لايزال لغز تحطم الطائرة الروسية في مصر مستمراً، وشهد يوم أمس موجة إجلاء للسياح الروس والبريطانيين من شرم الشيخ، فيما أفادت بيانات أحد الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، أن سقوطها تم بشكل عنيف ومفاجئ. وقال مصدر قريب من الملف في باريس أمس، إن كل شيء كان طبيعيا خلال الرحلة، ثم وفي شكل مفاجئ لم يعد هناك شيء، معتبرا أن ما حدث يؤكد الطابع الفوري والمفاجئ للحادث. وأعلن مصدر قريب من التحقيق في أسباب سقوط الطائرة أمس، أن تحليل الصندوقين الأسودين مع ما تم جمعه من معلومات من مكان تحطم الطائرة، وخبرة المحققين، ترجح بقوة فرضية الاعتداء كمسبب لسقوط الطائرة في سيناء. وأضاف المصدر -الذي طلب عدم كشف اسمه-: أن تفكيك شيفرة التسجيلات المتعلقة بمعطيات الرحلة، وتسجيل الأصوات الصادرة من قمرة قيادة الطائرة تفيد بأن كل شيء كان طبيعيا سواء على مستوى الآلات أو الأحاديث حتى الدقيقة 24 للرحلة عندما توقف الصندوقان عن العمل بشكل مفاجئ، ما يدل على انخفاض مفاجئ جدا للضغط ناتج من انفجار. واعتبر أن فرضية الانفجار الناتج من خلل فني أو حريق مستبعدة بشكل كبير، لأن التسجيلات (في حالة مماثلة) كانت سترصد شيئا قبل انقطاع الاتصال وكان الطياران سيقولان شيئا. وقالت مصادر مخابرات غربية إن جواسيس بريطانيين وأمريكيين التقطوا «دردشة» من أشخاص يشتبه بأنهم متشددون، تنبئ باحتمال أن قنبلة ربما تكون مخبأة في مخزن الأمتعة هي سبب سقوط الطائرة التي راح ضحيتها 224 شخصا، إلا أن هذه المصادر اعتبرت أن هذا الدليل ليس قاطعا وأنه لا يتوفر دليل جنائي أو علمي يدعم نظرية القنبلة. وقال أحد المصادر «لسنا في حالة يقين حتى الآن لكن هناك احتمالا كبيرا وذا مصداقية بأنها كانت قنبلة.». وأفاد مصدران على علم بالأمر إن قنبلة ربما خبئت وسط الأمتعة في مخزن الأمتعة بالطائرة. ورفض المصدران تقديم أي معلومات إضافية. وأوقفت روسيا أمس جميع رحلات الطيران إلى مصر، بتوصية من جهاز الاستخبارات. يأتي ذلك، فيما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن «هناك احتمالية أن قنبلة كانت المسؤولة عن تحطم طائرة الركاب الروسية يوم السبت الماضي في شبه جزيرة سيناء»، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. من جهة أخرى، اتفق الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين أمس على استئناف رحلات الطيران الروسية إلى مصر في أقرب وقت ممكن، وتعزيز التعاون لضمان أمن وسلامة السائحين وتعزيز الإجراءات الأمنية للطائرات الروسية.