قالت وزارة العمل، وفق التحقيقات التي وجّه بها الوزير الدكتور مفرج بن سعد الحقباني بشأن الشكوى المقدمة من المواطن أحمد الحازمي، والتي اتهم فيها برنامج "الإصرار" بالنصب، إن الوزارة رصدت تحمّل المتسابقين مصاريف السكن والإقامة، والتأخير المتواصل وغياب تدريب التصوير، والتصوير تحت أشعة الشمس، بالإضافة إلى أن الشركتين لا تلتزمان بالتوظيف. وتفصيلاً، أوضحت وزارة العمل أنه تبين من مراجعة آليات الشركة المنتجة الموكل إليها تصوير وتقطيع وتسجيل تلك الحلقة، قبل عرضها، مع سؤال عدد من المشاركين فيها وحلقات أخرى من البرنامج عن النقاط التي أُثيرت، اتضح أن البرنامج لا يتحمّل مصاريف السكن والإقامة لأي من المتسابقين. إلا أنه، وبالرغم من ذلك، تم توجيه الشركة المنفّذة بتأمين السكن للمتسابقين من خارج المنطقة التي يتم التصوير فيها، وذلك في النسخ المستقبلية من البرنامج.
وأضافت: "كما أن بعض فقرات البرنامج تتطلب عادة من المتسابقين الحضور في الصباح الباكر حتى يتم تجهيز الإنتاج التلفزيوني للمسابقة، وغالباً ما يطرأ تأخير غير متعمّد لأسباب تقنية وفنية حيناً، أو لتأخّر وصول بعض المتسابقين أحياناً. وقد تم الطلب من فريق عمل البرنامج ضرورة السعي إلى تعديل أوقات التصوير؛ لتتناسب أكثر مع ظروف الطقس، مع الالتزام بجدول واضح ودقيق لتلك الأوقات، وفي ظل الحرص على تأمين متطلبات العملية الإنتاجية برمّتها".
وتابعت: "ما ذكره الحازمي من عدم وجود تدريب أثناء التصوير يتطابق مع الواقع؛ إذ إن الشركة المنتجة لم يطلب منها أصلاً تأمين أي تدريب، وللتوضيح، فإن ما يتم تقديمه للمتسابقين أثناء التصوير لا يتعدّى كونه جرعة إعدادية سريعة لتجهيز المتسابقين لمرحلة "المقابلة الشخصية" التي تشكّل إحدى مراحل البرنامج، وبالتالي، لم يتبيّن لفريق التحقق وجود أي خلل من حيث التزامات الشركة المنتجة، ولا تلك العارضة للمحتوى الإعلامي".
وواصلت: "من المهم التوضح أن فقرات برنامج "الإصرار"، ومن ضمنها فقرة "التحدّي"، تحت أشعة الشمس في ملعب الفندق؛ حيث يتم التصوير، تم تصميمها وتنفيذها بهدف قياس قدرة المتنافسين على العمل الجماعي وقيادة الفريق تحت الضغط. لكننا نعتقد جازمين، أن اختيار توقيت أداء "التحدّي" لم يكن موفقاً بسبب حرارة الطقس في الوقت الذي تم فيه التصوير، وقد تم التأكيد على فريق البرنامج تفادي تكرار ذلك مستقبلاً".
واستكملت: "فقرات مراحل البرنامج مصممة لإبراز مبادئ وقيم "الإصرار"، ولا يوجد أي التزام من الشركتيْن المنتجة والعارضة بتوظيف أي متسابق، وهذا ثابت بشكل لا يقبل الشك لجميع المتسابقين، من خلال نماذج المشاركة التي وقّعوا عليها بشكل طوعي وإرادي، في حين تقوم الشركة الخاصة المشارِكة في الحلقة بتوفير فرصة وظيفية واحدة فقط للفائز في الحلقة، في الوقت ذاته، يقدّم صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) دورة تدريبية وتأهيلية للمتسابقين الآخرين، بعد الانتهاء من عرض البرنامج، مع التأكيد على أنه لا يوجد أي خلل في أي التزام بهذا الخصوص".
وأكدت أن صندوق تنمية الموارد البشرية -وهو يشعر بمسؤوليته الوطنية تجاه أجيال الوطن- يستمر في تقديم خدمة البحث عن عمل ومساندة التوظيف للأخ أحمد ولكل المتسابقين في البرنامج، ولجميع الباحثين عن عمل في كل أنحاء المملكة، من خلال فروعه المنتشرة في أنحاء البلاد، وكذلك عبر عدد من البرامج والمبادرات، منها هذا البرنامج التلفزيوني الهادف الذي يحفّز المشارك والمشاهد على تنمية "الإصرار" والعزيمة لديه، ولدى شريحة شبابية واسعة ومهمة وغالية من المجتمع".
وقالت: "تود وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية، أن يتقدّموا لأعضاء لجنة التحكيم الذين تم اختيارهم لخبرتهم وكفاءتهم من مواطني هذا البلد المعطاء، بخالص الشكر والتقدير على عطائهم وجهدهم التطوّعي المجاني الكبير في برنامج "الإصرار" الذي أخذ منهم وقتاً طويلاً لخدمة هؤلاء الشباب المشاركين، والسعي إلى تعزيز قيم ومبادئ الإصرار والعزم والمثابرة لديهم".
واختتمت قائلة: "يبقى التزامنا راسخاً بالرؤية التي أفضت إلى تعاون الوزارة والصندوق مع أبرز شركات القطاع الخاص والإعلام الناجح؛ بهدف تحقيق القضية النبيلة التي تجمعنا جميعاً، وإعطاء الشباب السعودي حقّه، في إطار معايير العلم والكفاءة والنزاهة والجهد والمثابرة و"الإصرار"، إضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية العالية للشباب في سوق العمل".
يُشار إلى أن المواطن أحمد الغازي قد وجّه عدداً من التهم ضد برنامج "الإصرار" الذي يرعاه برنامج "هدف" التابع لوزارة العمل، وكشف "الغازي" عن تعرضه للنصب خلال مشاركته في البرنامج، مدعياً أن الهدف لم يكن التوظيف، وإنما زيادة المشاهدة والتلميع والفبركة، وهي الشكاوى التي تجاوب معها وزير العمل مفرج الحقباني الذي أعلن في "تويتر" عن تكليف فريق للتحقيق عاجلاً مما حصل، مؤكداً أن الوزارة ستعلن التفاصيل بكل شفافية.