ألقي مواطن من بيشة باللائمة علي مستشفي الملك عبدالله ببيشة؛ بسبب تأخّرهم في اكتشاف إصابة قريب له بأنفلونزا الخنازير، مفيداً أن أشخاصاً عدة خالطوا المريض المنوم بالمستشفي بعد تشخيص أولي خاطئ لأطباء المستشفي انتهى بجلطة دماغية، مبيناً أن حالته الصحية في تدهور خطير. وتفصيلاً، قال فهاد الأكلبي ل"سبق" إن قريبه حمد بن مقبل المنيعي راجع مستشفي الملك عبدالله ببيشة؛ يوم الخميس التاسع من شهر محرم الجاري؛ إذ كان يعاني من صداع شديد في الرأس وألم في الرقبة من الخلف وخمول في جسده؛ أعطي علي إثر ذلك مغذياً وأدويةً في قسم الطوارئ، مفيداً أن طبيب الطوارئ المناوب قال لقريبه المريض: "استخدم هذا العلاج وعُدْ إلى منزلك".
وأضاف: "بعد مرور يومين اضطرّ المريض للعودة إلى قسم الطوارئ، وتم تنويمه بالمستشفي بعد إلحاح من ابنه ليبقي منوماً في قسم الباطنة مع استمرار آلامه، حتى أصيب بالجلطة يوم الاثنين ليدخل في غيبوبة تامة"، مشيراً إلي أن المريض بقي في التنويم حتى مساء الأربعاء؛ حيث أحيل للعناية المركزة.
واستطرد: "وعند محاولتنا نقل المريض إلى مستشفي الملك خالد الجامعي بالرياض؛ والذي بدوره قبل حالته الصحية من قبل الإخلاء الطبي، وقبل رحلة الإخلاء الطبي بساعتين أفاد مستشفى الملك عبدالله بأن المريض يحمل فيروس أنفلونزا الخنازير، مؤكداً أنه لم يتم نقل المريض حتى الآن، متسائلاً: هل يُعقل أن يحدث مثل هذا الخطأ الجسيم؟ إذ بقي المريض في قسم التنويم العادي رغم حالته الحرجة وكثرة الزوار والمرضى الموجودين معه في نفس الغرفة لمدة ستة أيام، مع احتمال انتقال المرض إليهم عبر العدوي.
واختتم "فهاد": "نطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك الخطأ؛ لعدم تشخيصهم المرض بشكل صحيح من البداية، حتى آلت الأمور إلى تدهور صحة المريض، وإصابته بالجلطة بعد ثلاثة أيام من تنويمه".
وقال المتحدث الرسمي ب"صحة بيشة" عبدالله بن سعيد الغامدي ل"سبق" حول ادّعاءات قريب المريض وذويه: "كنا نتمنّي من ذوي المريض أن يكونوا أكثر تعاوناً لما فيه خير وسلامة مريضهم، مضيفاً أنه من خلال التقرير الطبي الذي يوضح الحالة المرضية التي كان يعاني منها المريض حمد المنيعي، ومنذ دخوله المستشفي حتي الآن تم تنويمه في قسم الباطنية يوم السبت 11/ 1/ 1437ه بشكوى صداع ودوخة؛ وكان يعاني المريض من مرض السكري والضغط ولوحظ ارتفاع في سكر الدم بلغ 220 ونسبة الحموضة في البول 3، فأعطي العلاج اللازم مع سوائل وريدية، وتم عمل أشعة مقطعية للمريض الإسعافية للدماغ في الطوارئ وكانت طبيعية؛ كذلك تم عمل أشعة الصدر والتحاليل الدموية العامة.
وأضاف: "كانت حالة المريض مستقرة يومي السبت والأحد 12- 13/ 1/ 1437ه وفي يوم الاثنين 14/ 1/ 1437ه ظهرت على المريض علامات جلطة دماغية تمثلت بشلل نصفي أيسر، مع عدم القدرة على النطق وعسرة بلع وتراجع في مستوى الوعي إلى درجة متوسطة 10 من 15، وتم إجراء تصوير مقطعي سريع للدماغ حينها؛ إذ تبين وجود منطقة ناقصة الكثافة في جذع المخ، وهي مؤشر لجلطة دماغية في طور التشكيل، أعطي المريض مسيلات الدم "إسبرين" و"بلافيكس" مع مضاد شحوم ومضاد حيوي، وتم تثبيت أنبوب أنفي معوي للتغذية بالأنبوب، واستدعاء طبيب القلب؛ حيث أعاد التخطيط، وأجرى صورة تلفزيونية للقلب، وكانت النتائج طبيعية، ولعدم توفر أسرة عناية حينها في مستشفى الملك تم إرسال أربعة طلبات تحويلات إلى أربعة مراكز طبية عليا لقبول حالة المريض، مشيراً إلي أنه تم قبول حالة المريض حمد المنيعي بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، بشرط أن ننفي "كورونا" وحمى الخنازير حسب السياسات المتبعة حالياً للقبول في المستشفيات الكبرى.
وأردف: "طلبت استشارية الصدر بالمستشفي إجراء الفحوص المعنية، وبالفعل أجريت في نفس اليوم صورة بالرنين المنغاطيسي للدماغ، وتبين وجود عدة بؤر التهابية المنشأ بالدماغ توجه إلى تشخيص التهاب دماغي فيروسي أو التهابات مناعية المزيلة لمادة الميلين كالتهاب الدماغ والنخاع المبعثرة الحاد، وحينها تم طلب إجراء فحص للسائل الدماغي الشوكي، ولكن أهل المريض رفضوا الموافقة على عمل هذا الفحص؛ حيث إن هذا الفحص يحتاج لموافقة الأهل، وكذلك رفض ذوي المريض التصوير، وفي اليوم التالي حضرت نتيجة اختبار حمى الخنازير (إيجابية) فبدأت استشارية الصدر العلاج بمضاد حمى الخنازير المعروفة، ورفض على إثرها مستشفى الملك خالد الجامعي قبول المريض مبدئياً، علماً بأن نتائج الفحوص المخبرية الأخرى سليمة وطبيعية.
واستطرد "الغامدي": "تراجع مستوى الوعي لدى المريض إلي 7 من 15، وبالفحص كان يوجد ضعف قوة حركية في الأطراف الأربعة؛ حيث نقل إلى العناية الفائقة؛ ووُضع في غرفة عزل مع عناية مكثفة بتاريخ 17/ 1/ 1437ه، وتم إجراء التصوير الطبقي، حيث أبدى وجود عدة مناطق ناقصة الكثافة بشكل احتشاءات متعددة التهابية المنشأ مبعثرة ومنتشرة في الدماغ، وفي متابعة التحاليل الدموية في العناية وُجد تدنٍّ طفيف في وظائف الكلى، وكذلك في وظائف الكبد وارتفاع في صوديوم الدم".
وواصل: "تم على إثر ذلك استدعاء استشاري الكلى؛ إذ اقترح إيقاف المضاد الفيروسي زوفيراكس، وأبدت صورة الصدر والتصوير للصدر المجزأة في العناية وجود التهاب رئوي طفيف في قاعدة الرئة اليسرى، وفي تاريخ 19/ 1/ 1437ه صباحاً أصيب المريض بقصور تنفسي"، مؤكداً أن المريض وُضع على جهاز التنفس، وتم إجراء بذل السائل الدماغي الشوكي بعد موافقة الأهل الذين رفضوا عمل هذا الفحص سابقاً؛ متابعاً: "نحن الآن في انتظار نتائج الفحوص، كما تم إعادة اختبار حمى الخنازير والنتيجة في الانتظار مزرعة الدم والبول".
واختتم "الغامدي": "المريض حمد المنيعي في الوقت الراهن حالته حرجة، ويعاني من سُبات عميق مع مرخيات عضلية، وهو موضوع على التنفس الاصطناعي، وتُقدّم له عناية مكثفة في غرفة العزل في العناية المركزة، ويتابع الإشراف على المريض فريق طبي متكامل من استشاري الكلى والقلب والصدرية والباطنية العصبية بالإضافة إلى فريق العناية المركزة".