تباينت ردود الافعال بين المستهلكين ومصانع مساحيق الغسيل، حول تخفيض بعض عبوات المنتجات، ففي الوقت الذي اكد فيه متعاملون في السوق على ان هناك تراجعا في جرامات مساحيق منظفات الملابس ، اكد مسؤولو مبيعات إلى ان التراجع في الاوزان يعود إلى ان المنتج اصبح اكثر تركيزا، والكميات التي كانت تستخدم اصبحت اقل من السابق بفضل الاضافات التي دخلت في عمليات تصنيع المنتج. وفي الوقت الذي اعتبر المستهلك ان التلاعب بالكميات هو عملية رفع للاسعار بشكل مستتر، أكدت جمعية حماية المستهلك ان ما يحدث من تقليل الكميات وثبات السعر هو تجاوز وغلاء في الأسعار لا يرضي الجمعية ولا المستهلك. ويقول أبو علي “ مستهلك” : نعم من الملاحظ تم تصغير العبوات في بعض أنواع مساحيق الغسيل وكأنه اتفاق مسبق بين المنتجين على محاربة المستهلك، والذي اعتبره من وجهة نظري نوعا من التحايل و الاستغلال، وهو ارتفاع للاسعار ولكن بشكل مستتر، وبطريقة غير مباشرة ونحن كمستهلكين نطالب وزارة التجارة أن تنظر في هذا الأمر وإعادة العمل بالعبوات السابقة أو تخفيض الأسعار. وأضاف: إن سعر عبوة مسحوق غسيل «ذكر نوعا شهيرا من المساحيق» كان في السابق 160 جراما و أصبح الآن حجمه 120 جراما، والسعر ثابت بريالين حتى الآن، مع أن العبوة تراجع وزنها 40 جراما، وهذا الأمر ينطبق على بقية الشركات المنتجة من حيث تخفيض مقدار العبوة وثبات السعر السابق.وردا على سؤال حول ما تقوله الشركات من ان المنتجات اصبحت اكثر تركيزا، رفض تأكيد ذلك قائلا : وان كان ما تدعيه الشركات صحيحا، فإن المقادير التي اعتادت عليها ربة المنزل ستظل كما هي ، ولن يكون هناك اقتصاد نظرا لقوة المنتج على حد ادعاء الشركات المنتجة. من جانبه يشير حميد محمد «بائع سوبر ماركت» إلى أن المستهلك يتذمر من هذا المنتج الجديد وخصوصا ربات البيوت كونهن الاكثر تعاملا مع مساحيق الغسيل، ويشرن الى ان ما حصل لعبوات الغسيل من تقليص في الاحجام وثبات في الأسعار لم يكن إلا مجرد خدعة لا اقل ولا اكثر. واضاف: الكثيرون يرمون باللوم علينا من هذا التراجع في حجم العبوات، مؤكدا ان احدى عبوات المساحيق تراجع وزنها إلى 1.5 كيلو بعدما كان كيلوين وبنفس السعر. ومن جانبه أكد تركي بن معمر مدير العلاقات العامة في «بروكتر وجامبل» أن انخفاض حجم العبوة في مساحيق الغسيل جاء نتيجة لاستخدام الشركات المنتجة لتكنولوجيا جديدة في إنتاج مساحيق الغسيل بحيث تستطيع ربة البيت استخدام مقدار اقل من المسحوق ليعطيها نفس النتيجة التي كانت تعطيها الكميات الأكبر من المقادير سابقا، أي أن المنتج حاليا أكثر تركيزا من ذي قبل وفاعليته في التنظيف أكثر. مشيرا إلى أن هذه التكنولوجيا ظهرت في كل الشركات المنتجة للمساحيق والمنظفات مضيفا أن 4 أكواب من العبوة القديمة تساوي 3 أكواب من العبوة الجديدة المركزة . وتساءل قائلاً: لماذا ينظر المستهلك إلى المنتج الجديد على انه ارتفاع في السعر مع أن الحقيقة خلاف ذلك؟ مؤكدا أن المستهلك لو نظر إلى التركيز والفعالية العالية للمنتج الحالي لوجد أن السعر مساو مع القدرة على الغسيل. من ناحيته طالب عبد الرحمن الشايع مسؤول العلاقات العامة في جمعية حماية المستهلك هيئة المواصفات والمقاييس بان تضع سعرا بالوحدات أي أن يكون هناك سعر موحد لكل جرام ولكن بطبيعة الحال ما هو حاصل الآن من تصغير للعبوات مع الاحتفاظ بنفس السعر القديم يعد تجاوزا وغلاء في الأسعار لا يرضي الجمعية ولا المستهلك، مشيرا إلى أن جمعية حماية المستهلك لا تتدخل في الأسعار كما يظن الكثيرون من المستهلكين بل إنها منظمة مجتمع مدني يقتصر دورها على الإرشاد والتوجيه والتثقيف للمستهلكين ومناصرة قضاياهم من اجل الارتقاء بالثقافة الاستهلاكية والشرائية لدى المستهلك من كافة الشرائح الاجتماعية ، وأضاف: إننا نعد المستهلك بتقديم المزيد من البرامج التثقيفية لتوجيهه إلى الطريقة الصحيحة، مستدركا أن الجمعية تسعى جاهدة لحماية المستهلك مع أنها لم تقم بعملها الحقيقي إلا منذ 4 اشهر فقط.