تمكن فريق طبي وبإشراف ومتابعة استشاري الأمراض المعدية والمشرف على علاج حالات «كورونا» بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتور محمد الغامدي من إنقاذ سيدة أفريقية تعرضت للإصابة بفيروس كورونا وخلال إجراء الفحوصات اللازمة اتضح أنها مصابة أيضا بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). وفي التفاصيل، أوضح الدكتور محمد الغامدي ل«عكاظ» أن السيدة ذات العقد الرابع لم تكن تعلم أنها مصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة، عندما تم تنويمها بأعراض التهابات في الدماغ، حيث اتضح عند إجراء فحوصات الأشعة المقطعية أن لديها التهابات في الدماغ عادة لا تصيب إلا مرضى نقص المناعة، كما أن صورة الدم أوضحت أن هناك نقصا في كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية مما يدل على وجود التهاب فيروسي، مبينا أنه اتضح بعد إجراء تحاليل الدم الفيروسية أنها مصابة بالإيدز، كما أوضحت الأشعة المقطعية وجود التهابات درنية، وتم إعطاء المريضة أدوية الدرن، ولكن لوحظ تردي حالة المريضة من ناحية التنفس، وحينها تم إجراء مسحة طبية لتشخيص كورونا، وكانت النتيجة إيجابية بجانب مرض نقص المناعة المكتسبة ووجود التهابات دماغية. ولفت د. الغامدي إلى أن حالة المريضة تعد من الحالات النادرة وتعتبر تحديا طبيا حقيقيا، حيث إنها وبعد تلقيها العلاجات اللازمة وخضوعها للتنفس الاصطناعي والمضادات الحيوية ومضادات الفيروسات بدأت تتماثل للشفاء تدريجيا، وبفضل الله لم يقض عليها الفيروس رغم وجود مرض نقص المناعة وفي ذلك رسالة للأطباء بعدم اليأس ومحاولة إنقاذ الحالات المعقدة مهما كانت صعوبتها. وخلص إلى القول إن الأشخاص الذين يعانون من مرض نقص المناعة غالبا تتطور حالتهم خصوصا لو اجتمع مرضان مثل كورونا والإيدز إلا أن عناية الله تكون أقوى في إنقاذ مثل هذه الحالات.