يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- فعاليات الملتقى الثالث للجودة الذي تنظمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة خلال الفترة من 4 إلى 6 /11/1432ه، بالتعاون مع مركز الملك فهد بن عبدالعزيز للجودة, وتستضيفه غرفة الشرقية. أكد عبدالمحسن بن محمد اليوسف مدير عام الإدارة العامة لضبط الجودة بالهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة رئيس اللجنة العليا للملتقى الثالث للجودة على دور الملتقى في نشر وتعزيز ثقافة الجودة، ونشر الوعي بها والعمل على دعم تطبيقات الجودة وتبني مفاهيمها وأسسها في جميع الأعمال والخطط التنموية لتحسين جودة المنتجات والخدمات ورفع مستوى الأداء ودعم الاقتصاد الوطني.
أوضح اليوسف الأهمية البالغة التي تحتلها الجودة في عالمنا المعاصر، حيث لم تعد محل اهتمام المنظمات الاقتصادية فحسب، بل أصبحت في ظل التطورات العالمية المتسارعة وانفتاح الأسواق, وثورة المعلومات, وحدة المنافسة, هدفاً وطنياً يحظى بالأولوية في استراتيجيات جميع الدول. وقال: برزت الجودة في مقدمة اهتمامات المنظمات الدولية التي تعمل على تنسيق الجهود الهادفة لتحديد المعايير الدولية للجودة والتنسيق فيما بينها والاعتراف المتبادل بالشهادات الوطنية التي تتماشى مع الدولية منها، وغير ذلك من جهود تهدف للارتقاء بمستويات الجودة ونشر الوعي بها، بما يسهم في دعم التعاون الاقتصادي وتيسير التبادل التجاري بين الدول وتقليص الحواجز الفنية والجمركية, تطبيقاً لاتفاقيات منظمة التجارة العالمية، وبخاصة اتفاقية العوائق الفنية (TBT).
وكشف رئيس اللجنة العليا للملتقى أن الهيئة قامت بتطبيق مجموعة من الإجراءات المهمة التي تهدف إلى تشجيع الالتزام بالجودة، من بينها تطبيق لائحة علامة الجودة وشهادة المطابقة وبرامج الاعتراف المتبادل، حيث يجري خلالها تشجيع المنشآت الوطنية التي تقوم بتطبيق المواصفات القياسية السعودية واللوائح الفنية بوضع علامة الجودة على إنتاجها، مما يكسبها الثقة في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن عدد المصانع التي حصلت على علامة الجودة حتى الآن بلغ (258) مصنعاً من داخل المملكة وخارجها. وقال إن الهيئة تعمل على أهمية وضرورة التزام جميع المنتجات المستوردة من الخارج بتطبيق المواصفات القياسية عن طريق برامج الاعتراف المتبادل بهدف حماية المستهلك من السلع الرديئة والضارة بالصحة.
وبين أن الهيئة تحتضن اللجنة السعودية للاعتماد التي تقوم باعتماد المختبرات العاملة في مجال الفحص والاختبار والمعايرة، بعد التأكد من دقة نتائجها واستيفائها لجميع المتطلبات الواردة في الأدلة الدولية الصادرة في هذا المجال، وقد تم حتى الآن اعتماد (44) مختبراً، إضافة إلى اعتماد جهات التفتيش، وستعمل على اعتماد جهات منح الشهادات قريباً. وأشار اليوسف إلى أن الهيئة تقوم بدور فعّال في نشر ثقافة الجودة والتعريف بنظم إدارة الجودة وترسيخ وتعميق هذه الثقافة في المنشآت الوطنية، حيث قامت الهيئة (مؤخراً) بمنح شهادات الأيزو (9001 / 2008) لنظم إدارة الجودة لبعض القطاعات الحكومية، مثل إدارة حرس الحدود بوزارة الداخلية، وإدارة التموين بوزارة الصحة, وغيرها بالإضافة إلى منح هذه الشهادة لبعض منشآت القطاع الخاص.
وأضاف اليوسف: يوجد لدى الهيئة العديد من الطلبات للحصول على هذه الشهادات, ولا تزال قيد الدراسة والبحث. وأوضح أن الهيئة ستقوم في المرحلة القادمة بمنح شهادات نظم الإدارة الأخرى مثل الأيزو (14001) نظم إدارة البيئة والأيزو (22000) نظم سلامة الغذاء والأيزو (27000) نظم أمن المعلومات، وكل ذلك يهدف للتوافق مع أحدث المواصفات والمعايير الدولية. ولفت إلى أن جهود الهيئة توجت بإنشاء جائزة الملك عبدالعزيز للجودة، التي تهدف إلى تبني مبادئ وأسس الجودة الشاملة وتطبيقها, وكذلك العمل على رفع مستوى الجودة في القطاعات الصناعية والخدمية وتفعيل التحسين والتطوير المستمر, وتكريم أفضل المنشآت ذات الأداء المتميز، والتي تحقق أعلى مستويات الجودة على مستوى المملكة، وزيادة فاعلية مشاركة المنشآت الوطنية في بناء وخدمة المجتمع.
وأعرب اليوسف عن أمله في أن يسهم الملتقى الثالث للجودة في التوصل إلى نتائج إيجابية وبناّءة، من شأنها تعزيز ونشر ثقافة الجودة والاستفادة من أفضل الممارسات الدولية والتجارب الناجحة، ودفع عجلة التقدم والنمو وصولاً إلى التميز المنشود وتحقيق الريادة إقليمياً وعربياً ودولياً، خاصة أن هناك مشاركين من بعض دول العالم والدول العربية. وفي سياق متصل، دشَّن محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة نبيل بن أمين ملا الموقع الإلكتروني الخاص بالملتقى الثالث للجودة. أكد محافظ الهيئة أن الموقع أتاح عملية التسجيل للمهتمين بقطاع الجودة من داخل وخارج المملكة بكل سهولة ويسر. وبين أن الموقع يتيح لزواره التعرف على أهداف ومحاور الملتقى ومواعيد الفعاليات، والمتحدثين في الفعاليات وورش العمل المصاحبة له, كما يقدم تعريفاً بالجهات المنظمة للملتقى.
وكشف ملا أن الملتقى سيتناول العديد من المحاور المهمة مثل "الاتجاهات الحديثة في نظم الجودة والاعتماد" ومحور "تطبيقات الجودة", إضافة إلى محور "جوائز الجودة والتميز", والمحور الأخير هو "ثقافة المؤسسات وتحسين الأداء المستمر" إلى جانب طرح الكثير من أوراق العمل المتعلقة بتطبيقات الجودة وعرض أفضل الممارسات والتجارب الناجحة في الجودة والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة.
وبين محافظ الهيئة أن الملتقى سيستضيف متحدثين من أمريكا وفنلندا, تركيا, وماليزيا, إضافة إلى خبراء من مصر وسوريا والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومن المملكة العربية السعودية, موضحاً أن الملتقى يستهدف جميع الفئات من الجهات الحكومية والقطاع الخاص, والجهات التطوعية, والتربوية والأكاديمية, والجمعيات الخيرية.
وللتسجيل ولمعلومات أكثر حول الملتقى يرجى زيارة الرابط التالي: www.qualityforum3.com