فُوجئ مستهلكون في السوق المحلية بقيام عدد من مصنعي مساحيق التنظيف بخفض وزن عبوات مساحيق الغسيل ثم رفع أسعارها بطريقة غير مبررة، كما يراها عاملون في القطاع نفسه, حيث تجاوزت تلك الارتفاعات حاجز 45 في المائة. وقالت مصادر تجارية أن إحدى الشركات الوطنية، التي تنتج نوعاً من مساحيق الغسيل المعروفة، قامت في الفترة الأخيرة بخفض وزن عبوة 25 كيلو غراماً التي كانت تُباع ب 88 ريالاً، إلى أقل من 20 كيلو غراماً؛ إلا أن السعر ارتفع إلى 135 ريالاً. ووفقا لتقرير أعده الزميل عبد الهادي حبتور ونشرته "الإقتصادية"، أشارت المصادر العاملة في القطاع إلى أن الزيادة في مواد التنظيف ومساحيق الغسيل لم تتوقف منذ أشهر، مبينة أن هناك زيادة بمعدل كل ثلاثة أشهر تقريباً, وهو الأمر الذي أربك السوق والعاملين في هذا القطاع الذين لم يجدوا مبررات واضحة لهذه الارتفاعات على حد قولهم. وبيّنت المصادر أن الشركات المصنعة عادة ما ترفع الأسعار في سلع استهلاكية ضرورية لا يمكن للمستهلك الاستغناء عنها بسهولة مثل مساحيق الغسيل وأدوات التنظيف. ولم يعطِ المهندس هيثم صالح رئيس فريق عمل منتجي المنظفات في حينها جواباً حاسماً، حول نسبة الحسم التي ستمرر إلى المستهلك النهائي، من جرّاء خفض التكاليف على المصنعين، قائلاً "نحن كشركات متنافسة لا يحق لنا التطرق إلى السعر ومحاضر اجتماعاتنا تؤكد ذلك".. إلا أنه توقع بناء على خبراته "ثبات أسعار البيع النهائية، دون أي حسم يُذكر بفعل التكنولوجيا". وبالعودة للمصادر فإن عبوات المناديل الورقية شهدت ارتفاعاً كذلك، حيث عمدت إحدى الشركات إلى بيع كرتون المناديل ب 95 ريالاً بعد أن كان سعره 75 ريالاً فقط. وأبدى عدد من المستهلكين تذمرهم من حالة الانفلات في أسعار مساحيق التنظيف في الفترة الأخيرة واستمرار ارتفاعها، متسائلين عن الدور الرقابي لوزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك اللتين تخوضان جدالاً على صفحات الجرائد، على حد تعبيرهم، وعدم التركيز على ما يجري من تغيرات في السوق. وكانت الغرفة التجارية الصناعية في جدة، قد أكدت في وقت سابق أن خطوة مُصنعي مساحيق التنظيف ستعود بالفوائد على المجتمع من استخدام المنظفات المركزة، وأن هذه الخطوة شجعت غرفة جدة للدعوة لتبني المبادرة في السعودية، حيث تؤكد الدراسات البيئية التي أجراها الاتحاد الدولي لمصنعي المنظفات أن تنفيذ هذه المبادرة في البلاد، من المنتظر أن يؤدي إلى توفير طاقة تسمح بإنارة مدينة تعداد سكانها مثل منطقة القصيم لمدة شهر.