بات "العم عبدالله بن عبدالرحمن آل مهنا"، أشهر حارس مدرسة في المملكة خلال 24 ساعة بسبب أبوته الحانية، وإخلاصه في العمل، وحفاظه على سلامة طالبات الابتدائية 373 بالرياض. يقول "الحارس الحنون" في حديثه ل"سبق": "أعمل في حراسة المدرسة منذ 3 سنوات، وأسكن وعائلتي في غرفها الضيقة، وأقوم باستقبال الطالبات ومعلماتهن كل صباح، وأعمل على حمايتهن من السيارات، وأنظم حركة المرور أمام المدارس، خصوصا أن المبنى الملاصق لنا متوسطة بنات، وطوال وقت الدوام أتابع عملية الخروج والاستئذان، وعند الانصراف أمسك بيد بناتي الطالبات وأوصلهن لمركباتهن، ولا يرتاح لي بال حتى يغادر الجميع بأمن وسلام".
وأضاف "آل مهنا"، وهو من مواليد محافظة الأفلاج، ويعول خمسة أولاد، أنه منذ أكثر من عام يطلب منه الأهالي تصويره أثناء خروج الطالبات لحركته الدؤوبة، وحرصه الشديد عليهن، غير أنه يرفض؛ لأن ذلك العمل خالص لوجه الله، ولا يبتغي من الناس جزاء ولا شكورا، باستثناء الدعوات الصادقة.
وتابع: "لم أكن أعلم بالتصوير إلا في اليوم التالي من انتشار المقطع عندما أخبرني أولياء الأمور وبعض المعلمات، وكنت مسروراً لحجم الدعوات والأمنيات، ويراودني إحساس طوال اليومين الماضيين أن الله أراد لي السمعة الطيبة، والذكر الحسن بسبب رعايتي لهذه القوارير، وهي علامة خير للإنسان، تعود لإخلاصي بعملي".
وكشف العم "عبدالله" الذي لم يرزقه الله ببنات، عن أن هناك من القريبين والآباء ممن يعرف حالته الاجتماعية يفسر حبه للصغيرات بسبب عدم إنجابه بنات، قائلا: "هذا توقع خاطئ، ولا علاقة له أصلا؛ لأني سأقوم بذات الجهد والرعاية لو كنت في مدارس أولاد، وأعتبر ال900 طالبة ومعلمة في المدرسة 373 كلهن بناتي".
وحول مظاهر التكريم والوعود التي تلقاها، قال: "وعدني وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل بالتكريم، وتلقيت تكريما صباح اليوم الأحد من مدير تعليم الرياض محمد المرشد عبارة عن هدية خاصة ودرع وشهادة شكر، كما أوفت بعض الشركات بوعدها مثل (الوطنية للتوزيع، وبروتكول للعلاقات العامة، وفاعل خير، والعربية للعود، وبودل للشقق المفروشة)، في حين لم يصلني شيء من البقية الذين أعلنوا، وربما في الطريق، وبعضهم مقصدهم دعائي".
وذكر الحارس "آل مهنا" في ختام حديثه أن ابنه الأكبر "عبدالرحمن" يعمل في خدمة العملاء في أحد بنوك محافظة الأفلاج، ولا يرغب في البقاء هناك، ويبحث عن عمل آخر.