انتقد أهالي منطقة عسير التسميات الغريبة والجديدة التي وضعتها أمانة منطقة عسير على الأحياء والشوارع، مستغربين دواعي تغيير أسماء الأحياء والشوارع المعروفة التي تمثل هوية المنطقة، مطالبين بتغيير بعض المسميات وبترقيم المنازل، كما فتحت الأمانة مظاريف مشروع تسمية وترقيم الأملاك المرحلة 2 من شعار إلى مدينة سلطان، بتكلفة بلغت 5 ملايين ريال، مشيرة إلى وجود خطة ثالثة لصيانة هذه الأرقام وشمول مواقع أخرى. وقال المؤرخ الدكتور صالح الحمادي ل"سبق": إن مسميات الشوارع هو مشروع كامل للدولة تم خلاله تدوين 64 اسماً في كتاب ضم أسماء المدن وأسماء العلماء ورجال الدين والصحابة وأسماء مدن عربية، وتم تسليم الكتاب للأمانات لاختيار ما يناسبها منه. وأضاف: "فوجئنا بتغيير أسماء العديد من الشوارع في منطقة عسير بشكل يسلب المشاعر والأحاسيس بهذه الأمكنة والمسميات الغريبة التي لم يقبلها أهالي المنطقة وإلغاء أسماء قديمة، مع عدم الأخذ بالاعتبار تلك المسميات ومدى ملاءمتها للشوارع، وأضاف الحمادي أن من يعلق هذه اللوحات هم من العمالة الوافدة الذين لا يعرفون معاني هذه الشوارع أو كتابة مسميات لشوارع لا تتناسب مع مواقعها". وطالب المؤرخ الحمادي بالاهتمام بترقيم الشوارع والعمائر والتخلص من الوصف البدوي للأماكن بالإشارات والمطبات والشوارع.
وتابع الحمادي: "ما نراه نموذج في مدينة القاهرة بكل اتساعها وعشوائياتها لهو دليل على أهمية ترقيم الأحياء والشوارع، كما انتقد الأخطاء الإملائية في بعض المسميات مثل "أم درماء" يعني "أم درمان"، مشيراً إلى أن هناك العديد من المسميات في أبها التي لم يُفهم معانيها. بدوره، عرض عضو نادي أبها الأدبي علي فايع الألمعي فيلماً وثائقياً في أدبي أبها بعنوان "أبها التي لا نعرفها.. قراءة ثقافية لأسماء الشوارع والأحياء بالمسميات الجديدة". وأضاف الألمعي أن المسميات الجديدة ألغت معاني الأماكن وأسماء الأحياء لم يعد في أبها كانت قد خلدت الشعراء والكتاب والمبدعين أمثال شوارع "النميص والطبجية واليمانية ومناظر والصفيح" في المنطقة. وارتبطت بذاكرة أهالي المدينة من خلال الشعر والقصص والروايات ومن الأسماء التي استغربها "الجهيشة والمرسيلة وقها وأم درماء والمجر وجيبوتي وفيلكة وشوارع الوادي الأبيض ووادي مرة" في مواقع جبلية إضافة إلى مشكلتها بالنسبة للأملاك.
كما قال الناشط الاجتماعي حسن مخافة إن المشكلة في تغيير أسماء الأحياء، ف"القابل" صار "الفيصلية" في حين صار حي شمسان "النصب"، وضباعة صار "الوردتين". بدوره، أفاد المهندس المشرف على مشروع ترقيم وتسمية الشوارع والمباني بعسير عبدالعزيز الرمثي أن التسمية تتم من خلال لجنة مكونة من وكيل الإمارة وأمين عام المنطقة وأعضاء من ذوي الخبرة، نافياً أن تكون عشوائية. وقال الرمثي: "هذه الأسماء يتم اعتمادها من اللجنة والرفع لأمير منطقة عسير وإلى وزير الشؤون البلدية والقروية لاعتمادها". وأضاف الرمثي: "تم تسليم أمانة عسير 18 ألف اسم من قبل الوزارة لإدراجها ضمن مشروع التسمية والترقيم، وتم عمل دارسة حول هذا المشروع وعرضها على مجلس المنطقة لاعتمادها، وقد تم وضع اسم لكل حي تبعاً لصفته أو بأسماء شخصيات عواصم أو مدن أو دول عربية ومعالم حضارية وتم اعتمادها من مجلس المنطقة". وقال الرمثي: "إن أم درماء مثلاً اسم مدينة في سورية، وإن لكل مسمى معنى خاص، كما أن الأمانة أتاحت فرصة التغيير عند عدم مناسبة الاسم للموقع، أو التقدم بالاعتراض وبعد دراسة أسباب التغيير فإن هناك فرصة للتغيير".