بعد أسبوع من الواقعة أكد أحد المحققين في أسباب سقوط الطائرة الروسية في منطقة سيناء بمصر، أن دوي انفجار سمع في الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية، كما قالت مصادر مخابراتية إنه تم رصد محادثة إلكترونية تدعم فرضية انفجار قنبلة على متن الطائرة بعد 24 دقيقة من الإقلاع، بينما أعلن أمن المواني المصري أن إجراءات التأمين في المطارات المصرية يشهد بها العالم، ولا مبرر لتعليق الرحلات، وتعلن القاهرة، مساء اليوم، في مؤتمر صحفي نتائج ما توصلت إليه. ونقلت قناة "الجزيرة" في تقرير لها أن القناة الفرنسية الثانية ذكرت على موقعها الإلكتروني، أمس الجمعة، عن محقق قالت إنه اطلع على تسجيلات الصندوقين قوله: "إن دوي انفجار سمع في التسجيلات" ، وأضاف: "إن هذا لم يكن عطلاً في المحرك".
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قريب من التحقيق قوله: "إن تحليل الصندوقين الأسودين مع ما تم جمعه من معلومات من مكان تحطم الطائرة، وخبرة المحققين، تدفع بقوة إلى ترجيح فرضية القنبلة".
وأضاف: "تفكيك شفرة التسجيلات المتعلقة بمعطيات الرحلة، وتسجيل الأصوات الصادرة من قمرة قيادة الطائرة، يفيد بأن "كل شيء كان طبيعياً" سواء أكان على مستوى الآلات أو الأحاديث حتى الدقيقة ال24 للرحلة عندما توقف الصندوقان عن العمل بشكل مفاجئ، مما يدل على انخفاض مفاجئ جداً للضغط ناتج من انفجار".
وأوضح المصدر نفسه أن "فرضية الانفجار الناتج عن خلل فني أو حريق مستبعدة بشكل كبير؛ لأن التسجيلات -في حالة مماثلة- كانت سترصد شيئاً قبل انقطاع الاتصال، وكان الطياران سيقولان شيئاً".
من جانب آخر، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مخابراتية غربية، أن جواسيس بريطانيين وأمريكيين رصدوا محادثة بين أشخاص يشتبه في أنهم "متشددون"، تنبئ باحتمال أن تكون الطائرة قد سقطت بسبب انفجار قنبلة ربما كانت مخبأة في مخزن الأمتعة.
وقال مصدر أمريكي إن جانباً من هذه المحادثة التي تم رصدها يتضمّن تفاصيل متضاربة عن المكان الذي قد تكون القنبلة زُرعت فيه، بينما صرح مسؤول أوروبي بعد أن تلقى إفادة من وكالة مخابرات غربية، أن "نظرية العبوة الناسفة تؤخذ على محمل الجد".
وأعلن البيت الأبيض أن واشنطن لا تستبعد أي فرضية وراء سقوط الطائرة الروسية، بما في ذلك "العمل الإرهابي"، وقال أيضاً إن حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن احتمال انفجار قنبلة على متن الطائرة جاء "استناداً إلى معلومات توفرت في اليومين الماضيين".
ومن جانبها، أعلنت القاهرة، أمس الجمعة، أن المسؤول المصري عن اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادث سقوط الطائرة الروسية أيمن المقدم، سيعقد مؤتمراً صحفياً مساء اليوم السبت؛ لإعلان ما توصل إليه التحقيق حتى الآن.
وكان تنظيم "داعش" قد أعلن السبت الماضي مسؤوليته عن إسقاط الطائرة، وعاد وأكد ذلك يوم الأربعاء قائلاً إنه سيعلن كيف فعل هذا "في الوقت الذي يريد".
وأكد مدير مصلحة أمن المواني مساعد أول وزير الداخلية المصري اللواء وائل عبدالرازق، أن مطار شرم الشيخ وكل المطارات المصرية تعمل وفق معايير صارمة من قبل منظمة "الإيكاو"، المسؤولة عن معايرة أداء المطارات الدولية بجميع أنحاء العالم.
وأضاف في مؤتمر صحفي داخل مطار شرم الشيخ، أن المطار يعد من المطارات المصنفة عالمياً، وأن إجراءات الأمن فيه تخضع للعديد من الضوابط المهمة، كما أنه مراقب دولياً بشكل مستمر من خلال لجان دورية تراجع الأداء داخله.
وأوضح "عبدالرازق"، أن الرخص الدولية، يتم منحها وتجديدها كل عامين من قبل منظمة الإيكاو، لافتاً إلى أن هناك لجان متخصصة عديدة زارت مطار شرم الشيخ الدولي خلال الفترة الماضية وأشادت بمستوى التأمين والسلامة المتبع داخل صالات السفر والوصول.
وأكد مدير مصلحة أمن المواني أن جميع العاملين في مطار شرم الشيخ "هم على درجة عالية من التأهيل في مجالات التفتيش والرقابة"، بالإضافة إلى أنه يتم تأهيل رجال البحث الجنائي وأفرد الحراسة والمطافئ.
وأوضح أن هناك نقاط تأمين متقدمة موجودة أمام بوابات المطار الرئيسية لحمايته وإجراء عملية فرز لمن يدخل المطار، وأما بشأن عمليات التفتيش التي تتم للركاب قبل السفر وأثناء الوصول فإنه "يتم إجراء عمليات تفتيش دقيقة للركاب قبل وصولهم إلى الطائرة من خلال مراحل مختلفة تبدأ بتفتيش الملابس وكل ما يحمله الراكب من أدوات، ثم مرحلة لاحقة يتم خلالها سحب أي مواد أو حقائب قد تمثل وسيلة من وسائل الاعتداء على الركاب".
وفى رده على سؤال حول إجراءات تفتيش أمتعة المسافرين عبر المطار، أكد أن هناك إجراءات صارمة تعتمد على العزل التلقائي للحقائب المشتبه بها من خلال تقنية "سي تي إكس" والتحليل الطيفي والوزن الذري، ويتم التقاط صورة ثلاثية الأبعاد لها.
وتعليقاً على قرار عدد من الدول الأوروبية تعليق السفر إلى شرم الشيخ، اعتبر "عبدالرازق" أنه "لا مبرر موضوعياً لهذا القرار"، خاصة وأن إجراءات التأمين والسلامة تتم على أعلى مستوى.
يشار إلى أنه قد تحطمت طائرة تابعة شركة متروجت الروسية -وهي من طراز إيرباص أي321- يوم السبت الماضي بعد 24 دقيقة على إقلاعها من مطار شرم الشيخ، فلقي ركابها ال 224 مصرعهم، ولم تصدر بعد أي معلومات رسمية حول نتائج تحليل الصندوقين الأسودين.