتيال محافظ عدن اللواء جعفر سعد، متوعدا بتنفيذ مزيد من العمليات، بعد إقدامهم على حادثة اغتيال محافظ عدن وثمانية من مرافقيه في تفجير سيارة ملغمة استهدفت موكبه. وقال بيان لتنظيم الدولة إن التفجير تم بسيارة مفخخة مركونة استهدفت موكبه في وقت سابق من صباح أمس الأحد. وعقب الحادث أعلن مصدر في الرئاسة اليمنية أن "الرئيس هادي شكل لجنة تحقيق في الحادث، الذي أودى بحياة محافظ عدن اليوم، والكشف عن ملابساته". ووفقا لمصادر صحفية فإن الانفجار استهدف موكب المحافظ أثناء مروره قرب مبنى الاتصالات بمنطقة جولدمور بحي التواهي في مدينة عدن بينما كان في طريقه إلى مقر عمله بمدينة المعلا، وأدى الانفجار إلى مقتله على الفور، واحتراقه داخل سيارته.
مصادر خاصة كشفت ل "سبق" أن عملية اغتيال محافظ عدن ومرافقيه من قبل تنظيم داعش يعود لمخطط المخلوع صالح ومليشيا الحوثي والذي تبناه بعلاقات مع تلك التنظيمات، وتشير المصادر إلى قيام المخلوع بتشكيل خلية من أعوانه المقربين منه؛ لإدارة مخطط كبير لنشر الفوضى في المناطق المحررة من ميليشيات الحوثي، ووحدات جيشه المدحور.
وكانت "سبق" قد انفردت بنشر تقرير مفصل عن علاقة المخلوع والمليشيا بمخطط الفوضى والذي تنفذه القاعدة وداعش باتفاق مع المخلوع وزعماء مليشيا الحوثي ، وتدار العمليات من صنعاءوبيروت من قبل ثلاثة أحدهم نجل شقيقه وهو يحيى محمد عبدالله صالح الذي يقيم في بيروت.
وحسب المعلومات، فإن مدير أكاديمية الشرطة حالياً ومدير أمن محافظتي عدن وبعدها تعز سابقاً العميد عبدالله قيران، ومرافق "صالح" الخاص والعقيد عصام دويد، ويحيى صالح، هم أعضاء الخلية، ويعمل كل واحد منهم في مهام محددة.
وحسب المعلومات التي تضمنها التقرير فقد عمل الجهاز الأمني للمخلوع "صالح" على تفريخ تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، ومنح السلطات الأمريكية معلومات عن قيادات "القاعدة" التي سبق له العمل معها، وتم تصفية هذه القيادات، ومنها ناصر الوحيشي زعيم التنظيم، وشوقي البعداني أحد أبرز قيادات التنظيم في اليمن، إضافة إلى قيادات أخرى من الصف الثاني.
ويهدف المخلوع من ذلك إلى استغلال تنظيم "داعش" كورقة جديدة؛ لتنفيذ مهام لصالحه، بعد أن ظل يستخدم القاعدة كورقة ابتزاز للخارج وترهيب للداخل. وجاءت مهام العميد قيران لتوظيف "داعش" ككيان مخترَق من قبل المخلوع "صالح" وجهازه الأمني في تنفيذ عمليات إرهابية، بتسهيلات من خلايا المخلوع الأمنية الموجودة في كل المحافظات، وكانت ضمن الجهاز الأمني والاستخباراتي التابع للمخلوع وحزبه المؤتمر الشعبي العام.
وتشمل مهام "قيران" محافظة تعز التي بدأت فيها عناصر متطرفة التحرك كفرع لتنظيم "داعش"، وسبق لها تنفيذ عمليات إحراق وصلب وسحل عناصر من الجيش؛ من أجل تشويه صورة المقاومة الشعبية التي تقاتل جيش المخلوع وميليشيات الحوثي.
ويستهدف مخطط المخلوع عبر "داعش" تصفية قيادات المقاومة في الجنوب وضباط الجيش والمخابرات الذين وقفوا ضد انقلاب المخلوع وميليشيات الحوثي، سواء كانوا من متقاعدي الجيش الجنوبي أو من العاملين حالياً في صف قوات الشرعية، فيما تتلخص مهمة العقيد عصام دويد، في التواصل مع الشيوخ والشخصيات الاجتماعية في الجنوب، وتوظيف نفوذهم لصالح ذات المخطط، ومنعهم من المشاركة في تطبيع الأوضاع؛ حتى تستمر عملية الفوضى حتى في مناطق الريف خارج إطار المدن ، ويقوم "دويد" أيضاً بدعم هذه الواجهات دعماً مالياً بسيولة مالية من صنعاء أو عبر تخصيص الدعم من جهات تجارية في الجنوب موالية للمخلوع، أو تحصل على تسهيلات لأعمالها في العاصمة صنعاء؛ لربط الجهات العاملة مع المخلوع في الجنوب ببعضها عبر التمويل والتنفيذ ,وتضمن مخطط المخلوع إحداث شرخ بين فصائل المقاومة التي شاركت في تحرير عدن سيتم حسب المخطط استهداف قيادات حزب الإصلاح في الجنوب كجزء مهم من عملية تقرير المصير للجنوبيين؛ لكون وجود حزب في الجنوب مع خيار الوحدة يشكل خطراً على مشروع استعادة الدولة الجنوبية.
في ذات الاتجاه يسعى مخطط "المخلوع" إلى إثارة النعرات المناطقية، وتحديداً بين أبناء محافظتي الضالع، ولحج من جهة، ومحافطة أبين التي ينتمي لها الرئيس "هادي" من جهة أخرى، ذلك عبر خطاب مناطقي مُعادٍ للجان الشعبية التابعة للرئيس "هادي"، وتنحدر من محافظة أبين، والمطالبة بخروج هذه الميليشيات من عدن؛ لكون ارتباطها بالرئيس "هادي" يجعلها في دائرة خصوم مشروع استعادة دولة الجنوب، وأيضاً تنمية الخلافات المناطقية القديمة التي سادت الجهتين قبل الوحدة؛ بسبب صراعات أقطاب المشروع الاشتراكي السوفيتي والصيني حينذاك.
ولتنفيذ المخطط تم تحديد قائمة من القيادات السياسية والعسكرية والاجتماعية والإعلامية، ودعمها على أساس أن النشاط يصبّ في مصلحة استعادة دولة الجنوب، وهو مطلب لعدد من فصائل الحراك الجنوبي الرافضة لأية إصلاحات في النظام السياسي اليمني، ويسعى المخلوع "صالح" من هذا المخطط إلى تحويل محافظة عدن إلى ساحة لصراع متعدد الأطراف؛ لكون عدن كانت هي قلب الجنوب وتأثيرها على بقية محافظات الجنوب كفيل بزراعة الفوضى في كل مدينة جنوبية.