نجح مخرج العمل الكوميدي "قول في الثمانيات" في استدراج المشاهِد إلى حلقة جديدة مثيرة، تناولت أجواء المستشفيات، متحرراً من الرتابة والنمطية المألوفة إلى فضاء أوسع. و أبدع نجوم العمل في مضاعفة جرعات الكوميديا هذا الموسم، ولاسيما "أبو هلال" الذي عاش وضعاً مأساوياً، وذهب ضحية الأخطاء الطبية، وذلك في إسقاط قوي عن الحالة التي تعكس ظاهرة في المستشفيات السعودية. وتشخَّصت الحالة بدقة في المشهد، الذي تحوَّل فيها بطن "أبو هلال" إلى مكمن للألماس، حين نسي الجراح الخاتم الثمين، في إيحاء لحجم التسيب واللامبالاة التي تعج بها غرف العمليات. وأعطى وجود "محرز" في مشهد آخر دلالة من خلال صدمته مع ما يحدث وتبنيه دوراً سلبياً للإداري غير المدرك للمسؤولية بسبب التعيينات غير الدقيقة في المستشفى الذي يعمل به، وخضوعه تحت إمرة بروفيسور لم يكترث إلا لمصلحته الشخصية. وصوَّر "أبو هلال" بدقة عفوية المريض حينما يقع في مثل هذه المواقف، ومحاولة خروجه مستفيداً من الوضع الراهن بوجود كنز ثمين داخل أحشائه! ونجح في تحويل المشهد الجريء بسياط نقده اللاذع إلى قالب كوميدي ساخر مفجِّراً مواقف مضحكة بمعية العسيري، الذي أعطى بُعداً جديداً لشخصية "محرز" الطيبة مؤثِراً مستقبله الوظيفي على حياة الآخرين. كما أن استعادة سحر خليل "هبة" مجدداً العمل، عبر موضوع مختلف ذي صلة، ساهمت في ربط المشاهِد بالحلقات السابقة واستنباط ضرر تعيينها بأثر رجعي، الذي قضى على أقرب أصدقاء "محرز" الذي جامل الحسناء "هبة"، وهو نموذج قدَّمه العسيري ورفاقه بين عشرات النماذج في مستشفيات وزارة الصحة السعودية.