شكا عدد من أولياء أمور الطالبات بالكلية الجامعية بمحافظة الليث والتابعة لجامعة أم القرى بمكة المكرمة من عدة مشاكل تعترض سير العملية التعليمية لبناتهم بالكلية، مما دفع الطالبات وأولياء الأمور لإنشاء هاشتاج عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حمل عنوان: #سجن_كلية_الليث_أم_القرى. وقال أولياء الأمور، في شكوى تحتفظ "سبق" بنسخة منها، إن المبنى غير مؤهل لاستقبال هذا العدد الهائل من الطالبات القادمات من محافظتي الليث وأضم، والقرى والهجر التابعة لهما، فبالرغم من أن محافظة أضم تم افتتاح كلية جامعية بها مؤخراً إلا أنها لا تفي بالغرض المطلوب؛ نظراً لقلة التخصصات الموجودة بها، فأغلب التخصصات موجودة بالكلية الجامعية بالليث، مما يدفع بأولياء الأمور إلى تسجيل بناتهم فيها، وهو ما يجعل الطالبة تقطع مسافة 400 كلم ذهاباً وإياباً يومياً، في الوقت الذي تعيش فيه أسرتها قلقاً كبيراً وسط مخاوف من عدم عودتها للمنزل وهي على قيد الحياة؛ بسبب سوء الطريق وبعد المسافة.
وأضافوا: "بناتنا يعانين أيضاً من حرمانهن من دخول المحاضرة الأولى في حالة تأخرهن عنها؛ بسبب مسافة الطريق، وهو ما يؤثر على سير الطالبة علمياً"، مؤكدين أنه لا يوجد مسؤولون بالكلية يقدّرون وضعهن الأسري أو بُعد المسافة بين الكلية والمنطقة القادمة منها الطالبة، مشيرين إلى أن الطالبات يعانين من سوء نظافة المبنى من الداخل؛ حيث تدرس الطالبات وسط بقايا من النفايات والرمال المتراكمة، وكأن الكلية لا يوجد بها عمالة مخصصة للنظافة، بالإضافة إلى سوء الصيانة؛ حيث سبق وأن تعرض مبنى الكلية عدة مرات لحالات تماسّ كهربائي.
ويشير أولياء الأمور إلى قلة الوجبات الغذائية التي تقدمها "الكافتيريا" داخل الكلية، بالإضافة لسوء جودتها، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وسوء أجهزة التكييف وقِدمها، ما يجعل بناتنا يكملن يومهن الدراسي وسط حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية داخل الكلية.
وتطرق الأهالي لمشكلة إغلاق أبواب الكلية ومنع الطالبات من الخروج خاصة من انتهت محاضراتهن مبكراً، وبالذات القادمات من محافظة أضم إلا عند الساعة 2 ظهراً، حتى لو حضر ولي أمرها بنفسه لاستلامها، مما يتسبب في تأخر وصول بعض الطالبات لمنازلهن إلى ساعة متأخرة من النهار، مؤكدين أن هناك وساطات ومحاباة وتمييزاً واضحاً في التعامل من قبل المسؤولات من الإداريات والمسؤولات عن الأمن لبعض الطالبات.
وحدد أولياء أمور الطالبات عدة مطالب يطالبون المسؤولين بالكلية وعلى رأسهم عميد الكلية بتوفيرها عاجلاً، ومنها فتح باب الكلية والسماح للطالبات بالخروج الساعة 12 ظهراً، كما هو معمول به نظاماً في بقية الكليات الجامعية، والسماح للطالبات بالخروج لمن يأتي ذووها لاستلامها، بالإضافة إلى توسيع المبنى أو نقل بعض التخصصات إلى مبانٍ أخرى، وتوفير شركة رائدة في مجال النظافة والتغذية، وحل مشكلة انقطاع المياه، وتوفير مصلى للطالبات، بالإضافة إلى توفير صالة رياضية ومكتبة جامعية لشغل أوقات الفراغ للطالبات، وتوفير معمل للغة الإنجليزية.
وطالبوا -أيضاً- بتوفير استراحات داخل الكلية مهيأة للطالبات القادمات من خارج المحافظة، والتنسيق بين إدارة الكلية وعضوات هيئة التدريس؛ لمراعاة القادمات من خارج المحافظة عند التأخر عن المحاضرة الأولى.
وقال المتحدث الرسمي لجامعة أم القرى الدكتور عادل بن أحمد باناعمة ل"سبق": "طالبات الكلية بعضهن من أهل الليث، وبعضهن من المناطق والقرى المحيطة، وهؤلاء اللائي يسكنّ في المناطق البعيدة يأتين ويذهبن مع حافلات الجامعة التي تنطلق الساعة 2 ظهراً، ولذلك فإن الكلية تسمح لأي طالبة من أهل الليث يأتي ولي أمرها بالخروج، وتمنع طالبات القرى؛ لأن خروجهن قبل الساعة 2 ظهراً يعني تجمعهن في الطرقات والأرصفة لحين مغادرة الباص، مما قد يعرضهن للمضايقات".
وأضاف: "هناك مشكلة متكررة في الفروع، وهي أن المباني المعدة لها طاقة استيعابية مثلى، وحين اقتصرت الجامعة عليها حصل ضغط شديد من أهالي المنطقة ومطالبات بقبول بناتهن، ولذلك اضطرّت الكلية للوصول إلى الطاقة الاستيعابية القصوى للمبنى؛ تحقيقاً لما أمكن من رغبات أهالي المنطقة".
وقال "باناعمة": "هناك عقد كبير لإعادة تأهيل محتويات المبنى من قاعات دراسية، ومكاتب، ومعامل، تم ترسيته على شركة وطنية، وستشرع في التنفيذ خلال شهرين، كما أن العمل -بحمد الله- جارٍ على المدينة الجامعية الجديدة في الليث، وقد تأخر البدء بسبب منازعات على الأرض حُسمت -ولله الحمد- لصالح الجامعة، وأرجو خلال سنة من الآن أن يكون هناك وضع جديد يعالج كل هذه المشاكل".