رفعت مبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي معدلات اللغة العربية على الشبكة العالمية "الإنترنت" لتبلغ خمسة أضعافه مقارنة بما كانت عليه عام 1429ه. ونجحت المبادرة في رفع المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت من 0.03 % في بداية عام 1429ه، إلى خمسة أضعاف، أي 1.5 % هذا العام 1432ه. واعتمدت المبادرة على عددٍ من الابتكارات الرقمية ومن أبرزها محرك البحث العربي "نبع" وبرنامج هندسة النظم المبتكرة "متاح" ، إضافة لموقع "ويكي عربي" لترجمة أهم المقالات العلمية والتقنية من موسوعة ويكيبيديا العالمية. وأسفرت جهود ومشاريع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتطوير عدة أدوات كان لها الأثر الأبرز في ارتفاع المحتوى العربي على الإنترنت، وخدمة مستخدمي شبكة الإنترنت العرب ومراكز المعلومات وقواعد البيانات. وكشفت المدينة في تقريرها السنوي عن تطوير أداة لتقدير حجم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، وبناء أنظمة ترجمة النصوص للغة العربية وتعريفه ونطقه يعرف باسم "نبع" وهو محرك بحث عربي، إضافة إلى تطويرعددٍ من المعاجم والأدوات التحليلية للمحتوى النحوي والصرفي للغة العربية. وأسست برنامج "متاح" ويتخصص في هندسة البرمجيات والنظم المبتكرة مفتوحة المصدر. وشرعت المدينة في إنشاء موقع "ويكي عربي" لترجمة أهم المقالات العلمية والتقنية من موسوعة ويكيبيديا. وقالت في هذا الصدد: مشروع ويكي عربي خطوة فائقة الأهمية لدعم المحتوى العربي الرقمي وموارد العلم والمعرفة المتاحة للقارئ باللغة العربية. في جانب آخر، تستثمر المملكة العربية السعودية في مجال تقنية المعلومات حوالي عشرين بليون دولار وتتضمن طيفاً واسعاً من مختلف المجالات البحثية والتطبيقية التي تمثل فرصة لتحقيق التقدم والتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة. وباتت تقنية المعلومات محركاً أساسيا للنمو الاقتصادي والانتاجي في عديد من دول العالم؛ إذ تسهل نقل المعلومات وإعادة توجيه القوى العاملة للعمل على ما هو أكثر قيمة، وبخاصة النمذجة الحاسوبية وتحليل البيانات وبناء قواعد البيانات التي تساهم في تقدم جميع مجالات العلوم والتقنية. وفي المملكة يعتمد أساسا الكثير من القطاعات الحيوية على تقنية المعلومات، مثل القطاعات المالية والصحية والتعليمية، إضافة لقطاع الاتصالات. وتنطلق رؤية المملكة في مجال الاستثمار في تقنية المعلومات على تعزيز قدرتها التنافسية على الصعيد الدولي، وتلبية عددٍ من الاحتياجات الخاصة بها مثل معالجة اللغة العربية وتطبيقات وبرمجة البترول والغاز وأنظمة تقنية المعلومات ذات الصلة بالحج. وتلتقي الجامعات والمراكز البحثية والهيئات الحكومية والصناعية بجهودها ضمن البرنامج السعودي للابتكار والبحث في تقنية المعلومات، ومن أبرز التقنيات التي تهتم بها المدينة في هذا المجال: الكلام واللغة، والحوسبة العلمية، والشبكات، والأنظمة الحاسوبية، إضافة إلى الأنظمة المبتكرة وهندسة البرمجيات . ونشطت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في إجراء عديد من الدراسات بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي لتأسيس برنامج وطني لبرمجيات المصدر المفتوح، يتيح للمستخدم حق النفاذ لبرنامج المصدر المفتوح واستخدامه وتغييره من غير أن تترتب عليه أية التزامات مالية أو قانونية، من أجل تعزيز البحوث العلمية والتقنية ، وفتح المجال لتطويرها. إضافة إلى برامج ومشاريع تخدم المحتوى العربي على وجه الخصوص كالتعرف الضوئي على الخط العربي، وأنظمة حاسوبية لمساعدة الطلاب على حفظ القرآن الكريم وتلاوته بشكل جيد، وتحليل الخوارزميات المستخدمة في القطاع المصرفي. وتتطلع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى حضور المحتوى العربي في الشبكة العالمية بشكل مؤثر وثري، باعتبار المعرفة ركيزة الحضارة والاقتصاد الحديث في الحقبة التاريخية الراهنة. وفي الوقت الذي لايتعدى فيه المحتوى العربي من إجمالي شبكة الانترنت " 5 .0 % "، جاءت استجابة المملكة للأولوية الملحة في إثراء المحتوى العربي وتعزيزه بعد أن كُلفت المدينة بتنفيذه. وتعمل المدينة مع عدد من مؤسسات المملكة وخارجها على تطوير أدوات إثراء المحتوى مثل المعاجم، والقواميس، ومحركات البحث، والمحللات الصرفية، وأنظمة التعرف على الكلام، وأنظمة التعرف الضوئي على الرموز، زيادة على إيجاد المضمون العربي وتحسينه. وأشار التقرير السنوي إلى انتهاء المدينة من وضع الخطة الاستراتيجة طويلة الأجل لإثراء المحتوى العربي، عبر خمسة مسارات أساسية وهي: البنية التحتية الإلكترونية، والجوانب التنظيمية، والتعريب، والثقافة الإسلامية، ومساهمة القطاع الخاص. وتنفذ المدينة حاليا عدداً من المشاريع المثرية للمحتوى العربي مثل المعجم العربي التفاعلي، ومعجم المفردات، والمقوم الآلي للنص العربي، ومعالجة الحروف العربية المطبوعة، والشفرة ثنائية الأبعاد باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب مشروع المحلل الصرفي العربي، وأنظمة التقابل الدلالي في القرآن الكريم ، والتحليل النحوي للنصوص العربية وآلية الترجمة، والنظام التعريفي للأصوات العربية ونطقها ، ومؤشر المحتوى العربي الرقمي، ونظام المكتبة الرقمية.