تجمعت العشرات من خريجات الثانوية العامة مع أولياء أمورهن اليوم السبت داخل أسوار جامعة أم القرى بمدينة مكة؛ اعتراضاً على ما أسموه بالتلاعب في إجراءات القبول والتسجيل, فيما باشرت الدوريات الأمنية وفرق البحث والتحرّي الجنائي وجميع الجهات الأمنية والمسؤولين بجامعة أم القرى، وعدد من مأمورات الشرطة "سجّانات" في موقع التجمُّع والتجمهر لمنع محاولات اقتحام المبنى وتحطيم بوابات الجامعة. وعمدت البعض من الطالبات على تكسير بعض البوابات الزجاجية، مما استدعى وجود عدد من المأمورات داخل الجامعة، وحضور رجال الأمن حول البوابات بقيادة مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم بن محمد الحمزي، الذي أوضح أن الطالبات يحدثن شيئاً من الغضب والتجمع منذ يوم الأربعاء الماضي، ما استدعى حضور رجال الأمن لحفظه. وقال اللواء الحمزي: "إن حالات الانفعال التي أحدثتها الطالبات لم تصل إلى درجة التدخل المباشر، كما لم يكن هناك إصابات، وقد تم امتصاص هذه الانفعالات ولم نبلغ من الداخل من قبل المأمورات بأية حالات تستدعي التدخل، وكان لحضور مسؤولي الجامعة دور إيجابي في تهدئة الطالبات وامتصاص غضبهن وانفعالاتهن". في المقابل، أعلن وكيل جامعة أم القرى الدكتور عادل غباشي مجانية القبول في السنة التأهيلية للطلاب والطالبات، الذين لم يقبلوا بكليات الجامعة لهذا العام، اعتباراً من الساعة الخامسة من عصر يوم غد الأحد عبر الموقع الإلكتروني للجامعة. وقال الدكتور غياشي ل"سبق" عقب لقائه بطالبات لم يُقبلن في حرم الجامعة بحي الزاهر اليوم السبت: "أقسم بالله العظيم أن الجامعة قررت قبول 2650 طالباً وطالبة في البرنامج المسائي للسنة التأهيلية، منهم 1400 طالبة بحيث يدرس الطالب أو الطالبة سنة كاملة". وأضاف: "من يجتاز السنة بتقدير 2,4 وينجح في جميع المواد يتم تحويله مباشرة كطالب منتظم في كليات الجامعة", مشيراً إلى أن الجامعة قد خصصت هذا العام 18 ألف مقعد لخريجي وخريجات الثانوية العامة، ولكن أعداد المتقدمين فاقت الأعداد التي تم تخصيصها والتي شغلت بالكامل". وتابع وكيل جامعة أم القرى: "برامج السنة التأهيلية لاتزال غير واضحة بالنسبة لكثير من المواطنين"، مشيراً إلى أن الجامعة نجحت في هذا البرنامج منذ قرابة الست سنوات. ونوَّه الدكتور غباشي: "أصبح لدينا في الجامعة معيدين كانوا طلاباً في برامج السنة التأهيلية"، لافتاً إلى أن الجامعة كانت تأخذ الرسوم من الطلاب ومن ثم تبعث الأسماء إلى وزارة التعليم العالي ويأتي الإعفاء من الرسوم. ونفى الدكتور غباشي أن يكون هناك واسطة في قبول أي طالب، مشيراً إلى إن أحد أولياء الأمور أخبره أن طالبة نسبتها 78% قُبلت، وبحثت بنفسي فلم أجد لها اسماً في أي قسم من أقسام كليات الجامعة، مشيراً إلى أن جميع أعمال القبول لهذا العام تمت بشفافية ووضوح، وحتى هذه اللحظة لم نسجل نسبة تجاوز حتى لو 1%. وأوضح أن الجامعة أغلقت قبول الطالبات عند نسبة 80,8%، مشيراً إلى أن عدم قبول طالبات نسبتهن أعلى من النسبة التي أقفل فيها القبول يعود بالدرجة الأولى إلى عدم التزام البعض بالمواعيد التي حددتها الجامعة لقبول النسب حسب الشواغر المحددة. من جهته، قال مدير جامعة أم القرى المكلف بالإنابة الدكتور بدر حبيب الله إن الجامعة لم تطلب من أي طالب أو طالبة مراجعة عمادة القبول اليوم السبت، مشيراً إلى تسليمهن إشعارات تتضمن إمكانية المراجعة في حالة وجود شواغر، ولكن بعد الاطلاع على موقع الجامعة الإلكتروني ومشاهدة الشواغر الموجودة بالكليات, لافتاً إلى أن موقع الجامعة قد بين إغلاق جميع الشواغر اعتباراً من يوم الأربعاء الماضي وبالتالي أغلق القبول رسمياً. وأضاف حبيب الله: "بإمكان الطلاب والطالبات التسجيل في برامج السنة التأهيلية مجاناً اعتباراً من يوم غد الأحد من الساعة الخامسة عصراً لتسجيل أسمائهم وفق الأعداد التي تم تحديدها بعد أن قررت الجامعة قبولهم مجاناً". في الجانب الآخر، طلب أولياء الأمور والطالبات من المقام السامي ووزارة الداخلية وإمارة منطقة مكةالمكرمة التدخل وتشكيل لجنة محايدة لتقصي الحقائق التي يدعي منسوبو الجامعة البراءة منها والشفافية لكشفها, مطالبين بفتح المجال لها لكشف عدد المقبولات لهذا العام ونسب كل طالبة. وتساءل أولياء الأمور عن طلب الجامعة إثبات حالة الواسطة بينما تمنع الدخول للحرم الجامعي؟. وطالب أولياء الأمور بلجنة لكشف الفساد الإداري والمالي وسرعة المباشرة لحال جامعة أم القرى، متهمين مدير الجامعة الدكتور بكري عساس بالسير بها في ظلام دامس- حسب وصفهم-. وقال أولياء الأمور: "الموظفات الإداريات والأكاديميات بالجامعة معروفات من قبل، وألقابهن معروفة، وهن قريبات أساتذة وأعضاء الجامعة ومديرها ووكلاؤها".